موسم التزلج بلا عائدات… ثلوج منتظرة وتخوف من “ضربة”

راما الجراح

تأخر موسم التزلج هذا العام عن موعده الذي يبدأ عادةً في ١٥ كانون الأول، أي في موسم الأعياد. الانتظار سيّد الموقف، فأصحاب المطاعم والفنادق ينتظرون تأمين لقمة عيشهم، وهواة التزلج ينتطرون تساقط الثلوج. يبدو أن لبنان سيفتقد السياحة الشتوية، فبالاضافة إلى تأخر تساقط الثلوج، الأوضاع غير المستقرة غيّرت وجهة السائح الذي يقصد لبنان في هذا الوقت لزيارة فاريا وكفردبيان والأرز للتمتع بوقته وبالمناظر الخلابة.

أغرقت أمطار شهر كانون الأول المواطنين على الطرق، حتى أنها اجتاحت المنازل والمحال التجارية في عدد كبير من المناطق خصوصاً الساحلية، ولكن لم تكن المتساقطات الثلجية على المرتفعات كافية لافتتاح موسم التزلج الذي يعتبر من مواسم الخير في البلد، ويسهم في تحريك العجلة الاقتصادية، كما ينعش أصحاب المحال والمطاعم والفنادق ويزيد الأمل في نفوس اللبنانيين.

محال بيع أدوات التزلج لا تعمل حالياً، والنسبة الأكبر من المطاعم والفنادق في المناطق الجبلية العالية تسترزق في هذه الفترة فقط، بالاضافة إلى مدربي التزلج والمساعدين الذين ينتظرون أيضاً هذا الموسم للعمل بحسب مسؤول أنشطة ثلجية في كفردبيان. فهل موسم التزلج مهدد في لبنان؟ وماذا عن الخسائر؟

يترقب اللبنانيون حالة الطقس للأسبوعين المقبلين بعد تضارب المعلومات عن عاصفة ثلجية يمكن أن تضرب لبنان قريباً، ولكن كل المعلومات تبقى في خانة الاحتمالات، ولا شيء مؤكد حتى اللحظة. يوضح جو خليل، صاحب فندق “Faraya Village Club” المقيّم بين أكثر الفنادق ازدحاماً بالحجوزات في موسم الشتاء أن “النشاطات الأساسية مرتبطة بصورة مباشرة بكميات تساقط الثلوج، وتأخر الموسم أثّر علينا كثيراً مادياً من ناحية الحجوزات التي تراوحت العام الماضي بين ٨٠ و٩٠ في المئة، واليوم لا تتعدى الـ ١٠ في المئة”.

ومن الناحية المعيشية والاقتصادية، يعتبر خليل في حديث لـ “لبنان الكبير” أن الفنادق في كل المناطق الجبلية تستهلك اليوم كميات كبيرة من المحروقات “عالفاضي”، بالاضافة إلى فواتير الكهرباء المرتفعة بسبب الافتقار الى المدخول، مشيراً الى أن “الأوضاع المعيشية الصعبة من أهم الأسباب لتراجع هذا الموسم، فالرواتب غير مشجعة لأي عمل ترفيهي”. ويقول: “كل فترة نعلن عن حسومات تتعدى الـ ٥٠ والـ ٦٠ في المئة لاستقطاب الناس، بإنتظار تساقط الثلوج لانعاش موسمنا ولا شك في أن الأمور ستتحسن تلقائياً، إلا إذا شهدنا قصفاً شبيهاً بما حصل في الضاحية وتطورات خطيرة على الساحة اللبنانية”.

الوضع الأمني غير المستقر يقف سداً منيعاً أمام هذا الموسم، ولو تساقطت الثلوج بكثرة، لن نشهد موسماً سياحياً مشابهاً أقله للعام الماضي الذي تأخر أيضاً ولكن “قلّع بنصه” بحسب فيليب، صاحب مطعم”Chez Philippe Kfardebian” الذي يؤكد أن “الناس خائفة، ونحن في حالة حرب، ونتضرع إلى الله أن يكون موسم ٢٠٢٤ شبيهاً بالموسم الماضي الذي كان مقبولاً، وأن لا نتكبد خسارات لا نقوى على تحملها”.

موسم التزلج هذا العام قد يكون من أسوأ المواسم مقارنة بالسنوات الأخيرة، فالشهر الأول انقضى بلا عائدات، والرهان يبقى على الأسابيع المقبلة علّها تعوض الخسائر في بلدٍ تتفاقم فيه الأزمات، ويستطيع أصحاب المطاعم والفنادق تأمين رأسمالهم!

شارك المقال