“Dice Dreams” اسرائيلية… والوعي وحده يحمي من المخاطر

راما الجراح

تطورت ألعاب الانترنت بصورة كبيرة جداً، حتى باتت تشمل كل فئات المراهقين والشباب بالتزامن مع الارتفاع الكبير في نسب الادمان على ألعاب الفيديو، والمنافسات ضمن فرق مع أصوات اللاعبين الذي يكونون أصدقاء مشتركين على مواقع التواصل الاجتماعي. ومؤخراً انتشرت لعبة “dice dreams” بصورة دراماتيكية في العالم، وهي شبيهة بـ “clash Royal”، ولكن المفارقة الأساسية هي كلما أرسلت رابط اللعبة إلى صديق وأنزلها على هاتفه من خلال رابطك زادت نقاطه التي تخوله الهجوم على المدن الأخرى في اللعبة واغتنام المال والموارد .

عندما وصلني رابط اللعبة من صديق مع شرح عن مبدأها وكيفية لعبها، دفعني فضولي الى تنزيلها والتعرف عليها، ثم فوجئت بإنتشار معلومات على مواقع التواصل الاجتماعي مفادها أن مصدر اللعبة تل أبيب وهدفها سرقة البيانات الشخصية للمشتركين.

ولدى التواصل مع الصحافي المتخصص في التأكد من صحة المعلومات محمود غزيل، أكد عبر “لبنان الكبير” المعلومات التي يتم تداولها عن أن مصدر اللعبة في تل أبيب، وشركة البرمجة إسرائيلية كما أن المبرج إسرائيلي ويدعىEyal Netzer .

وبالنسبة الى مخاطرها لا يرى غزيل أن اللعبة تستدعي الخوف من إستعمال معلومات شخصية عن المشترك أو اللاعب، باعتبار أنها تطلب إمكان إرسال الاشعارات، ووسيلة الدفع، وعرض الاعلانات فقط.

وفي عرض تفاصيل اللعبة، لا شيء يستدعي الهلع إلى الدرجة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بحسب غزيل، الذي أوضح أن هناك ألعاباً وتطبيقات مصدرها لبنان ولديها درجة الوصول إلى المعلومات نفسها.

ونبّه مستشار أمن المعلومات والتحول الرقمي رولان أبي نجم الناس على “ضرورة التأكد من مصادر الألعاب التي يقومون بتنزيلها على هواتفهم وتجنب تلك التي يكون مصدرها تل أبيب على سبيل المثال، بالاضافة إلى التأكد من المعلومات التي يطلبها منهم أي تطبيق أو أي لعبة، وعدم المبالغة في السماح بالوصول إلى المعلومات، فكل تطبيق نستعمله بصورة شبه مجانية يعني أن هناك أشياء شخصية تؤخذ منا مقابله”.

وقال عبر “لبنان الكبير”: “البيانات والداتا التي يطلبها منّا معظم التطبيقات والألعاب خطيرة جداً ودقيقة، وليست مجرد اسم ورقم وحسب، بل يمكن تحديد موقع الشخص، ومعرفة أي إعجاب يقوم به على صفحات التواصل الاجتماعي، ويمكنهم الافادة منها في عدة مواضيع تسويقية أو أمنية وغيرها”.

من أخطر الأمور التي اعتادتها النسبة الأكبر من الناس هي استعمال كبسة “allow” عند تنزيل لعبة أو تطبيق على جميع الخيارات التي تُعطى لهم للسماح باستعمال التطبيق أو اللعبة مثل الميكروفون، الصور، قائمة الأسماء وغيرها، وهذا يعني بحسب الخبير في أمن المعلومات ومواقع التواصل الاجتماعي فريد خليل “أننا نسمح للشركات بمختلف مصادرها باستعمال بيناتنا الخاصة بموافقتنا عليها بصورة تلقائية”.

ودعا خليل الجميع الى “الدخول إلى إعدادات الهاتف وتحديد أمور بسيطة يمكن للتطبيق استعمالها وتفادي خطورة استعمال بياناتنا الشخصية ونذهب الى خيار limited access بدل”allow .

بعد التطور التكنولوجي الذي شهده العالم، والدخول إلى عالم الذكاء الاصطناعي، بات من السهل تحليل البيانات بصورة أسرع وأدق، وعليه نصح خليل الجميع بـ “ضرورة الوعي حول مخاطر عدم الاكتراث لهذه المواضيع، لأن الوعي هو الوحيد الذي يحمينا، خصوصاً بعدما أثبتت الدراسات أن معظم الاختراقات السيبرانية حول العالم تكون عبر أشخاص”.

شارك المقال