معمل فرز السويجاني يكفي كل الشوف… وتمديد المهلة فرصة للعمل

حسين زياد منصور

مطمر في إقليم الخروب، صفحة وطويت. بعد تراجع اتحاد بلديات الضاحية عن قرار اقفال مطمر “الكوستا برافا”، تم تمديد عمره لمدة إضافية غير معلنة. التمديد جاء بعد استحداث خلايا جديدة في المطمر. هذه المدة يجب أن تستفيد منها البلديات مستقبلاً لاتخاذ إجراءات أو وضع خطط لمعالجة النفايات إن كان في الفرز أو الطمر.

الى جانب ذلك المطلوب اعادة تأهيل وتشغيل معمل الفرز في العمروسية، ودعم وتمويل معمل الفرز في منطقة السويجاني في الشوف الأعلى، الى جانب تطوير معامل الفرز في بعض قرى عاليه.

إذاً مع استمرار العمل في المطمر، والبدء بتطبيق الشروط التي طرحت، سيساهم ذلك في تخفيف كميات النفايات وتقليل الضغط عن “الكوستا برافا”. عدة اجتماعات حصلت لوضع خطط وشروط لذلك، وكانت النتيجة تمديد فترة العمل بالمطمر. أبرز الفاعلين في هذا الملف الى جانب وزارة البيئة التي وضعت شروطاً وخططاً لمعالجة هذه المشكلة ولتفادي أزمة النفايات التي من الممكن أن تنفجر في عاليه والشوف، كان نواب المنطقتين الذين يعملون بجد في هذه المشكلة.

توسعة السويجاني ضرورية

عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبد الله يوضح أن “معمل السويجاني يعمل به منذ أكثر من 3 سنوات، وخلال تلك الفترة أتمت كل الاجراءات المطلوبة، والاجراءات الضرورية في وزارة الداخلية وجزء منها في وزارة المالية، وكان هناك مشروع لتوسعته مع دعم دولي، ثم بدأت الأحداث التي عرفها لبنان من انهيار اقتصادي ومشكلات عديدة، لكن التمويل راح”.

ويشير في حديث لموقع “لبنان الكبير الى أنه سيعود ويطرح الموضوع بالتفصيل مع وزير البيئة، “لكي يساعدنا على إيجاد تمويل. فالمعمل في حال استكمل وتم تكبيره سينتقل من قدرة تشغيلية من 60 – 70 طناً الى 300 طن، أي أنه يكفي كل الشوف ساحلاً وجبلاً”.

وفي ما يتعلق بمطمر “الكوستا برافا”، يؤكد عبد الله استحداث المزيد من الخلايا لتزداد قدرته الاستيعابية، وخلال هذه الفترة يجب إيجاد بدائل.

وعن فكرة مطمر في اقليم الخروب أو الشوف، يجيب بكل حزم: “هذا الموضوع طويت صفحته فليس هناك أي امكان ولا قطعة أرض ولا مكان مؤهل لذلك في إقليم الخروب. وعندما طرحت فكرة انشاء مطمر بين بعاصير والجية رفضت ولم أرضى بذلك”.

ويشير الى أن التواصل كان مع جميع نواب الشوف وعاليه بخصوص هذه القضية من دون استثناء “والتقينا جميعاً في مجلس النواب من كل الاتجاهات قوات، تيار وطني، مستقلون وتغييريون، فهذا موضوع شامل ووطني”.

“البحر تعب منا”

عضو تكتل “لبنان القوي” النائب غسان عطا الله يرى أن “هذا الموضوع قد يأخذنا الى ما هو أبعد من مشكلة نفايات، كمشكلة أمنية مثلاً، لأن مناطق قد تقفل بالنفايات خلال 24 ساعة ان توقف فعلاً الكوستا برافا، لذلك تم تمديد مدة العمل بالمطمر لحين الوصول الى حل أكبر”.

ويوضح أن وزارة البيئة قدمت بعض الحلول، وبنظره أن الحل هو اللامركزية، “اذ ليس من الممكن أن يستوعب مكب واحد في لبنان كل هذا الكم من النفايات. فلو تمت اطالة المدة فهي مدة زمنية وسوف تنتهي، لذلك يجب إقامة اللامركزية في المناطق، وليتحمل كل انسان كاتحاد بلديات فرز وإيجاد الطريقة المناسبة لأزمة النفايات، وهذا ما نعمل عليه”.

ويشدد على وجوب “الوصول الى خطة واضحة تقرها الحكومة وتتم مراقبتها بصورة جيدة كي تنفذ بطريقة صحيحة. فالمشكلة اليوم واضحة، مشكلة ثقة بين المواطن والدولة. لا أحد يقبل بوجود محرقة أو مطمر في المنطقة الموجود فيها”، معتبراً أن “هذا من حق الناس، لأن التجربة في المرة الماضية لم تكن سليمة، ولكن أيضاً لا يمكن وقف كل شيء لأن التجربة الماضية كانت سيئة. اليوم النفايات موجودة، وفي كل دول العالم، ويجدون لها الحل. علينا كمجتمع مدني متابعة الحلول التي ستقدمها الحكومة. وعلينا كنواب أن نحاسب في حال حصول أي شيء”.

ويضيف: “يجب أن نقدم تجربة أفضل لبناء الثقة بين المواطن ووزارة البيئة والحكومة، كي يقتنعوا بوجود حلول لا تسبب أذى للمواطن والبيئة. هذا يتطلب عملاً جدياً ومسؤولية ووعياً من الجميع من دون استثناء، وتعاوناً بيننا وبين المجتمع المدني والحكومة للوصول الى خريطة طريق نطبقها ونحاسب للوصول الى نتيجة أفضل”.

“البحر تعب منا وأصبح ملوثاً”، بهذه الكلمات يتابع عطا الله حديثه، مشيراً الى ضرورة معالجة الموضوع علمياً، “فالزبالة في دول العالم مصدر رزق وهناك رجال أعمال لبنانيون حققوا ثروات بفضلها، الا في لبنان لم نتمكن من إيجاد حل”.

ويوجه رسالة الى كل من ينتقد ويتكلم فقط ويريد الاعتراض، قائلاً: “عندما تصل النفايات الى أمام البيوت هل سيرفعونها هم؟ هؤلاء من يعترضون من دون حلول”.

شارك المقال