مطمر “الكوستا برافا”… التحرك لتمديد المهلة وايجاد حلول عملية

حسين زياد منصور

بعيداً عن الواقع السياسي المتأزم والمجمد و”مكانك راوح”، لا تزال قضية النفايات وإعلان اتحاد بلديات الضاحية إغلاق مطمر “الكوستا برافا”، أمام نفايات الشوف وعاليه، الحدث الأبرز. التخوف واضح، وهو ناتج عن مشاهد عايشها اللبنانيون ولا يزالون في بعض المناطق، من انتشار النفايات والقمامة على جوانب الطرق.

المعترضون على قرار اغلاق مطمر “الكوستا برافا” معهم حق 100٪، فليست هناك خطة بديلة. والقرار في ظرف وتوقيت كهذا ليس “سليماً”، بحسب ما يصفه أحد المتابعين للملف. ويقول: “ليس هناك حل سريع بديل، القرار مفاجئ، وما النتيجة؟ مشاهد للنفايات على كل جوانب الطرق، أهذا ما يريدونه؟”.

نعم اقفال “الكوستا برافا” الآن سينعكس سلباً على الشوف وعاليه، لكن مع الوقت، ومن دون إيجاد حلول، ستغرق بيروت أيضاً في النفايات.

جميع المعنيين والمسؤولين يعرفون ما معنى أزمة نفايات، فقد عايشوها من قبل في العام 2015، واليوم مع اقفال “الكوستا برافا”، ليست “كبسة زر” إيجاد حلول لنفايات عاليه والشوف وبعبدا، بل سيستغرق الموضوع ربما سنة أو أكثر.

وعن ذلك تشدد مصادر متابعة على وجوب “التحرك بصورة سريعة، وإيجاد حلول جدية، أولاً تمديد المهلة، وفي الوقت نفسه يكون العمل جارياً لإيجاد حلول جدية، وليست مؤقتة، كمن يؤجل موته، كي لا نقع في المشكلة نفسها بعد أشهر”.

ووفق المعلومات التي حصل عليها “لبنان الكبير”، الايجابية بدأت تظهر، وسيعقد اجتماع غداً الاثنين في وزارة البيئة، ويضم نواباً معنيين بالموضوع من “حزب الله” وحركة “أمل” ومن اتحاد بلديات الضاحية، وسيمثل الحزب “التقدمي الاشتراكي” النائب أكرم شهيب، للبت في هذا الموضوع. واعتمد وزير البيئة ليكون على جدول الأعمال طلب الهبات والمساعدات الدولية لتكبير معمل السويجاني كي يغطي الشوف.

وكان لافتاً من جديد ما كتبه عبر صفحته على منصة “اكس” النائب الدكتور بلال عبد الله: “لن نطرح حصرية الكهرباء والمعامل وسابقاً البواخر في منطقتنا، ولن نوافق على حصرية مكب للنفايات. كوستا برافا مؤهل لاستحداث خلايا جديدة فيه تمنع التمييز بين المناطق. الجبل لم يقصر على مدى سنوات طويلة مع أحد، وصفحة مطمر بعاصير – الجية طويت!”.

وتؤيد المصادر ما كتبه النائب عبد الله، موضحة أن “هناك بعض الخلايا في المطمر، والتي يمكن توسعتها، كي تخدمنا لفترة مؤقتة، الى حين الوصول الى حل. فكرة المطمر في إقليم الخروب لن تمر، فلم نعد نحتمل، والى جانب معاناة الأهالي، البلديات أيضاً تعاني، من عجز مالي، وعلى الحكومة تحمل مسؤولياتها”.

في المقابل، ترى مصادر أخرى متابعة أيضاً للملف، أن تمديد المهلة هو الحل الأنسب خلال هذه الفترة، من ثم الحلول تكون بتشغيل معامل الفرز، لافتة الى وجوب “تأمين التمويل اللازم لتشغيل معمل الفرز في العمروسية، والأمر نفسه بالنسبة الى معمل السويجاني ليغطي منطقة الشوف كافة، فيخفف قليلاً الضغط عن الكوستا برافا، وهذا ما تسعى اليه وزارة البيئة”.

حان الوقت لمعالجة مستدامة لموضوع النفايات، وإيجاد التمويل اللازم والمناسب، بحسب المصادر، التي تؤكد وجوب “تأمين تمويل جيد للبلديات كي تتمكن من الاستمرار في مهامها، فملف النفايات يستنزف الكثير والكثير من ميزانية البلديات، والآن لا نزال نعيش تداعيات الأزمة الاقتصادية منذ سنوات من دون نسيان تدهور قيمة الليرة اللبنانية، وهذا ما سبب ارتفاع التكاليف على البلديات أيضاً”.

وتضيف: “يجب إيجاد تمويل قادر على مساعدة البلديات بالتعاون مع الوزارات كافة، خصوصاً وزارة البيئة التي سبق ووضعت خطة عمل. إذاً يجب التعاون لاجتياز هذه المعضلة، والا سنعود للمشهد الذي عايشناه في السنوات الماضية”.

 

 

 

 

 

شارك المقال