“مرحبا سلامة مرورية”… الشاحنات لا تلتزم بالمواعيد والطرق الآمنة

عمر عبدالباقي

أغلق طريق ضهر البيدر المعروف بلقب “عبور الموت”، ما حال دون استخدامه كمسار للوصول إلى البقاع من بيروت وبالعكس. ونتيجة لذلك، لجأ مؤخراً، سائقو الشاحنات الذين يتجهون بانتظام من بيروت إلى البقاع إلى اختيار طريق المتن كبديل، الا أنه يعاني من عدم التأهيل الكافي لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الشاحنات الثقيلة المحملة بالمستوعبات. وفي الأيام الأخيرة، تعرضت المنطقة لحادث كبير تسببت فيه شاحنة على هذا الطريق، كادت أن تزهق العديد من الأرواح. لذا، دعا الكثيرون الى ضرورة منع مرور الشاحنات عبر هذا الطريق الذي يشكل خطراً على حياة المواطنين.

بعد استجابة محافظ البقاع كمال أبو جودة للعديد من المناشدات، أعلن عن قرار السماح للشاحنات بالعبور عبر طريق ضهر البيدر بين التاسعة صباحاً والثانية عشرة ظهراً من بيروت باتجاه البقاع، ومن الثانية عشرة ظهراً حتى الساعة السابعة مساءً من البقاع باتجاه بيروت. ومع ذلك، لم يحقق القرار المأمول نتيجة تذكر، بسبب عدم التزام الشاحنات بهذه المواعيد، اضافة الى استمرارها في استخدام طريق المتن من دون أي رادع.

المشكلة الكبرى تتمثل في استخدام شاحنات غير مؤهلة طرقاً غير مناسبة، لا تتلاءم مع معايير السلامة المرورية المطلوبة، فيُقال وبكل أسف “مرحبا سلامة” بسبب العديد من التجاوزات وتهديد حياة الكثيرين في الشوارع.

ضاهر: طريق المتن يعاني نقصاً في التجهيزات

في ما يتعلق بطريق ضهر البيدر، الذي يعاني من مشكلات مستمرة، ووجود محاولات لـ “خلق” ضهر بيدر جديد على طريق المتن عبر مرور الشاحنات عليه، شرح النائب ميشال ضاهر لموقع “لبنان الكبير” عن هذا الموضوع بأن “طريق المتن يعاني من نقص في التجهيزات اللازمة للسماح بمرور الشاحنات بصورة آمنة. ومع ذلك، نحن نقدر جهود وزير الأشغال الذي بادر الى تعزيز طريق ضهر البيدر وتحسينه ليصبح نوعاً ما قادراً على تحمل حركة المرور الثقيلة. إلا أن تلك المشكلة لا تزال تعد كبيرة وتحتاج إلى حل عاجل. الآن طريق المتن غير جاهز لحركة هذه الشاحنات، وكذلك طريق ضهر البيدر، فهذه فعلياً تعد كارثة”.

وقال ضاهر: “بفضل جهود وزارة الأشغال الذي شهدت بنفسي كيف عملت تحت العواصف لإصلاح الطريق، أصبحت ضهر البيدر سالكة حالياً، لكن لا يمكننا تجاهل حقيقة أن الطريق لا تزال تعاني من التحديات. فطريق الموت الذي أسميه هكذا، لا يزال بحاجة إلى جهود إضافية لتحسين حالته، ويتطلب تخصيص ميزانية كافية. نحن في انتظار انتخاب رئيس للجمهورية حتى يمكننا توفير الحلول المناسبة لهذه المشكلات. فقد أظهر قانون الموازنة عدم تأمين التمويل الكافي لصيانة الطرق، وبالتالي، ننتظر لنرى ما الذي يمكن القيام به”.

عقل: نطالب بتطبيق قانون السير

وفي ما يتعلق بمسألة تدهور السلامة المرورية، أعرب مؤسس جمعية “اليازا” د. زياد عقل لموقع “لبنان الكبير” عن استيائه من الوضع الحالي على طريق المتن بالنسبة الى الشاحنات، وهو غير مقبول على الاطلاق، مطالباً قوى الأمن بتفعيل قانون السير وتطبيقه فوراً على هذا الطريق.

وأكد “اننا نصر على ضرورة التزام الشاحنات بتطبيق قواعد السير والمرور، وذلك بسبب العديد من المشكلات المترتبة عن هذا الوضع، مثل تجاوزات الشاحنات في هذه الطرق الضيقة بسرعة مفرطة كما لو أنها على طرق دولية، ولدينا طرق من دون انارة. وفي الأيام الأخيرة، واجهنا حوادث متعلقة بهذا الأمر، بما في ذلك سقوط المستوعبات المركبة على الشاحنات. لذلك، نحن نطالب أيضاً بعدم التهاون في تثبيت المستوعبات عند خروجها من مرفأ بيروت أو مرفأ طرابلس. ويجب أن لا يكون هناك استلشاء من السائقين في كيفية وضع المستوعبات على الشاحنات وذلك ضمن تنفيذ الاجراءات المحددة قانوناً، بحيث يشكل عدم الامتثال لهذه القواعد خطراً على حياة المواطنين”.

وأشار عقل الى أن “الاشكالية تتجلى في وصول مبلغ قدره ٢٠٠ مليون دولار من البنك الدولي إلى لبنان، ولكن بأسف شديد، لم تنفق الحكومة أي جزء من هذه الأموال على تطوير الطرق الدولية التي تربط بيروت بمنطقة المصنع والعبدة وغيرها من المناطق باتجاه الجنوب كصور والناقورة وغيرها. ويُعَدُّ استخدام هذه الأموال بالصورة الخاطئة من أكبر الأخطاء التي ارتكبت”.

شارك المقال