نازح جنوبي ضحية “ريغارات” الموت في شوارع البلد

عمر عبدالباقي

في ظل الوضع الانساني المأساوي الذي يعيشه لبنان من جوانبه كافة، سواء على صعيد الفوضى أو الوضع الميداني، توفي الرجل الستيني موسى بزي، النازح من الاعتداءات المتواصلة في مدينة بنت جبيل إلى الضاحية لدى شقيقته، بحثاً عن ملجأ آمن لشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة وأبكم مثل حالته، بعيداً عن دمار الحرب هناك. ومع ذلك، لم يكن رحيله بسبب الحرب في الجنوب، بل نتيجة للإهمال والسرقة التي تكاد تكون حاضرة في كل ركن من البلاد، وليس هناك نظام يعاقب المذنبين الذين يعرضون حياة المواطنين للخطر.

تقول هالة شقيقة موسى لموقع ”لبنان الكبير” انها ذهبت معه للقيام بواجب عزاء، وبعد الانتهاء منه اختفى موسى “فظننا أنه ذهب الى المنزل بسبب تأخره عن الصلاة، لكنه ذهب سيراً على الأقدام وسلك الطريق الخاطئ ما جعل العودة إلى المكان الذي كان فيه صعبة. وفي سيره باتجاه الأوزاعي صادف موسى ريغار الموت الخالي من غطاء وسقط فيه فجأة من دون القدرة على الصراخ وطلب النجدة”.

فقد موسى وتكثفت الجهود للبحث عنه، ولكن لم يكتب لها النجاح، الا أن أن لعبت الصدفة دورها بعثور عمال على الجثة وهم يقومون بالتنظيف في مكان “الريغار”.

نداءات للقوى الأمنية

موضوع سرقة غطاء “الريغار” الحديدي ليس بالجديد، لكن الأمر وصل إلى حد تهديد حياة الناس. فالى متى سيستمر الاهمال الذي أفضى إلى وقوع رجل مسكين في فخ هذه الحفرة المميتة؟ بغض النظر عن السيارات التي تسقط في “الريغارات” بصورة مستمرة، ولا رقيب أو حسيب.

جمعية “اليازا”، التي تعنى بالسلامة المرورية، لم تتوقف عن توجيه الصرخات والنداءات للجهات المعنية بشأن هذا الأمر. وطالبت في بيان الجهات الأمنية والبلديات باتخاذ إجراءات حاسمة ضد السارقين الذين يستولون على هذه المواد الحديدية مقابل مبالغ مالية، وهذا يتسبب في وقوع ضحايا، بمن فيهم موسى بزي.

وأكدت “اليازا” لموقع “لبنان الكبير” أنها تتوجه منذ أكثر من ثلاث سنوات باستمرار إلى قوى الأمن بشأن هذا الأمر، ولكن لم تتمكن جهودها من إيقاف المذنبين بصورة حاسمة. ومن هنا تعلو الندءات الى اعادة احياء هذا الملف والبحث عن حل صارم يوقف هذا الاجرام بحق المواطنين الذين يعبرون شوارع المخاطر.

جهود بلدية من دون جدوى

رئيس اتحاد بلديات الضاحية محمد درغام حمّل الدولة مسؤولية سرقات غطاء “الريغار” الحديدي. وأشار لموقع “لبنان الكبير” إلى أن “البلدية بالفعل غير قادرة على إغلاق جميع ريغارات المنطقة، حيث هناك منها لا يمكن إغلاقها بالباطون بسبب تأثيرات الشتاء”، مشدداً على أن “من الضروري أن تولي وزارة الداخلية والأشغال اهتماماً خاصاً لهذا الموضوع. فعلى البلدية توفير مبلغ 80 دولاراً لشراء كل غطاء وإغلاق جميع ريغارات المنطقة، وهو أمر ليس ممكناً حالياً. ومن الأفضل الآن أن تقوم القوى الأمنية بتنفيذ عمليات مداهمة لبائعي الخرضوات الذين يشترون هذه القطع ويقومون بتذويبها”.

مصدر من قسم الأشغال في بلدية الشويفات قال لموقع “لبنان الكبير”: “هذه السرقة ماشية، وفي بلدية الشويفات، قمنا ببذل جهود مكثفة لتعزيز دورياتنا بهدف منع السارقين. ومع ذلك، تستخدم طرق سرقة متطورة بحيث يقوم السارقون بسرقة أغطية الريغار بصورة ماكرة عن طريق سيارة رابيد، فيتمكن السارق من سرقة الأغطية وهو يجلس في السيارة من دون الحاجة الى النزول وسحبها يدوياً. ومن هنا قمنا بتوجيه إنذار الى جميع أصحاب المستودعات المخصصة لبيع الأجزاء الحديدية، نطلب منهم عدم شراء هذه القطع تحت طائلة المسؤولية، مع التأكيد أنه في حالة تجاهل هذا التحذير، سيتم اتخاذ إجراءات لإغلاق المحل وفقاً للقوانين المعمول بها”.

شارك المقال