نساء بكامل أناقتهن صمدن تحت المطر لرؤية “السعد”

حسين زياد منصور

بعيداً عن التحضيرات والاستعدادات لاستقبال الحشود في ساحة الشهداء وعند ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والتي أتت للقاء الرئيس سعد الحريري، من كل المناطق اللبنانية، ومن مختلف الطوائف والمذاهب، وبعيداً عن الهتافات المؤيدة لسعد من جهة وتلك التي تترحم على رفيق من جهة أخرى، يمكن تلخيص المشهد بأنه كان رائعاً. فهذه اللوحة التي رسمها محبو الرئيسين رفيق وسعد، معبّرين فيها عن حبهم، ستسجل للتاريخ، خصوصاً من ناحية الحشد الكبير في ظل الطقس الماطر والأزمة الاقتصادية التي يعاني منها اللبنانيون.

بين كل ذلك، كان لا بد من التوقف عند العنصر النسائي الذي كان حاضراً وبقوة بين الجموع. النسوة حضرن عند الضريح، مسلمات ومسيحيات، محجبات ومن دون حجاب، نساء وفتيات وصبايا، “دوموازيلات” أو “مدامات”، كلهن حضرن للقاء الرئيس والقاء التحية عليه.

صحيح أن الرئيس الحريري يمثل القاعدة أو الغالبية السنية في لبنان، لكن للمسيحيين دوراً وحصة، وهذا ما كان يتبين من خلال كتلته النيابية في السابق، وعاد وترجم امس في هذا المشهد المهيب عند الضريح.

تقول احدى النساء التي تحمل صليباً في يدها رداً على سؤال لموقع “لبنان الكبير” عن سبب وجودها في ساحة الشهداء وعند ضريح الرئيس الشهيد: “الرئيس الشهيد كان وسيبقى للبنان، كان يحب الجميع ولم يفرق يوماً بين مسلم ومسيحي، والرئيس سعد كذلك، وان كان زعيم الطائفة السنية فهو أيضاً الزعيم الوطني الأول في لبنان، ولا يمكن وضعه وتصنيفه ضمن هذه البوطة الفاسدة”.

وتغني للشيخ سعد متمنية عودته الى الحياة السياسية، لأن “البلد بلاه ما بيسوى شي”.

تحدثت الى الكثير من النسوة اللواتي حضرن، بعضهن من البقاع، والبعض الآخر جاء من عكار، وطبعاً هناك من حضر من إقليم الخروب ومن الجنوب أيضاً، وكان لافتاً كلام أحدهم: “نازحين ومهجرين من بيوتنا، رغم هيدا الشي جينا نشوف الشيخ سعد”.

كلام الكثير من النساء ركز على عودة الرئيس سعد، بأن “الروح عادت الى لبنان مع عودته”، وأخريات عبرن عن حبهن له مطالبات إياه بالبقاء في لبنان وانتشال الشعب من المستنقع الذي غرق فيه البلد.

وأنا أقف تحت المطر أراقب الجموع الغفيرة، لفتتني “مدام”، ترتدي “جاكيت” لونها أزرق سماوي، وقميصاً أبيض، وبنطالاً أسود، وعلى رأسها خوذة دراجة نارية، تضع “مكياجاً” جميلاً وخفيفاً، تحمل في يدها هاتفها الخلوي، وكل ما تريده “رؤية السعد وتصويره فيديو”. وبكل هذه الأناقة بقيت هذه السيدة صامدة وصابرة تحت المطر الغزير لرؤية من تحب وهو يلوح لجماهيره التي أثبتت في 14 شباط أنها تحبه، وعلى الوعد والوفاء معه، وأن لا ممثل للسنة ولا زعيم وطنياً عابراً للطوائف والمذاهب غيره.

شارك المقال