موظفو المكننة في المدارس الرسمية “الدوام المسائي”، هم الحلقة الأضعف في الوقت الذي لا يمكن لأي أستاذ أن يتقاضى بدل ساعته التعليمية من دون تسجيلها عندهم. على الرغم من عملهم الشاق ٦ ساعات متواصلة في اليوم مقابل بدل انتاجية لا يتعدى الـ ٣ دولارات، قررت وزارة التربية حرمانهم منها، ما اضطرهم إلى إعلان الإضراب المفتوح اعتراضاً على هذا القرار، ما سينعكس على انتظام العمل الاداري بين الادارات والوزارة في المدارس والثانويات الرسمية.
المسألة ليست معقدة، وحلها واضح بإعطاء الموظفين حقهم في بدل الانتاجية بعد حرمانهم من بدل النقل، وأقله انصافهم مع الهيئة الادارية والأساتذة، فموظفو المكننة هم أساتذة ومعلمات مجازون، ولكن معظمهم من المياومين الذين يستحقون التثبيت، ولم تطلهم أي زيادة على الرغم من ضغط العمل عليهم، إذ إن الموظف الواحد منهم يتوجب عليه ادخال كل المعلومات المتعلقة بالمدرسة من الطلاب، إلى المعلمين والموظفين، إلى التجهيز، إضافة إلى إدخال دوام المعلمين والموظفين، وادخال العلامات وإصدار النتائج، وبرامج الاحصاء، وإعداد الجداول وغيره الكثير وكل ذلك في وقت قياسي ودائماً بصورة عاجلة.
احدى أعضاء لجنة المكننة أكدت عبر “لبنان الكبير”، أن “قرار كل موظفي المكننة في المدارس الرسمية لدوام بعد الظهر عدم العودة قبل اعطائهم بدل انتاجية ٥ دولارات، بالاضافة إلى بدل نقل عن كل يوم عمل فعلي مضافاً الى بدل الأجر اليومي وفق ما هو محدد”، مشيرة إلى أن عملهم إداري، ويتولون عملية إدخال بيانات التلامذة وحضور الأساتذة (ساعات التعليم) التي تمولها “اليونيسف” ويسحبها الأستاذ عبر الـ “OMT” بالتنسيق مع وزارة التربية التي تعطي “اليونيسف” كل الداتا.
وفي التفاصيل، قالت: “في اجتماع رابطة التعليم الأساسي الذي عقد مع اللجان في وزارة التربية في شهر تشرين الأول من دون استدعائنا، أي قبل بداية العام الدراسي لدوام بعد الظهر (المسائي)، كان الاتفاق أن يتقاضى الأستاذ ٧ دولارات بدل ساعة التعليم، وموظفو المكننة ٣ دولارات بدل إنتاجية، والمستخدمون ٢ دولارين، مع التذكير بأننا نأخذ مبلغ ٥٠٠ ألف عن يوم الدوام بعد الظهر. المفاجأة أن وزارة التربية أرسلت مبلغ ٧ دولارات للأساتذة، ولكن لم تصل الـ ٣ دولارات بدل إنتاجية لموظفي المكننة، ولا ٢ دولارين للمستخدمين. وعندما حاولنا إيصال صوتنا الى المعنيين، أصدر وزير التربية عباس الحلبي مذكرة بأن مبلغ الـ ٣ دولارات والـ ٢ دولارين إنتاجية سيتقاضاها الموظف من صندوق المدارس، التي رفض مدراؤها هذا الاقتراح باعتبار أن المدارس لا تتحمل كل هذه الأعباء ويكفيها عبء اللوازم المدرسية والمازوت”.
وشددت على أن “الاضراب مستمر في كل المدارس في لبنان للدوام المسائي، ولن نعود الى عملنا في ظل كل هذا الظلم والاجحاف بحقنا، والأساتذة اليوم يشكون من الاضراب لأننا نحن مَن يسجل ساعات عملهم، ما يعني أنه منذ ١٩ شباط لم يتم إدخال ساعات تعليم الأساتذة في الجداول، وبالتالي بدأت المعاناة وبدأنا نشكل ورقة ضغط على المعنيين، إما تحقيق مطالبنا أو لا ساعات تعليم للأساتذة!”.
وعبّر الأساتذة عن انزعاجهم من اضراب موظفي المكننة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال مطالبة وزارة التربية و”اليونيسف” بإعادة بدل الانتاجية الى الموظفين واعطائهم بدلات نقل لأن هذا حق مشروع لهم، وبالتالي ليعودوا إلى عملهم قبل أن تذهب الأمور إلى الفوضى، وتصبح الأمور معقدة بالنسبة الى ساعات التعليم التي مرت منذ بداية الاضراب.