صور تتحدى الحرب في رمضان وحركة النزوح أنعشت الأسواق

فاطمة البسام

مع اقتراب شهر رمضان من كل عام، تنهمك المدن والبلدات المسلمة، بالاستعدادات والتحضيرات لاستقبال هذا الشهر الفضيل بالزينة والأضواء والفوانيس. صحيح أن كمية البهجة التي كانت تملأ الشوارع في السابق تضاءلت، إلاّ أن هناك بصمة خاصة باقية لا يمكن تجاهلها.

من بسطات عصير الليمون، الى باعة الحلوى الجوالين، والعروض التي تحاول أن تجذب إنتباه الصائمين، كلّها تقول إن شهر الصيام قد اقترب. إلاّ أن هذه الفترة لا تشبه سابقاتها، اذ يعود شهر رمضان على وقع الصواريخ والقذائف الاسرائيلية، وهذا ما لم نشهده إلا أثناء حرب تموز.

لكل مدينة أجواؤها، من شمال لبنان إلى جنوبه حيث الحرب مستعرة. فكيف ستكون الأجواء الرمضانية هذا العام في المدن التي ترزح تحت رحمة القصف والخراب منذ أكثر من خمسة أشهر، وخصوصاً مدينة صور المعروفة بسهراتها الرمضانية على طول الخط البحري، وعجقة مطاعمها ومقاهيها؟

يوضح عضو بلدية صور صلاح صبراوي، لموقع “لبنان الكبير”، أن الزينة معدومة في الشوارع خلافاً للأعوام السابقة حين كانت التحضيرات تبدأ قبل أسبوع من شهر رمضان، وتنشط الحركة التجارية في الأسواق والمتاجر من خلال إقبال السكان على شراء مونة هذا الشهر.

ويضيف صبراوي: “العالم هلّق بس عم تفكّر بالحرب، فلا بهجة حقيقية، صحيح أن مدينة صور لم تتعرض للقصف حتى الآن، لكن معظم النازحين لجأ محملاً بالهموم. وبين فترة وأخرى تنفذ الطائرات الاسرائيلية غارات وهمية تقتصر خسائرها على الماديات”.

كون صور مواجهة للقرى الحدودية، تأثرت حركتها التجارية كثيراً حتى أصبحت خجولة، وبعض المطاعم والفنادق أغلق أبوابه بسبب الوضع الأمني، والبعض الآخر يصارع من أجل البقاء.

استراحة صور”: مبادرة “بركة رمضان”

تحاول المطاعم والاستراحات إبتكار برامج ولوائح للإفطار والسحور بأسعار مقبولة، من أجل إستقطاب الزبائن الذين قلّت حركتهم بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية.

تشير مسؤولة الأعمال والعلاقات العامة في “استراحة صور” بان خليفة، الى أنهم لم يغيروا برنامجهم الرمضاني المقرر لكل عام، بل أجروا عليه بعض التعديلات كي يصبح مناسباً أكثر من حيث الأسعار، وقدموا عروضاً للمشتركين بأسعار أفضل، مؤكدة أن حركة الناس خفيفة، لكنها غير معدومة، وخيار الاقفال غير وارد، فعليهم أن يتحدوا الظروف، كونهم مرتبطين بمسؤوليات تتعلق بمستحقات الموظفين، ولا يمكنهم أن يتخلوا عنهم ببساطة.

وتلفت إلى أنهم أطلقوا مبادرة خاصة تحت اسم “بركة رمضان”، تهدف إلى توزيع وجبات إفطار على العوائل الأقل إقتداراً والنازحة بسبب الحرب، من خلال جمع تبرعات من مؤسسات وأفراد، لتحل البركة على الجميع.

“اللبناني بيحب يعيش”

رئيس جمعية تجار صور ديب بدوي، قال في حديث لموقع “لبنان الكبير”: “ان حركة النزوح إلى مدينة صور أنعشت الأسواق التجارية نوعاً ما، لأن النازحين بطبيعة الحال بحاجة الى شراء حاجياتهم، وهذا ساهم في عدم توقف الحركة الاقتصادية كلياً”.

وشدد بدوي، على أن “اللبناني بيحب يعيش”، على الرغم من الأوضاع الصعبة، فلا شيء يمكن أن يمنعه من الخروج والمشاوير، ولو بنسبة أقل، فطبيعة الشعب معتادة على البسط.

ويعرب عن تفاؤله بأن البرنامج الذي تطلقه الجمعية كل عام، لا يزال قائماً، وهو عبارة عن دعوة الى أهالي المنطقة ليتوجهوا إلى أسواق المدينة القديمة التي تبقى عامرة حتى توقيت السحور، وما يتخلله من فعاليات ونشاطات لها علاقة بالشهر الكريم.

شارك المقال