تجنّباً لسرقتها في طرابلس… يُعلّق دراجته النّارية في الهواء!

إسراء ديب
إسراء ديب

اتخذ المواطن الطرابلسي علاء كنيْفاتي قراراً مفاجئاً يخصّ دراجته النارية التي خشي عليها من عمليات السرقة المتزايدة في الفترة الأخيرة، إذْ رأى أنّه في وقتٍ يغيب فيه دور الدّولة الرقابي والعقابي، لا بدّ من التخطيط لخطوة فاعلة قادرة على كبت السارقين الذين يصولون ويجولون في أحياء المدينة يومياً كما يحلو لهم بلا حسيب أو رقيب يحدّ من السرقات التي تجاوزت خطوطها الحمر على المستويات كافّة.

ونجح علاء (38 عاماً) وهو من سكّان منطقة باب الرمل المعروفة بتصليحها للسيارات، في أنْ يكون “حديث المدينة” لساعات، إذْ استغرب الكثير من المواطنين رؤية الدراجة النارية معلّقة في الهواء، فيما أثارت هذه الطريقة تهكماً وسخرية من البعض، فيما اعتبر آخرون أنّ هذه الفكرة كانت “جهنمية” ومطلوبة وسط استغلال بعض السارقين الخلل والتراجع الأمنيين لا سيما في أحياء المدينة الشعبية منها أو الداخلية.

وفي حديثٍ لـ “لبنان الكبير”، لا يُخفي علاء الذي انتشرت أخباره عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ، فرحته بأنّ خطوته نالت استحساناً من الجميع، ما قد يدفع أصدقاءه ومعارفه أيضاً إلى تنفيذ الخطّة عينها لصرف نظر السارقين عن دراجاتهم التي “ستكون مشروعاً قادماً يُطرح في الهواء الطلق قريباً”. ويقول هذا الشاب الذي يعمل في مجال السيارات ويملك “ونشاً” أو رافعة متخصّصة بها: “ليست المرّة الأولى التي تُسرق لي فيها دراجة نارية، لذلك وخوفاً على هذه الدراجة التي كلّفتني ألف دولار أميركيّ، علّقتها بالمسطحة أو الرافعة للطابق الأوّل أو الثاني ورفعتها مقابل منزلي في الطابق الأوّل، فبت مرتاحاً عند مشاهدتي للتلفزيون مثلاً في وقتٍ أشعر بالاطمئنان عليها من دون خوف أو قلق من سارق أو حرامي يتطفل فيها على حياتي وممتلكاتي، وهي خطوة جعلتني مستقراً نفسياً 24 ساعة في 7 أيّام”.

ويضيف: “منذ يومين، اتخذت هذا القرار الذي نال إعجاب كلّ من رصده في الشارع، حتّى أنّ البعض صار يلتقط صور سيلفي مع الرافعة والدراجة لأنّه أمر مضحك فعلاً، لكنّه بات ضرورياً نظراً الى مواجهة الكثير من الناس آفة البطالة مع امتلاكهم السلاح التركيّ الرخيص ما يدفعهم إلى ارتكاب أفعال يرونها سهلة، من هنا، وتخفيفاً من حدّة هذه الأزمة، أقوم بتعليق الدراجة ورفعها من الساعة العاشرة مساءً إلى الساعة التاسعة صباحاً كي لا يلمحها أحد، وهي فكرة جذبت أصدقائي وزملائي وقد يٌفكّرون في تنفيذها بعد تعرّض العشرات منهم لعملية سرقة دراجاتهم”.

أما المواطن ف.ع. وهو من التبانة فاعتاد قيادة دراجته النارية يومياً للانتقال بها إلى منطقة الزاهرية حيث يعمل، لكنّه فوجئ في 21 تموز الماضي، بقيام سارقين بكسر قفل دراجته وجنزيرها بهدف سرقتها، ما دفع أشقاءه وهم يعيشون في بلاد الاغتراب إلى جمع مبلغ مالي ليشتري دراجة جديدة. ويقول: “أضع دراجتي الجديدة حالياً في المحلّ لأنّه قريب من المنزل وأواجه مشكلة كبيرة مع تسجيلها في النافعة، لكنّ الدراجة القديمة التي كنت اشتريتها بـ 650 دولاراً منذ أعوام، كنت أتركها عند مدخل المبنى الذي اعتقدت أنّه آمن، والحقيقة تُؤكّد أنّ البلاد يجتاحها كلّ سارق وفاسد لا يحترم القانون، فإذا كان الدركيّ يقود دراجة بلا نمرة، هل يُعقل أن يلتزم المواطن العادي؟”.

مصدرٌ أمني يُشدّد لـ “لبنان الكبير” على أنّ السرقات ازدادت في الفترة الأخيرة، لكن “في سياق المتابعة اليومية لمكافحة عمليات سرقة السيّارات والدراجات الآلية من المناطق اللبنانية، يتمّ تحديد هوية الرؤوس المدبّرة أو المشاركة في عمليات السرقة التي تحصل في المدينة وذلك بعد عملية بحث وتحرّ دقيقة في المناطق حيث ارتكزت أكبر نسبة سرقات، وبالتالي إنّ القوى الأمنية تُحاول ضبط كلّ ما يُمكن ضبطه سريعاً”، لافتاً إلى وجود متابعة أمنية مستمرّة لكلّ ملاحق أمنياً وقضائياً.

شارك المقال