إنتشار وباء “X” مسألة وقت… والعالم غير مستعد لمواجهته

راما الجراح

مصطلح المرض (X)، شهد تدوالاً مكثفاً عبر مواقع التواصل حول العالم، خلال الأيام الماضية، وتزايد الحديث عن انتشاره، واستعداد العالم لوباء جديد أكثر فتكاً من جائحة كورونا قد يتسبب بوفيات أكثر بـ ٢٠ ضعفاً منها، بحسب خبراء عالميين، بالاضافة إلى إمكانات الهيئات الصحية العالمية للتعاطي مع تداعياته.

على الجميع أن يعلم أن المرض (X) ليس وباءً حقيقياً بعد، ولا يستخدم للإشارة إلى فيروس مكتشف حديثاً، بل هو مصطلح باتت تستخدمه الهيئات الصحية للاشارة إلى وباء افتراضي، تتهيأ الدول لمجابهته، في حال ظهوره. وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت قادة العالم من مخاطر الأوبئة المستقبلية في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي، الذي عقد في دافوس بسويسرا. ومنذ يومين، جدد مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، تحذيراته حول وباء (X) المقلق، مؤكداً أن تفشيه أصبح مجرد “مسألة وقت”.

ونقلت وسائل إعلام أميركية عن غيبريسوس، قوله أمام الحاضرين في القمة العالمية للحكومات في دبي: “ان السؤال بشأن المرض إكس ليس ما إذا كان سيضرب العالم، بل متى سيحدث ذلك”، في إشارة إلى أن الوباء قادم لا محالة. وأكد أن “العالم غير مستعد لمواجهة الوباء الجديد على الرغم من إحراز بعض التقدم للهيئات الصحية، مثل التحسينات في نظام مراقبة الأمراض، وصندوق الأوبئة، وبناء القدرات في مجال إنتاج اللقاحات”.

وأشار الى أن سبب المرض قد يكون فيروس الانفلونزا، أو فيروساً تاجياً جديداً، أو عاملاً مسبباً لمرض جديد لا نعرف عنه حتى الآن، أو ما تم تسميه بالمرض (X).

وباء أعنف من كورونا

وفي حديث لموقع “لبنان الكبير” مع رئيس لجنة الصحة النيابية السابق عاصم عراجي، قال: “كل فترة ينتشر في العالم وباء معين بعوارض مختلفة أو متشابهة لوباء قبله مثل أي متحور، والسبب يعود إلى زيادة نسبة التلوث في العالم والتي تؤدي إلى ظهور أوبئة غريبة وتنتشر بصورة كبيرة، بالاضافة إلى تغيير المناخ، وسرعة انتشار الأوبئة بسبب الطيران، جميعها تشكل بيئة حاضنة لفيروسات جديدة، واحتمال أن يكون هذا الوباء أعنف من كورونا”.

يُصنَّف الوباء إمّا pandemic، أي ينتشر في العالم وليس محصوراً في مناطق معينة، مثل انتشار وباء كورونا، أو endemic، أي وباء مستوطن في مكان محدد. ففي إفريقيا هناك انتشار للملاريا ولكنه محصور فيها ولم ينتشر بصورة كاملة في العالم على شكل وباء، بحسب عراجي، الذي أشار الى أن “منظمة الصحة العالمية تحذر العالم من وباء قادم، أي بطريقة غير مباشرة تحثنا على ضرورة الالتزام بالطرق الوقائية من لبس الكمامة، والتعقيم الدائم، وعدم الاختلاط في أماكن مغلقة، ونتعلم من تجربة وباء كورونا الذي قضى على ملايين البشر حول العالم”.

وعن إمكان مواجهة الوباء، أكد عراجي أنه “في حال لم تتخذ احتياطات للأوبئة في المراحل المقبلة يعني أننا مقبلون على مشكلة كبيرة وخصوصاً أن العالم لا يزال يعاني من وباء كورونا بالنسبة الى القطاع الصحي. وفي لبنان، أثبتت تجربة كورونا أنه تم التعاطي بصورة جيدة في هذا الموضوع مقارنة بدول العالم وأعداد الوفيات”، متوقعاً في حال ظهر الوباء قريباً “أن يعاني العالم أجمع من أزمة في القطاع الصحي وخصوصاً في عدد الأسرة وسعة المستشفيات بعد أن أنهك كورونا هذا القطاع”.

في ظل كل هذه المعلومات حول المرض (X) هناك بعض الأخبار الجيدة بحسب خبراء عالميين، بحيث أن جائحة كوفيد-19 ربما تكون قد سهّلت إيقاف أي مرض (X) في المستقبل، اذ حفزت على تطوير تصميمات لقاحات جديدة، بما فيها تلك التي يمكن إعادة توظيفها بسرعة لاستهداف مسببات الأمراض الجديدة، ما أدى، على سبيل المثال، إلى ظهور لقاحات تعتمد على الحمض النووي الريبوزي المرسال. وتحتوي هذه الصيغة على قطعة قصيرة من المادة الوراثية التي تجعل الخلايا المناعية في الجسم تنتج بروتين “سبايك” لفيروس كورونا، ولكن يمكن تحديثها لجعل الخلايا تنتج بروتيناً مختلفاً وذلك ببساطة عن طريق إعادة كتابة تسلسل mRNA.

شارك المقال