خيرات “حنين” تعم البقاع رغم أضرارها الطوفانية

راما الجراح

في أربعة أيام، رفعت العاصفة “حنين” منسوب مياه نهر الليطاني، وغمرت مياه الأمطار التي هطلت بغزارة عدداً من بساتين الموز والحمضيات والسهول المزروعة بالخضار والقمح، حتى فاض النهر على الأراضي الزراعية، وغمرت المياه المحاصيل، وتسببت في بعض الأضرار خصوصاً في المناطق المحاذية لضفاف النهر.

وأشار المزارع ع. ي، الذي يملك ١٠ دونمات من الأراضي المزروعة بالقمح إلى أن أراضيه طافت بالمياه التي حاصرت خيم اللاجئين السوريين، والخسارات كبيرة في حال لم ينخفض مستوى المياه خلال يومين أو ثلاثة، “والله بيعوض علينا”.

وأوضح أن المزارع أمام خيارين: إما أن ينخفض مستوى المياه بسرعة ويُبقي على زراعة القمح، أو يفلح الأرض ويزرع نوعاً آخر من الخضار.

وأكد رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع ابراهيم الترشيشي لموقع “لبنان الكبير” أن “تساقط الأمطار ولو بغزارة طبيعي جداً وفي موسمه، ولا يمكن اعتبار الطوفان كارثة بل خير على كل المزروعات، ويوفر تكاليف ري على المزارعين”.

وبالنسبة الى الأضرار، فقد تركزت على البيوت البلاستيكية ما أدى إلى أضرار فادحة في الخضار، واستقطب سهل عكار الحجم الأكبر من هذه الخسائر التي طالت الى البيوت البلاستيكية، الحقول المزروعة بالبطاطا، بحسب الترشيشي، الذي أوضح أن الانجرافات والسيول في البقاع سببت أضراراً في منطقة العاصي، وفيضان الليطاني أدى في عدد من المناطق إلى طوفان الأراضي الزراعية، إلا أنه اعتبر أن الخيرات والايجابيات من هذه العاصفة كثيرة جداً، بحيث تجاوزت الأمطار أرقام السنة الماضية والمعدل العام التصاعدي، ومنافعها روت الترب الزراعية ونظفتها من الأملاح، ما يعطي الانتاج جودة ونظافة أكثر، كما أن كمية المتساقطات الغزيرة يخفف من حجم التلوث الجرثومي والصناعي في بحيرة القرعون ما يسمح باستعمال هذه المياه اضافة الى أهميتها في توليد الكهرباء.

وأشار الترشيشي الى أن الأمطار أدت إلى ارتفاع منسوب المياه في الآبار الارتوازية، وفيضان الينابيع والمياه السطحية، والتي تؤدي إلى سيلان المجاري النهرية كالبردوني، الغزيل والليطاني.

ولفت إلى إحتمال ارتفاع أسعار الخضار بسبب الأمطار، وتدني نسب الانتاج، ولكنه سيكون مؤقتاً، ومع الاستقرار في الأحوال المناخية سيعود الانتاج الزراعي إلى وتيرته الطبيعية.

شارك المقال