عيد الأم… الاعلامي المصري علي أمين نقله الى الدول العربية

زياد سامي عيتاني

يحتفل العالم يوم 21 من شهر آذار كل سنة، الذي يصادف بدء موسم الربيع بعيد الأم، لتكريم الأمهات والأمومة وبيان تأثيرهن على المجتمع.

وظهر عيد الأم جراء رغبة من المفكرين الغربيين والأوروبيين بعدما وجدوا أن الأبناء في مجتمعاتهم يهملون أمهاتهم ولا يؤدون الرعاية الكاملة لهن، فأرادوا أن يجعلوا يوماً في السنة ليذكّروهم بهن.

وبدأ الاحتفال بعيد الأم في العصر الحديث عام 1872، حينما دعت المؤلفة الأميركية جوليا وورد هوي الى الاحتفال به من أجل التخفيف من معاناة الشعب الأميركي الذي عانى أهوال حرب أهلية كانت قد وضعت أوزارها قبل سنوات قليلة حينذاك.

وفي العام 1907، نجحت إمرأة أميركية تدعى آنا جارفس في الترويج لفكرتها بالاحتفال بهذا اليوم كمناسبة وطنية، عندما أقامت ذكرى لوالدتها في أميركا. وفي غضون 5 سنوات فقط، أصبحت جميع مدن الولايات المتحدة تحتفل به.

وهذا ما دفع الرئيس الأميركي وودرو ويلسون في العام 1914، الى اعلان يوم عيد الأم عطلة وطنية رسمية، وانتشرت الاحتفالات ووصلت الى معظم بلدان العالم.

وأول من فكّر في عيد للأم في العالم العربي كان الصحافي المصري الراحل علي أمين (مؤسس جريدة “أخبار اليوم” مع أخيه مصطفى أمين)، الذي طرح في مقاله اليومي “فكرة” فكرة الاحتفال بعيد الأم، قائلاً: “لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه يوم الأم ونجعله عيداً قومياً في بلادنا وبلاد الشرق؟”.

ثم حدث أن قامت إحدى الأمهات بزيارة للراحل مصطفى أمين في مكتبه وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرّست حياتها من أجلهم، وظلت ترعاهم حتى تخرجوا من الجامعة، وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تماماً.

فاقترح مصطفى وعلي أمين في عمودهما الشهير “فكرة” تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل والتذكير بفضلها، وكان أن انهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يوماً واحداً فقط. إلا أن غالبية القراء وافقت على فكرة تخصيص يوم واحد، وبعدها تقرر أن يكون يوم 21 آذار عيداً للأم، وهو أول أيام فصل الربيع، ليكون رمزاً للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة.

تختلف تواريخ الاحتفالات بعيد الأم وطقوسها من دولة الى أخرى. وتعد مصر أول بلد عربي يحتفل بعيد الأم عام 1956، ولا يزال الاحتفال به قائماً في معظم البلدان العربية يوم 21 آذار من كل عام، وهو بداية فصل الربيع. ويحتفل به المغرب وتونس والجزائر يوم الأحد الأخير من شهر أيار كل عام.

في حين يحتفل شعب السويد به في آخر يوم أحد من حزيران، وهو إجازة رسمية في البلاد. وتحتفل به فرنسا في الأحد الأول من حزيران، ومن مظاهره تناول الأسر العشاء معاً وصنع الحلوى للأمهات.

أما الولايات المتحدة فاحتفالها في الثاني من أيار، وهو عطلة رسمية، كما يحتفل الشعب المكسيكي بهذا اليوم في العاشر من أيار.

وفي أثيوبيا يستمر الاحتفال من يومين إلى 3 أيام فور انتهاء موسم الشتاء، وتحتفل جنوب أفريقيا وكندا وأستراليا في الأحد الثاني من أيار.

بالنسبة الى اليابان، تنظم معرض “أمي” الذي يتضمن رسوم الأطفال لأمهاتهم، فضلاً عن إقامة المعرض المتجول كل 4 أعوام، ويعد اليوم الرابع من “الصوم الكبير” لدى المسيحيين يوم الاحتفال بعيد الأم في كل من إنكلترا وايرلندا.

في حين يحتفل الشعب الإسباني بيوم الأم في الثامن من كانون الأول، الذي يرتبط بيوم تكريم الكنيسة للسيدة العذراء. أما يوغوسلافيا، فتحتفل به في الأحد الأول من كانون الأول، وتستمر الاحتفالات 3 أيام.

كذلك، يستمر الاحتفال بالعيد في الهند 10 أيام في تشرين الأول، ويطلق عليه “درجا برجا”، وهو اسم قديسة في المعتقدات الهندوسية، ويمثلونها على أنها طويلة القامة ولها 10 أذرع، وتحمل في كل ذراع سلاحاً للقضاء على الشر.

كما يتميز بعض الدول بمراسم مميزة مثل أستراليا، التي يرتدي شعبها اللون الأبيض لتكريم الأم المتوفاة، والألوان الأخرى للاحتفال بالأمهات اللائي لا يزلن على قيد الحياة.

أما الشعب اليوغوسلافي، ففي اليوم الأول من أيام الاحتفال يقوم الآباء بتقييد الأبناء ثم إطلاق سراحهم فور الاعتراف بولائهم، وفي اليوم الثاني يقيد الأبناء أمهاتهن حتى يقدمن لهم الحلوى والهدايا. أما في اليوم الثالث فيحتفل الأبناء بعيد الأب ويقيدون الأب ثم يطلقون سراحه بعد أن يمنحهم وعده بشراء ملابس جديدة.

الاحتفال بعيد الأم يعيد الانسانية والرحمة والشفقة والعواطف الجميلة والنبيلة في قلوب الأمهات والأبناء، كما أن هذا اليوم يؤكد أهمية الأم وفضلها وقيمتها ودورها الكبير في الحياة عموماً.

شارك المقال