رمضان إقليم الخروب… الأزمة تلقي بظلالها على موائد الافطار

حسين زياد منصور

“هل هلال رمضان” في إقليم الخروب، واستقبله أبناؤه كما جرت العادة والتقاليد قبل تفاقم الأزمة في لبنان، والتي انعكست سلباً على الجميع. زينة وأجواء فرح، ألوان مبهجة، وأطفال ومسيرات. كل هذه الأمور عادة، وإن كانت بأقل مما كانت عليه، الا أن أجواء رمضان عادت الى معايشتها قرى إقليم الخروب وضيعه.

في عدد من القرى غطت الزينة بعض الأحياء، والمباني والمراكز، ففي برجا مثلاً كان المشهد خلال اليوم الأول من رمضان رائعاً ومبهجاً، والأمر نفسه في شحيم عاصمة الاقليم، وكذلك بقية القرى مثل كترمايا ومزبود وداريا والمغيرية وغيرها. كما اكتست المساجد بالزينة والألوان خصوصاً ليلاً، مع الانارة المميزة.

إذاً، هذه المرة استقبال رمضان “كان غير”. هذا ما يؤكده الشيخ اياد عبد الله امام مسجد العجمي وعضو اللقاء الروحي في حديث لموقع “لبنان الكبير”، بوجود العديد من المسيرات إن كان من الكشاف والجمعيات ودار الأيتام الاسلامية.

ويقول: “الزينة عادة ووجدت في بعض الضيع والقرى والأحياء القديمة، ورأينا أن أهالي الأحياء قاموا بتجميع الأموال من بعضهم البعض على الرغم من الأوضاع الصعبة والفقر”.

ويضيف: “استقبال رمضان كان من الأطفال أيضاً، ووجدناهم يزينون في المنازل وخارجها، وأظهروا صورة رمضان بالنسبة اليهم بالبهجة والمحبة والفرح والاستبشار بالمستقبل، الى جانب كونه شهر العبادة والصيام والصلاة وقراءة القرآن”.

في مقابل الفرح والبهجة، لا تزال الأزمة الاقتصادية ترخي بظلالها على اللبنانيين، وأبناء إقليم الخروب حالهم كحال البقية، فالرواتب وخصوصاً لموظفي القطاع العام على الرغم من الحوافز والزودات لم تجارِ بعد الأسعار التي ارتفعت وتدولرت بصورة واضحة.

فعلى سبيل المثال لن تكون اللحوم دائماً طبقاً أساسياً عند الافطار، والسلطة لن تكون بأنواعها كلها حاضرة، اذ ستقتصر في غالبيتها على الفتوش، والأمر نفسه بالنسبة الى الشوربة والحلويات في حال شرائها. لن يكون هناك بذخ شديد عند عدد لا بأس به من العائلات في الاقليم.

تشكو ايناس لـ”لبنان الكبير” من الأسعار، وهي من بلدة شحيم، موظفة وتعيش مع والدتها ووالدها المتقاعد، تكاد الرواتب تكفيهم لافطار أقل من متواضع، من دون نسيان مصاريف الكهرباء والمولد والتنقلات وغيرها من الأساسيات.

الأمر نفسه بالنسبة الى خضر من بلدة برجا، وهو عسكري، يعيش مع والده وشقيقه، وليس من معيل غيره لهما. ويعبّ لـ “لبنان الكبير” عن حيرته مما سيؤمنه للاستمرار حتى بقية الشهر، ويأسف للحال التي نحن عليها الآن، إن كان الغلاء الفاحش الذي نعيشه من جهة، والرواتب الضئيلة من جهة أخرى.

وعن ذلك يوضح الشيخ عبد الله أنه “لا يمكن نسيان أن منطقة إقليم الخروب تعتمد في الغالب على الوظيفة والمؤسسات التجارية فيها ليست مؤسسات كبرى، وبعد حالة الانهيار التي حصلت موظف الدولة أو المتقاعد خصوصاً يعاني من مشكلة كبرى في تأمين مصاريفه اليومية وهو ما ينعكس على الإفطار في رمضان وأطباقه تحديداً، فبعدما كنا نجد الكثير من الأصناف هناك الآن طبخة واحدة مع صحن الفتوش والشوربة”.

ويسأل: “المتقاعدون رواتبهم لا تتجاوز ما يعادل 150 دولاراً، فماذا ستكفيهم؟”، مشيراً الى أن “هناك العديد من الجمعيات التي تساعد الناس، لكن قدراتها محدودة، والأشخاص الذين توزع عليهم أيضاً أسماؤهم محدودة. هناك الكثير من الأسماء التي هي بحاجة الى مساعدات، ولا تصلها، وأيضاً فوجئنا بالكثير ممن هم بحاجة لأنهم يعدون من الشخصيات المتعففة”. ويناشد الدولة إيجاد حلول لمآسي الناس.

شارك المقال