توقيف مسؤول اختلس 5 ملايين دولار… تفشي الفساد في “مستشفى المقاصد”

عمر عبدالباقي

يعد “مستشفى المقاصد” واحداً من أبرز المستشفيات في العاصمة بيروت، ويتمتع بتاريخٍ عريقٍ ويعتبر ملجأً ودار صحة للعديد من المرضى البيارتة خصوصاً واللبنانيين عموماً الذين يتلقون العلاج فيه بكل يسر وسهولة.

ومع ذلك، فإن ما يحدث اليوم داخل إدارة المستشفى لا يتوافق مع رمزية هذه المؤسسة العريقة في بيروت وتاريخها الطبي المشهود له، بحيث تزايدت حالات الفساد بنسبة ملحوظة، من خلال تعرض عدة حالات الى عمليات احتيالية بهدف كسب أموال غير قانونية.

ووفقاً لتقارير صحافية، فقد أوقف مسؤول مالي بارز في “مستشفى المقاصد” للتحقيق معه في قضية اختلاس مبالغ مالية تجاوزت عدة ملايين من الدولارات على مر السنين. كما ذكرت المعلومات أن مبلغاً يزيد عن 100 مليار ليرة لبنانية (حوالي مليون ومئة ألف دولار أميركي) و300 ألف دولار أميركي نقداً ضبط في منزل المشتبه به، بالاضافة إلى عددٍ من الممتلكات والسيارات الفاخرة التي قام بشرائها. والموقوف متهم بقضية اختلاس مبالغ مالية من المرضى من دون إصدار فواتير رسمية، يقدر مجموعها بأكثر من 5 ملايين دولار.

تسعير عشوائي

أحد أصحاب الحالات الذي رفض ذكر اسمه، كانت له تجربة مع المستشفى ودفع مبالغ ليست قليلة، بسبب تقديم الفواتير بصورة عشوائيية بحسب تعبيره، وقال لموقع “لبنان الكبير”: “بحسب تجربتي الشخصية في هذا المستشفى، تبين لي أنه يجب على المريض الذي يقرر الدخول اليه أن يكون على دراية بالمصطلحات والتعابير الطبية، التي أجهلها صراحة، وإذا لم يكن كذلك، فمن الأفضل أن يصطحب صديقاً يكون طبيباً أو يعمل في المجال الطبي، لأن الفواتير النهائية التي تتسلمها قبل الخروج، قد يتبين فيها وجود بعض النفقات الطبية المضافة اليها وأنت لم تستعملها بتاتاً، لكنها تكتب بالطريقة العلمية التي لست ضليعاً بها ولا أفهمها. وهذا فعلياً ما جرى معي لكن بفضل وجود صديق مقرب لي في المستشفى يعمل كمتخصص في إحدى المجالات الطبية، استطاع كشف وجود بعض النفقات الطبية المضافة إلى الفاتورة والتي لم تكن ضرورية ولم أستخدمها أو أطلبها. وعند تأكيد هذا الأمر للجهة المالية في المستشفى، وبعد عدة اتصالات، تم الاعتراف بالخطأ وتصحيحه”.

حالة أخرى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لمريض قام بمراجعة الادارة المالية مجدداً وطلب فاتورة جديدة للحالة نفسها ليتبين أن جزءاً من التفاصيل الموجودة في الفاتورة الأولى غير موجود في الفاتورة الجديدة، وأن الادارة المالية قامت بتعديل الفاتورة على النظام الالكتروني وتقليص عدد المستلزمات ورفعها بأقل كلفة الى الجمعية مع اخفاء الفارق المالي وعدم ادخاله الى صندوق المستشفى.

بعد انتشار شكاوى العديد من المواطنين، أجرت ادارة الجمعية تحقيقاً وتدقيقاً، وتم تحويل المشتبه بهم الى التحقيق لدى إحدى الجهات الأمنية المختصة. وتبين أن هناك عدداً كبيراً من المبالغ التي حسمت من الفواتير، ويتحمل المستشفى تكاليف مواد لم يتم سداد تكلفتها للصندوق. وتبين أيضاً أن العصابة التي تدير عمليات الاحتيال تستهدف المراجعين والمستشفى، وعلى الفور اتخذت إجراءات قانونية وأمنية وإدارية لتغيير الفريق السابق واستبداله بأطباء جدد في عدة أقسام حساسة. وتم الاحتفاظ بالقضية مفتوحة للتحقيق مع المزيد من المشتبه بهم.

وأكدت مصادر داخل المستشفى، لموقع “لبنان الكبير”، أن “هناك تحسناً في الأوضاع حالياً بعد تأكيد حالة فساد واضحة في الماضي، وتم تقديم الأمور إلى الجهات القضائية المختصة للتحقيق في الأمر. وفي الوقت الحالي، تنفذ تحسينات إدارية بالصورة المطلوبة لضمان تحسين الأداء والنزاهة”.

شارك المقال