فرق الانقاذ جنوباً جاهزة للأصعب

فاطمة البسام

تزداد حدّة التصعيد يوماً بعد يوم، في تطوّر لافت من جهة الاسرائيلي، وكأنه يسعى الى أن يوسع نشاطاته العسكرية، ليضم الجبهة الشرقية إلى النزاع القائم جنوباً، أو أن يرفع سقف الحرب وفق قواعده، ليسجل نقطة تفوّق على خصمه.

معظم القرى المحاذية للشريط الحدودي تركها سكانها بسبب جنون الصواريخ والقذائف الاسرائيلية، إلا أنها على الرغم من ذلك، لا تزال تتعرض للقصف يومياً “بهدف القضاء على البنية التحتية لحزب الله” بحسب مزاعم العدو.

هذا الأمر لم يمنع فرق الإنقاذ من التوجه إلى أماكن الاستهداف مباشرة، تحسباً لوجود ضحايا، أو للقيام بمهام أخرى مثل إطفاء حريق قد ينشب بسبب شرارة الذخيرة المعتمدة، أو إزالة الردم عن الطرق الرئيسية.

منذ بداية الحرب تعرضت هذه المراكز والفرق لاستهدافات مباشرة بهدف إعاقة عملها، كون أهميتها في المعركة توازي أهمية العسكر على الجبهة.

17 سيارة إسعاف تضررت منذ بدء الحرب، وسبعة ضحايا سقطوا من الهيئة الصحية الاسلامية، بالاضافة الى عدد من الجرحى من كافة فرق الانقاذ.

وفي ظل الاستهدافات القائمة، هل إمكانات هذه المراكز تسمح لها بالصمود في حال توسعت الحرب؟

مركز الدفاع المدني في بلدة علما الشعب، في جنوب لبنان، يبعد 4 كيلومترات عن الحدود فقط، يلبي 14 قرية حتى طول خط الناقورة الى مروحين.

وفي حديث لرئيس المركز مع موقع “لبنان الكبير”، أكد أنهم في جهوزية تامة لتلبية كل النداءات على مدار الساعة، إلاّ أنهم يعانون نقصاً في بعض المواد الطبية، التي يؤمنونها من مركز الصليب الأحمر والمستشفيات، لكن الأمر لا يشكل عبئاً كبيراً كون معظم القرى خالية، ولا إصابات. وبالاضافة إلى النقص في المواد الغذائية، يجدون صعوبة في تأمين قوتهم كون المتاجر والمحال الغذائية مقفلة ضمن نطاق عملهم.

وأشار الى أن عملهم إنساني بحت وعدد المتطوعين في المركز لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، إلاّ أنهم متمسكون بواجبهم على الرغم من خطورته، وأخطرها، عندما كان الجيش الاسرائيلي يقصف القرى والأحياء بالقنابل الفوسفورية.

أمّا في حال توسعت الحرب وهذا لا يمكن التنبؤ به، فأوضح أنهم جاهزون معنوياً ولو أن بعض اللوجيستيات ناقصة، لأن المراكز على الأرض تتحد، وتكمل النقص من بعضها البعض.

وبحسب المدير العام للدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية عدنان مقدم، فان هناك 66 مركزاً للدفاع المدني في المنطقة الحدودية و1800 مسعف يعملون في الخطوط الأمامية، و3500 مسعف في جهوزية عالية لمواجهة أي عدوان واسع في حال وقوعه.

ولفت مدير منطقة جبل عامل الأولى في الدفاع المدني، عبد الله نور الدين، لموقع “لبنان الكبير”، الى أن عناصرهم تعمل على طول خط الناقورة وصولاً إلى تلال كفرشوبا، مشيراً إلى أن كل العناصر يعملون بصورة تطوعية، ويقدمون خدمات الاسعاف، الانقاذ والإطفاء.

ومع بداية عملية “طوفان الأقصى”، شرح نور الدين، أنهم أعلنوا حالة الاستنفار والجهوزية التامة، من جهة الآليات، والعتاد، والأفراد، كما عملوا على إعادة تأهيل بعض العناصر من أجل تحسين أدائهم ميدانياً.

وأضاف: “نحن نعمل وفق خطة الحرب التي تحدّث عنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، بداية الحرب، كما أننا جاهزون لكل السيناريوهات المحتملة”.

أما لجهة خطورة عملهم، بحسب نورالدين، فانهم يتعاطون مع عدو لا يحترم المواثيق والاتفاقات الدولية، والدليل على ذلك، الاستهدافات المباشرة التي تعرضت لها الهيئة في بلدتي حنين وبليدا.

40 مركزاً تغطي المنطقة الحدودية الساخنة وفق ما قال المفوض العام للدفاع المدني في جمعية كشافة الرسالة، لموقع “لبنان الكبير”. ولديهم حوالي 500 عنصر، في الخطوط الأمامية، وهم مجهزون باللوجيستيات المطلوبة. وأشار إلى أنها ليست الحرب الأولى التي يخوضونها، فقبلها مرت على لبنان أيام صعبة مثل حرب تموز وما قبلها.

وضم صوته الى صوت نور الدين، لجهة همجية الاعتداءات التي باتت تشكل خطراً على حياتهم.

ولا يخفي أن بعض نقاط الإستهداف بحاجة إلى معدات متطوّرة، وآليات ثقيلة، من أجل إزاحة الركام، وغالباً ما يستعينون بجرافات أبناء القرى نفسها التي تعرضت للقصف.

شارك المقال