جائحة كورونا لم تنتهِ بعد… الوقاية وعدم الاختلاط نصف الحل

راما الجراح

مع أنّ كوفيد-19 لم يعد يشكل حالة طوارئ صحية عالمية، لكنه لا يزال سريع الانتشار، ويتحوّر، ويتسبّب بمقتل كثيرين، بحسب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس. وأعلنت المنظمة تسجيل نحو ١٠ آلاف حالة وفاة بكوفيد-19 في كانون الأول الماضي، محذرةً من أن الفيروس لا يزال يشكل تهديداً كبيراً.

البيانات الواردة من مصادر مختلفة بحسب المنظمة، بيّنت أنّ انتقال العدوى ازداد خلال الشهر الفائت، في تطوّر عززته التجمعات خلال فترة الأعياد والمتحور “جاي ان 1” الذي صنّف كـ “متحور مثير للاهتمام”، والذي بات راهناً الأكثر انتشاراً في مختلف أنحاء العالم ويمثل ٦٢٪ من إصابات كورونا في الولايات المتحدة.

ويتوقع العلماء أن العام ٢٠٢٤ يمكن أن يشهد تفشياً لبعض الأمراض والأوبئة، ما يتطلب المزيد من اليقظة والاستعداد لمجابهتها، بدءاً من سلالة جديدة لكوفيد-19، إلى المخاوف بشأن متغير جدري القردة الأكثر فتكاً، وانتشار الأمراض التي ينقلها البعوض من البلدان الاستوائية.

إذاً الجائحة لم تنتهِ بعد، عاد فيروس كورونا بموجة قوية، وينتقل بصورة أسرع من قبل. ويقول المسؤول التقني للمنظمة المعني بفيروس كورونا إن الجائحة تمر بمرحلة مختلفة ولكن الفيروس لا يزال يعتبر جائحة. وتُعرب ماريا فان كيركوف، المديرة المؤقتة في منظمة الصحة العالمية المسؤولة عن الاستعداد للأوبئة والجوائح والوقاية منها، عن قلقها بشأن موجة كورونا الجديدة. ووفقاً لتقديرات قائمة على تحليل مياه الصرف، فإن الانتشار الفعلي لكوفيد-19 أعلى بمقدار يتراوح بين ٢ إلى ١٩ مرة من عدد الحالات المسجلة. وتتخوف كيركوف من بدء ظهور أعراض ما بعد كوفيد (وتسمى أيضاً كوفيد طويل الأمد) والتي تؤثر على العديد من أعضاء الجسم.

في هذا الاطار، يوضح رئيس لجنة الصحة النيابية السابق الدكتور عاصم عراجي أن “ما يحصل من ارتفاع كبير في الاصابات بكورونا أو الأنفلونزا يعتبر أمراً طبيعياً جداً، فبمجرد الانتهاء من فصل الصيف تبدأ الفيروسات بالانتشار من جديد، وندخل في مراحل جديدة في عالم الفيروسات، والمتحورات، وسرعة انتشارها”.

كما هو معلوم لدى الجميع أن فيروس كورونا يؤثر بصورة مباشرة على مرضى نقص المناعة وكبار السن ومرضى الأمراض المزمنة، وتؤدي اصاباتهم بالفيروس إلى التهاب مباشر في الرئتين ما يستدعي دخول المريض إلى المستشفى، وقد تؤدي الاصابة إلى وفاته حسب قوة جسمه وقدرته على تحمل أعراض الفيروس، بحسب عراجي.

تزايد الاصابات بكورونا، والمتحور “جاي اي ١” والانفلونزا، خلق هاجساً عند الناس عن كيفية التمييز بين العوارض، وعليه يؤكد عراجي أن التشابه كبير جداً في العوارض، وطرق الوقاية نفسها، وفحص كورونا ينفع في تحديد الفيروس المصاب به أي شخص. وينصح الجميع بأخذ لقاح الانفلونزا لأنه قد يخفف من العوارض، محذراً من تناول أدوية الالتهاب “Antibiotic” من دون استشارة طبيب. ويشدد على أن عدم الاختلاط هو نصف الحل، والالتزام بلبس الكمامة وغسل اليدين يمكن أن يحمي من العدوى بنسبة كبيرة.

شارك المقال