الحشرات تغزو البقاع والـ”بف باف” خاص بالأغنياء 

راما الجراح

لا يكفي المواطن البقاعي همّه من تلوث نهر الليطاني وانتشار الأمراض في القرى المجاوره له، حتى تأتيه أزمة انقطاع مبيد الحشرات “بف باف” الذي اعتاد عليه أهل المنطقة وغلاء سعره، وغالباً لا يستطيعون النوم من دون رش غرفهم منه بسبب وجود أعداد كبيرة من الحشرات الطائرة والزاحفة التي تأتي نتيجة التلوث الكبير الذي يحيط بالمنطقة من جهة، والأراضي الزراعية والمساحات الخضراء من جهة أخرى.

والـ “بف باف” تم تصميمه لقتل جميع أنواع الحشرات الطائرة والزاحفة، وصمم تكوينه ليمتصها بسرعة بواسطة الحشرات لضربها وقتلها بشكل أسرع ٣ مرات، بالإضافة إلى أنه يقتل على الفور بالرش المباشر ويتم استخدامه لقتل الصراصير والنمل والبعوض والذباب.

يناشد أحد المواطنين البلديات البقاعية التعاون في ما بينها وبين الجيش اللبناني بغية رش منطقة البقاع كل فترة بالمبيدات لتخفيف كمية الحشرات في المنطقة. ويصف واقع الحال بالقول: “لم نعد نتذوق طعم النوم إلا في ساعات الفجر الأولى بسبب الحشرات وعدم قدرتنا على شراء الـ”بف باف”، فكل يومين أصبحنا بحاجة لعبوة، وسعر الواحدة تجاوز الـ ٥٠ ألف ليرة في أغلب المحال التجارية، وكأنه محكوم علينا إعدام من كل النواحي الحياتية”.

حتى الـ”بف باف” تهريب!

ولفهم دهاليز الأزمة أكثر، يوضح أحد كبار موزعي الـ”بف باف” في منطقة البقاع والذي تحفظ عن ذكر اسمه “أن الـ”بف باف” موجود في السوق وليس كما يدعي البعض أنه مقطوع، والبضاعة أغلبها تأتي تهريباً من سوريا وتركيا من خلال الحدود الشمالية مع منطقة الهرمل، حتى إنه مكتوب على كمية كبيرة من البضاعة جملة “مستوردة من سوريا”، والمتوفر اليوم في لبنان الـ”بف باف” من دون رائحة، وهو فعّال بشكل كبير والنتيجة لا تختلف عن المنتج ذي الرائحة القوية”.

خاص بالأغنياء! 

وفي السياق، يؤكد أن “سعر الـ” بف باف” على التاجر لم يتغير، كان قبل الأزمة يساوي ٢ دولارين أي ٣ آلاف ليرة لبنانية، واليوم الدولاران يساويان ٤٠ ألف ل.ل، وفي هذه الحالة وبعد ازدياد نسب الفقر في لبنان إلى ما يزيد عن ٦٠٪ من الشعب، من الطبيعي أن  لا نشهد إقبالاً على شرائه، ويُفضّل المواطن دفع ٤٥ ألف ليرة ثمن حاجة أساسية لبيته بعد أن  أصبح الـ”بف باف” بسبب أزمة الدولار من الكماليات وخاصاً بالأغنياء”.

إقرأ أيضاً: البقاعيون أمام كارثة تأمين مادة التدفئة للشتاء!

انخفاض الطلب على شرائه! 

وعن انخفاض طلبه من الموزعين، يشير إلى أنه “عندما بدأت أزمة الدولار انخفض الطلب بشكل كبير من قِبَل تُجار الجُملة، فقبل الأزمة مثلاً كان التاجر يشتري من الموزع حوالي ٥٠ صندوق بف باف بحسب سعة المحل أو السوبرماركت ويقوم بتقسيط المبلغ الذي كان حوالي ٤ آلاف دولار، أما اليوم هذا الرقم يساوي ٨٠ مليوناً، وبالتالي التاجر غير مضطر لتجميد بضاعته عند هذا المبلغ وبالأخص أننا لم نعد نسمح بتقسيط المبلغ كما قبل بسبب عدم استقرار سعر الصرف تفادياً للخسارة وطمعاً بالاستمرارية في العمل قدر المستطاع”.

البقاع الأكثر استهلاكاً للـ” بف باف”

ويرى من زاوية استهلاك المناطق أن “المناطق الأكثر استهلاكاً للـ “بف باف” هي البلدات الواقعة على حوض الليطاني في البقاع، والمناطق التي تحتوي على مكبات نفايات كمنطقة برالياس وقب الياس، بالإضافة إلى سهل البقاع بشكل عام بسبب مساحات الأراضي الزراعية فيه والأشجار، ولا ننسى عامل التلوث الذي لا يمكننا غض النظر عنه بسبب تقاعس الدولة عن حلول لنهر الليطاني وللنفايات في المنطقة، ومن جهة أخرى، فإن الأعداد الهائلة للمخيمات السورية في المنطقة فاقمت الأزمة”.

شارك المقال