“X” الفتاك يهدد مستقبل البشرية… “يا محلا” كورونا وايبولا

حسين زياد منصور

في الوقت الذي لا يزال العالم يتعافى من “كوفيد 19″، اقتصادياً وصحياً وطبياً وأمنياً، يطل داء “X” ليحجز مكاناً له على جدول أعمال منتدى دافوس الاقتصادي.

هذا الداء الذي سبق وأدرجته منظمة الصحة العالمية على قائمة الأوبئة العالمية، سيكون موضع نقاش بين مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم ورئيس ومؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب، انطلاقاً من كونه سيضرب البشر ويتسبب بوفيات أكبر بـ 20 ضعفاً من كورونا.

ما هو داء “X“؟

في البداية “X” أو “إكس” تشير الى وباء مجهول حتى الآن، لكنه يهدد البشرية مستقبلاً، وفي أي لحظة من الممكن أن يظهر، وتداعياته ستكون خطيرة جداً على الصعد كافة.

منظمة الصحة العالمية وضعته مع عدد من العلماء المختصين على قائمة الأمراض الأكثر احتمالاً لانتشارها وتحوّلها إلى وباء عالمي، وذلك في العام 2018. وتقول المنظمة عنه: “يمثل المعرفة بأن وباء دولياً خطيراً يمكن أن يكون ناجماً عن مسببات الأمراض غير المعروفة حالياً”. ويتوقع أن يكون ناجماً عن طفرة بيولوجية، أو هجوم إرهابي، يفاجئ العالم وينتشر بسرعة. في المقابل يسميه المخططون العسكريون “معروفاً غير معروف”.

ويقوم عدد من العلماء حالياً بدراسة هذا المرض الافتراضي وذلك بحسب منظمة الصحة العالمية ضمن إطار التمكين والاستعداد والبحث والتطوير. وتم سابقاً على إثر كارثة وباء “إيبولا” في إفريقيا، مخطط البحث والتطوير لتسريع عملية تطوير مجموعة من الأدوات لعلاج “الأمراض ذات الأولوية”. فبعد انتشار “إيبولا” في إفريقيا، وعلى الرغم من عقود من البحث، لم تكن هناك منتجات جاهزة للنشر في الوقت المناسب لإنقاذ حياة الآلاف من الناس.

كيفية الاستعداد؟

الكثير من الدراسات والأبحاث التي تحصل للتوصل الى شيء ملموس يفيد بمواجهة هذا الوباء الفتاك. اذ ان دراسات تشير الى أن تفشي الأمراض المعدية يحدث الآن بمعدل 3 مرات أكثر مما كان عليه قبل 40 عاماً.

منذ العام 2018 ويجري الاستعداد لهذا المرض، فجائحة كورونا، لم يكن من المستطاع إيجاد لقاح لها خلال فترة عام لولا وجود 15 عاماً من الأبحاث السابقة حول الفيروس الى جانب استثمار فديرالي بقيمة 12 مليار دولار أميركي.

ولأن العلماء لا يعرفون حتى الآن ما سبب “X”، سيكون التركيز على تطوير التدابير الطبية المضادة على العائلات الفيروسية التي من المرجح أن تسبب الأوبئة، بدلاً من التركيز على فيروس معين، الى جانب تمويل برنامج جديد مخصص للتدابير الطبية المضادة له، إضافة الى العمل على منع انهيار البنية التحتية الوطنية للرعاية الصحية كما رأينا في العديد من البلدان خلال كورونا.

وتجدر الاشارة الى أن باحثين من جامعة أوكسفورد سبق وأعلنوا أنهم يدرسون كيفية تكييف اللقاح الذي أنشأته لـ”كوفيد-19” مع المرض “X”.

وبالفعل الى جانب كل ذلك هناك عدد من الجهود التي تبذل في سبيل ذلك، مثل تحديث اللوائح الصحية الدولية ووضع اتفاقية عالمية جديدة لحماية العالم من حالات الطوارئ المستقبلية، صندوق جديد وافق عليه البنك الدولي للوقاية من الأوبئة والتأهب لها والاستجابة لها، مركز لمنظمة الصحة العالمية للاستخبارات المتعلقة بالجوائح والأوبئة في برلين يهدف إلى تسريع الوصول إلى البيانات الرئيسة، وتطوير أدوات تحليلية ونماذج تنبؤية لتقويم التهديدات المحتملة ومبادرة حكومية أميركية بقيمة 5 مليارات دولار لتطوير لقاحات وعلاجات الجيل التالي لـ “كوفيد-19” و262,5 مليون دولار لتمويل شبكة وطنية أميركية للكشف عن حالات الطوارئ المتعلقة بالصحة العامة والاستجابة لها بصورة أكثر كفاءة.

مصدر الوباء

تختلف الاجابات عند السؤال عن مصدر الوباء المنتظر، فمنهم من يتوقع أن يكون نتيجة أحد الحوادث المختبرية أو عمل إرهابي يندرج ضمن الارهاب البيولوجي أو مرضاً حيوانياً أو فيروساً يحتوي على حمض نووي معين، لكن على الأكيد أنه سيؤدي إلى كارثة عالمية ستؤثر على حياة أكثر من 50 مليون شخص.

دافوس

وفي دافوس حيث تتجه أنظار العالم، من المقرر أن يناقش زعماء العالم المجتمعون المخاوف بشأن احتمال حدوث جائحة في المستقبل قد تتسبب في وفيات أكثر 20 مرة من كوفيد-19، اذ ان جلسة بعنوان “الاستعداد للمرض X” ستكون حاضرة، ويقودها رئيس منظمة الصحة العالمية ومعه وزيرة الصحة البرازيلية نيسيا ترينداد ليما، رئيس مجلس إدارة شركة الأدوية العملاقة “أسترازينيكا” ميشيل ديماري، الرئيس التنفيذي لشركة “رويال” فيليبس روي جاكوبس ونائب الرئيس التنفيذي لسلسلة المستشفيات الهندية بريثا ريدي.

شارك المقال