مزبود “Heist”… والأمن الذاتي يعود!

حسين زياد منصور

يبدو أن بلدة مزبود في إقليم الخروب، ستدخل موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية في عدد السرقات التي عرفتها خلال الأيام الماضية، في حال استمرت على هذه الحال. فالسرقات التي تحصل ليست كتلك التي نشاهدها في الأفلام مثل: “The Bank Job” أو “Italian Job” أو سلسلة أفلام “Oceans”، وليست حتى مشابهة للمسلسلات الاسبانية التي لاقت رواجاً خلال السنوات الماضية مثل “Money Heist” أو كما هو معروف أكثر بـ “La casa de papel”، أو “Berlin” المشتق من السلسلة وصدر مؤخراً… كلا فان عمليات السرقة تطال بيوتاً ومحال تجارية، لأناس يعتاشون منها في ظل الأزمات الصعبة التي يعاني منها الجميع.

عمليات سرقة عديدة حصلت في البلدة منذ أيام معدودة. القوى الأمنية تقوم بعملها، باشرت تحقيقاتها لكشف ملابسات ما يحصل. غضب عارم بين أبناء البلدة نتيجة “مسلسل” السرقات كما يصفه البعض، والبعض الآخر مع بداية كل يوم يسأل السؤال نفسه: “دور مين اليوم؟”.

تضاربت الأقاويل حول سرقة منزل احدى السيدات في القرية منذ يومين، على اعتبار أن لا وجود لأحد في المنزل، بسبب وجودها في عزاء شقيقها المرحوم الصحافي الكبير عمر حبنجر، ليتبين فيما بعد، أن هذا الكلام عار من الصحة، وفق أحد الجيران.

ولكن قبلها بيوم، كان أحد “الدكاكين” ضحية عملية سرقة، لم تحصل لا بالخلع ولا بالكسر، لذلك تمت بنجاح ولم يشعر أحد من الجيران بشيء غريب، حتى أن أصواتاً تثير الريبة لم تصدر. وفي تفاصيل ما حصل توقفت سيارة فيها 4 أو 5 أشخاص قرب الدكان بحلول الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وحاولوا فتح الباب الخلفي بعيداً عن ضوضاء السيارات المارة على الطريق العام، وتمكنوا من فتحه من دون خلع أو كسر، لكنهم لم يتمكنوا من الدخول بسبب وجود حمولة ثقيلة على الباب، فأغلقوه كي لا يصدر صوت يوقظ الجيران.

انتقل السارقون الى المدخل الأمامي، ولحسن حظهم كانت كاميرات المراقبة الموجودة بالقرب من الدكان معطلة، الى جانب وجود قفص حديدي على المدخل هو جزء من الدكان ساعدهم في الاختباء على جانبيه من السيارات المارة.

بعد ثلث ساعة، دخل السارقون، وأيضاً من دون كسر أو خلع، وأغلقوا الباب خلفهم، أولاً سرقوا الأموال التي كانت موجودة، ثم بدأوا بعملية تحميل المواد الموجودة من زيوت وأرز وسمنة، وأخذوا كل أنواع الزيوت غالية الثمن، وتركوا الرخيصة. ويبدو أن الاكياس الموجودة في المحل لم تكفهم، فأفرغوا ربطات الخبز، واستخدموا أكياسها لوضع المواد فيها، ونقلوها الى السيارة حتى “فولت” لدرجة تركهم كيساً كبيراً من الأرز على جانب الطريق لعدم وجود مكان يتسع له.

السرقة استمرت من الساعة 2،30 حتى الخامسة فجراً، أي عند أذان الفجر رحل هؤلاء بعدما أتموا عمليتهم على “رواق”، ومن دون أي حركات تثير الريبة، مع العلم أن هذا المحل موجود على الطريق العام.

هذه العملية لم تكن الأولى، بل سبقها دخول مجهولين أيضاً من دون كسر أو خلع، الى منزل في بلدة مزبود، واقتحما غرفة نوم امرأة مريضة وكبيرة في السن، وضعا لاصقاً على فمها وقاما بتكبيلها. وعند مقاومتها لهما شعرت ابنتها بحركة غير عادية في المنزل، فقامت بالصراخ، عندها لاذا بالفرار، وتبين أنهما سرقا بعض قطع الذهب من يديها.

وسجلت حالة أخرى لمجهولين، دخلوا أحد المنازل وسرقوا بعض المحتويات من معدات صناعية وموتورات الحطب، وطيور حمام يقوم بتربيتها صاحب المنزل.

وعلى إثر ذلك، اتخذ عدد من أبناء البلدة، خطوات لتعزيز أمنهم، من خلال صيانة كاميرات المراقبة وزيادة عددها، فضلاً عن قيام البعض بتدعيم أبواب مؤسساتهم ومنازلهم بأقفال وتجهيزات أخرى.

وتفيد المعلومات والمعطيات بتوجه أبناء البلدة الى تشكيل خلية، تتضمن عدداً من الشباب للانتشار في أرجاء البلدة للمراقبة والحماية، اي أحياء الأمن الذاتي فيها.

وهنا يجب التوضيح، أن مبادرة قام بها عدد من الشباب خلال السنوات الماضية في هذا الصدد، حتى قبل انتشار فيروس كورونا، والاقفال الشامل، وفي تلك الفترة أغلقت منافذ البلدة وأبقي على اثنين، وأنشئت حواجز مدنية وسيّرت دوريات ليلية لضبط المخالفين لقرار الاقفال الشامل.

ومنذ أشهر قليلة أوقفت عصابة سرقة، امتهنت سرقة الأسلاك النحاسية والمحولات الكهربائية التابعة لشركة “كهرباء لبنان”. وقبلها بأشهر، تمكنت قوى الأمن الداخلي من توقيف أحد الأجانب في اقليم الخروب بتهمة السرقة، بعد متابعات مستمرة ونتيجة الاستقصاءات والتحريات، واعترف بإقدامه على القيام بـ 15 عملية سرقة، مستغلاً عمله في تصليح الكهرباء في المنازل، وبعد تفتيش مكان اقامته ضبط عدد من المسروقات.

شارك المقال