صوت مخيف يكشف “سرّ” بعض صيادي الميناء

إسراء ديب
إسراء ديب

كشف الارتجاج المخيف الذي حصل منذ أيّام في مدينة الميناء عن تزايد التعدّيات البيئية التي باتت لا تُعدّ ولا تُحصى خصوصاً في ظلّ “تكاسل” القوى السياسية عن قيامها بواجباتها المحلّية حيناً، وعدم تحمّلها المسؤوليات وتقاذفها حيناً آخر، إذْ شعر أهالي الميناء بالخوف والهلع الكبيريْن بعد سماعهم صوتاً مخيفاً هزّ مدينتهم وأقلقها، لا سيما وسط أجواء الحرب الجنوبية التي باتت عرضة للتوسّع والتمدّد بصورة غير مسبوقة، وبعد تداول بعض المتابعين أنّ الأصوات كانت ناتجة عن ضربة وجهت من جزيرة النخل إلى مدينة حيفا، قيل انّ الصوت العنيف كان ناتجاً عن قيام صيادين بإلقاء أصابع “ديناميت” أثناء عملية الصيد في البحر.

وبعد نفي المعلومات الأمنية كما الخبيرة في هذا المجال الشائعات “الحربية” التي زجّها البعض في تقرير نُسب إلى قناة “الجزيرة” التي لم تذكر تفاصيل قد تُنسب الى خيال “الرائي”، يُمكن القول، إنّ هذه الأقاويل من شأنها ضرب الأمن والسياحة، خصوصاً بعد ربطها بجزيرة ما زالت تفرض نفسها على الخريطة السياحية عقب تطويرها وافتتاحها أمام الزوار والسياح منذ فترة وجيزة، وضمن مدينة تعتمد سياحياً، اقتصادياً وتجارياً على طول كورنيشها البحريّ الممتدّ الى ما يُقارب الـ 7 كيلومترات، بدءاً من مرفأ الصيادين وصولاً إلى الملعب الأولمبي، كما على صيد الأسماك المتنوّعة التي تُستثمر داخل المدينة وخارجها.

في الواقع، وضعت هذه الحادثة يدها على “الجرح” الذي يكمن في قضية استمرار تعويل بعض الصيادين على طرق جائرة، مؤذية وممنوعة دولياً في الصيد، تقضي على الثروة السمكية وتعدمها من أساسها، وهذا ما يُؤكّده أحد صيادي الميناء الذي يقول في حديثٍ لـ “لبنان الكبير”: “مع غياب الرقابة حكومياً ونقابياً، وبفضل التغطية السياسية، يتمسّك البعض بطرق صعبة في الصيد، ويُعدّ الديناميت أحدها لكنّه ليس الوحيد، بل هناك أساليب مختلفة، أمّا استخدام الديناميت فكان قد كشفه الصوت منذ أيّام بسبب خطأ ارتكبه من رماه في البحر، بحيث اقترب من البرّ وأدّى التفجير إلى حدوث صوت هزّ الميناء وجوارها، الأمر الذي كشف عن استمرار استخدام هذه الطريقة وعدم توقّفها، وعلى الرّغم ممّا حدث، لم يستهجن أيّ سياسيّ هذه الحادثة كما لم يقترب أحد من المعنيين للتحقيق، فماذا يعني ذلك؟”.

ويتحدّث هذا الصياد الذي يُدرك تفاصيل هذه الطرق، عن أنّ تفجير السمك بالديناميت يحصل في المناطق العميقة في البحر، “لكنّ الصيادين توجّهوا مقابل الملعب الأولمبي حيث رميت هناك بالقرب من الشاطئ، بعد تأكّدهم ورصدهم لوجود عدد كبير من الأسماك الكبيرة، فغرّهم العدد، ورفعوا ما يصل ثمنه إلى 200 مليون ليرة أو ما يُقارب الـ 2500 دولار في هذه الضربة التي تحدث يومياً لكن لم يكن يشعر بها أحد. ربما ينتظر المسؤولون أن يُقتل أحد هواة الغطس بسبب التفجيرات التي ستقضي عليه كما تقضي على السمك، وقد تُؤدّي أيضاً إلى غيابه عن الوعي بسبب طرق لا تُميّز بين الحلال والحرام، وبين المشروع والممنوع”.

ويشير الى أن “الأسماك خلال فصل الشتاء، تتزاوج وتستعدّ لتكاثرها وولادتها في موسم الربيع، وعند موسم التزاوج تحتمي في البرّ من البرد، ما يدفع الصياد إلى وضع شباك تُحاصر كمّيات من السمك كي لا تخرج من الدائرة، ويغطس داخلها ويضع إصبع الديناميت ويخرج من البحر، وبعد تفجيرها يعود ليغطس فيزيل سمكة تلو الأخرى، ما من شأنه ضرب الثروة السمكية، لأنه حين يقتل هذه الكمّيات فهو يقتل الذكر منها والأنثى، كما يقتل صغارها أيضاً في وقتٍ يُفكّر فيه الصيّاد بمصلحته وأرزاقه فقط، ولا يُفكر بكيفية إعادة الصغار إلى البحر أو عدم قتلها أساساً كيّ لا يتسبّب بانقراض الثروة”.

ويذكر صيّاد آخر أساليب ثانية مستخدمة في القضاء على الثروة السمكية، منها: الجاروفة وتُسمّى أيضاً بـ “جاروفة البرّ أو الشطّ” وهي أصبحت تقليدية ومحرّمة أساساً وتجرف لتأخذ كلّ الأسماك حتّى الضحلة منها، كما يُمكن للصيادين وضع سمّ اسمه “دينوم”، يقتل السمكة في لحظة، إضافة إلى طريقة تُدعى “المصلاية” وهي مؤذية ويضعونها على الشاطئ لتأتي السمكة فتعلق فيها وتموت على الفور”، موضحاً أنّ ضرب نعمة الأسماك يُؤدّي إلى رفع نسبة الاستيراد “فلا يجب علينا أنْ نزرع في أرض غيرنا، خصوصاً إنْ كنّا نتمتّع بوجود أرض خصبة لدينا”.

شارك المقال