غلاء الأسعار يكسر العادات الرمضانية… والتجار “لا يشبعون”

راما الجراح

تشهد السوق اللبنانية موجة ارتفاع في الأسعار طالت الخضار واللحوم خصوصاً مع بداية شهر رمضان. القفزة النوعية في أسعار السلع والمواد الغذائية لم تعد تشكل عنصر مفاجأة لدى اللبناني الذي اعتاد المشهد، ولكن لم يعتد التأقلم معه وشراء حاجاته على الرغم من الغلاء، لأن القدرة الشرائية تتغير بين فترة وأخرى، وفي هذا الشهر من كل سنة ترتفع الأسعار بصورة كبيرة ولا سيما في الأسبوع الأول منه، وتُحرم عائلات كثيرة من سُفر يتخللها اللحم أو الدجاج أو حتى الخضار باستثناء أنواع محددة.

صيام ١١ ساعة يتطلب سُفرة ترتكز على اللحوم والخضار ليتغذى جسم الصائم ويستطيع المقاومة طيلة الشهر الفضيل، ولكن الغلاء يقف سداً منيعاً أمام صموده. الخضار، على الرغم من أن معظمها انتاج محلي الا أن أسعارها ترتفع بسبب ربط التكاليف التشغيلية المتمثلة في النقل والتوضيب والمبيدات بالدولار، ما يؤدي إلى إرتفاع في الكلفة الانتاجية بالنسبة الى المزارع أيضاً.

تتفاوت نسب ارتفاع الأسعار بين المناطق والمتاجر والأسواق، ويقول (أ. ي) انه ذهب للتسوق من سوق المرج الشعبي في البقاع الغربي في أول يوم من رمضان، وكان واضحاً الارتفاع الكبير في أسعار الخضار. ويؤكد عبر “لبنان الكبير” أن “خضار الفتوش أصبحت شبه مستحيلة يومياً، فباقة النعنع والروكا والزعتر كانت بـ ١٠٠ ألف ليرة كلها، اليوم الواحدة منها بـ ٧٠ ألفاً، والخسة كانت بـ ٧٠ ألفاً وأصبحت بـ ١٠٠ ألف، كذلك كيلو البندورة كان بـ٥٠ ألفاً وصار بـ ٧٠ الفاً، والخيار بـ ٩٠ ألفاً بعدما كان بـ ٥٠ ألفاً قبل بداية شهر رمضان، حتى اللوبية التي تعتبر طبخة غير مرغوبة كثيراً عند الإفطار ولكن يضطر البعض الى شرائها بسبب الغلاء الفاحش ارتفع سعرها ١٠٠ ألف ليرة وأصبحت اليوم بـ ٤٠٠ ألف”.

طبعاً أسعار الخضار في القرى البقاعية تختلف عن أسعارها في المدينة، والأمر نفسه ينسحب على اللحوم، فكيلو لحم العجل يتراوح سعره بين ٩٠٠ ألف ومليون ليرة في البقاع، بينما يصل إلى مليون و٥٠٠ ألف في بيروت، ويتراوح لحم الغنم بين ١٥ و٢٢ دولاراً حسب الطلب بين شقف، ضلع، وريش، بحسب عبد الله، صاحب “ملحمة الريان”، الذي يوضح عبر “لبنان الكبير” أن “سفينة الدجاج ارتفع سعرها ١٥٠ ألف ليرة مع أول يوم رمضان وأصبحت بـ ٦٤٠ ألف تقريباً، والفخاذ والجوانح ارتفعت ٥٠ ألفاً”.

ويبدو أن “تحلاية” بعد الافطار سيصبح وجودها نادراً مع القهوة، فحبة القطايف المشهورة في رمضان بدولار ونصف الدولار، وكيلو حلاوة الجبن يتراوح سعره بين ١٢ و١٣ دولاراً، والكلاج بـ ١٤ دولاراً، بحسب صاحب أحد محل حلويات معروف في البقاع.

في المحصلة، سُفر رمضان عند اللبنانيين ستفتقد الى الخضار واللحوم بصورة يومية، وربما تصبح أسبوعية أو أكثر، ما يعني أن الأوضاع الاقتصادية استطاعت كسر العادات الرمضانية، بالاضافة إلى جشع التجار ورفعهم أسعار منتجاتهم.

شارك المقال