الذخائر غير المنفجرة… خطر جديد يهدد أبناء الحدود

فاطمة البسام

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي على مدى أيام، صور لأشكال مختلفة، تبدو للوهلة الأولى أنها أقلام بلاستيكية، أو قداحات، أو قضبان صغيرة مغلّفة بورق برّاق.

الفرضيات الأولى أكّدت أنها أجسام متفجرّة يلقيها العدو، على هيئة ألغام. فبدأت التحذيرات تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، من لمسها أو الاقتراب منها، لأنها شديدة الخطورة، وكثيرة الانتشار خصوصاً في القرى الواقعة على الحدود.

وأوضحت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، في بيان أن “الجيش الاسرائيلي يعمد إلى إطلاق بالونات حرارية فوق القرى والبلدات اللبنانية، ويَسقط البعض منها قرب المناطق السكنية وبين المنازل من دون أن ينفجر، ما يمثّل خطراً على المواطنين بسبب احتوائها على مواد متفجرة وحارقة”. وحذرت “المواطنين من خطورة الاقتراب من هذه البالونات أو لمسها كونها معرّضة للانفجار”، مشددة على “ضرورة إبلاغ أقرب مركز عسكري عن مكان وجودها”.

الذخائر شديدة الخطورة

مصدر عسكري أوضح لموقع “لبنان الكبير”، أن هذه الأشكال تندرج تحت مسمى “الذخائر غير المنفجرة”، وهي موجودة بعدّة أحجام.

وأكد أنها شديدة الخطورة، لأنها تنفجر بمجرد لمسها، منبّهاً على الاقتراب منها أو العبث بها أو محاولة وخزها بعصا.

وأشار الى أن هذه الذخائر موجودة بصورة كبيرة في الجهة المحاذية للشريط الحدودي، وقد وردت عدّة تبليغات من السكان حول ذلك، إلا أن لا وجود لنسب وأرقام دقيقة تحدد نسبة انتشارها.

وبحسب الخبير فان البالونات الحرارية تعتبر واحدة من أدوات التكتيك العسكري وهي من أساليب الحماية التي تتم إضافتها إلى الطائرات الحربية، بحيث أن تلك البالونات تعمل على تضليل الصواريخ المتبعة للطائرة بالحرارة.

ويلفت الى أن الطائرات تقوم بإطلاق البالونات الحرارية لأنها أعلى حرارة من الطائرة ما يجعل الصاروخ “المتبع للحرارة” يتحول إلى تلك البالونات بدلاً من الطائرة، ما يسمح لها بإكمال مهماتها والخروج من نطاق الخطر المفروض من الصاروخ.

بدأت أنشطة إزالة الألغام في لبنان عام 2000، عندما كانت التقديرات تشير إلى تلويث نحو 37 ألف فدانٍ من أراضي البلاد بالألغام الأرضية والذخائر التي لم تنفجر بعد.

وفي عدوان تموز 2006، أسقطت إسرائيل ما يصل إلى 4 ملايين قنبلة عنقودية على لبنان، 90% منها في الأيام الثلاثة الأخيرة من القتال.

كما أسفر امتداد الصراع السوري على بعض أجزاء شمال شرق لبنان، عن وجود عبوات ناسفة في المناطق مثل رأس بعلبك وعرسال.

وفي التسعينيات بدأت الجهود الدولية المناهضة للألغام، وتم التوقيع على اتفاقية تسمى “اتفاقية حظر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد وتدمير تلك الألغام”، أو ما يعرف بـ “معاهدة أوتاوا”، التي رفضت 38 دولة التوقيع عليها، منها لبنان وإسرائيل.

شارك المقال