الجمعيات تكفل النازح الجنوبي في رمضان

نور فياض
نور فياض

أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رمضان المبارك، لكنه هذه السنة يختلف عن سواه، ليس من حيث الأزمة الاقتصادية وحسب، انما أضيفت اليها أزمة النزوح جراء الحرب التي لا تزال قائمة على الحدود مع فلسطين المحتلة والتي على اثرها ترك سكان المناطق الحدودية منازلهم وأرزاقهم الى مناطق أكثر أمناً.

في سياسة التدمير التي يتبعها العدو، دمّر القصف والغارات مناطق عدة على الحدود وأحرق البساتين والمزروعات، وبالتالي فرغت تلك المناطق من السكان الذين غادروها تاركين وراءهم ممتلكاتهم بالاضافة الى احتياجاتهم الخاصة ومونتهم، فلا أحد منهم كان يتوقّع أن تطول مدّة الحرب، وتفقد العديد منهم في الفترة الأولى منازلهم وممتلكاتهم، ولكن بعدما اشتدّت وتيرة القصف، لم يعد بإمكانهم العودة اليها وأخذ ما ينقصهم منها.

توزّع النازحون على مناطق أكثر أمناً في الجنوب، وقلة من ذهبت الى بيروت والشمال. صحيح أن المساعدات لا تزال قائمة، الا أنها كانت في بعض المناطق خجولة، فكيف سيبدو الحال في شهر رمضان؟

ككل رمضان تغيب الدولة عن تقديم المساعدات لأبنائها، فكيف في حالة الحرب؟ واللبناني تعوّد أن تحل الجمعيات مكانها، ولكن اليوم في حالة الحرب هناك جهات حزبية معنية بنزوح المواطنين.

يقول رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر عبر “لبنان الكبير”: “نزحت من مناطق الجنوب الى (أقضية) الجنوب ٢٠ ألف عائلة ونحن نهتم بها عبر تقديم الحصص الغذائية، الفرش، المنازل، الأدوية وكل ما يتعلّق بالاستشفاء. وستبقى هذه المساعدات قائمة في رمضان وغيره، بالتعاون مع بعض المؤسسات. ومن الممكن أن نفكّر في قضايا متعلقة بشهر رمضان لكنها بحاجة الى امكانات مالية كبيرة.”

ويؤكد حيدر “اننا نسعى الى ألا ننقص عنهم شيئاً، فهم يواجهون صعوبات جمّة بسبب تركهم منازلهم وأرزاقهم، ونحن نؤمن لهم ولو الحد الأدنى من المساعدات.”

وتوضح مديرة جمعية “وتعاونوا” سنا كيال لموقع “لبنان الكبير” أن “الجمعية قدمت للنازحين منازل، وسائل تدفئة، كهرباء، حصص غذائية، أدوية وغيرها من مستلزمات. اما في شهر رمضان المبارك والتحضيرات له، فبدأت الجمعية بتوزيع الحصص التموينية أي تلك التي توزّع شهرياً على النازحين كافة في مختلف الأراضي اللبنانية، وحتى في المناطق الحدودية التي لا يزال فيها سكان، بحيث وزّعنا ولا نزال الحصص على الأماكن التي نستطيع الوصول اليها.”

وتشير كيال الى أن “مهمّتنا لهذا العام، توزيع الحصص على ٣٠ ألف عائلة وهي التي سجّلت أسماءها في الجمعية، اما المقتدر مادياً فلا يطلبها. وفي ما يتعلّق بكميات الحصص الغذائية اليومية، حتى الآن لا فكرة لدينا كم سيبلغ عددها وما اذا كانت ستوزّع بصورة يومية”، لافتة الى “أننا جهّزنا البارحة ١٠٠٠ حصة وكذلك ما قبله، ونأمل أن نصل الى العدد المطلوب بفضل الأيادي البيض”.

وتقول كيال: “ترك المواطن أرزاقه ومنزله وبالتالي وصل الى مرحلة لا يملك شيئاً، لكن استطعنا أن نساعد قدر المستطاع، ولم نرد أحداً. صحيح أن الحرب تشمل الجميع، الا أن أبناء المناطق الحدودية هم الأكثر ضرراً والدولة لا تهتم بهم لذلك نحن نهتم بهم وبجميع الناس.”

في كل رمضان ومع الأزمات التي مرّ بها البلد، لا أحد بقي من دون افطار، حتى لو اختفت بعض المأكولات الأساسية أو استغنى المواطن عن الحلويات وغيرها من الكماليات، الا أن المساعدات لم تتوقف على الرغم من الأزمة الاقتصادية الكبيرة، فرمضان شهر التكاتف والخير والبركة.

ينتظر الجميع التوصل الى هدنة أو وقف لاطلاق النار في غزة، ولكن في كلتي الحالتين لن يستطع المواطن الجنوبي أن يعود الى منزله. وبالعودة الى التاريخ هناك معارك وحروب عدة حدثت في رمضان، فهل ستحفظ عملية “طوفان الأقصى” مكاناً لها الى جانب هذه الحروب، أم سيتم التوصل الى اتفاق قبل بداية الشهر الفضيل؟

شارك المقال