“فرحة العيد” تنتصر في النبطية رغم الحرب!

فاطمة البسام

احتضنت مدينة النبطية منذ إندلاع الحرب حتى اليوم، 4250 عائلة نازحة من القرى الحدودية بحسب إحصائيات هيئة إدارة الكوارث. النبطية التي تعد بعيدة نسبياً عن الحدود، وخارج قواعد الاشتباك، تعرّضت لأكثر من إستهداف بسلاح المسيّرات، وعلى الرغم من ذلك فهي لم تسجّل أي حركة نزوح لدى إدارة الكوارث، وعلى العكس من ذلك، تميّزت بحالة من الفرح المغلّفة بالأجواء الرمضانية، في تحد واضح لكل المآسي التي يعيشها الجنوب.

المدينة التي تضم الى أهلها، العائلات التي اتخذتها ملجأً، أطلقت مهرجان “فرحة عيد” الذي أقيم لأوّل مرّة، بالاضافة إلى فعاليات “بتبقى منورنا” التي تقام كلّ سنة، في إشارة إلى أن كل الاعتداءات التي يتعرض لها الجنوب لا تغيّر من كون شهر رمضان مناسبة للأمل.

ومنعاً لأي محاولة لسرقة فرحة العيد في ظل الأوضاع الأمنية والاقتصادية الراهنة، أطلق رئيس موقع أخبار “النبطية 22” حسان قنبر، مهرجان “فرحة عيد”، بالتعاون مع إتحاد التجار والبلديات، والمحافظ، بهدف تحريك العجلة الاقتصادية في المدينة، وخلق أجواء من الفرح بعيداً عن الحرب.

وأشار قنبر لموقع “لبنان الكبير”، إلى أن المهرجان مستمر طوال فترة شهر رمضان المبارك، ويقوم بتوزيع الهدايا على المشاركين في المسابقات، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، عبر البث المباشر الذي ينطلق من داخل المحال التجارية، موضحاً أن هناك العديد من الهدايا والجوائز القيّمة، كما سيجري السحب على سيارة في أول يوم من عيد الفطر.

كما أعلن قنبر أنه سيكون هناك مهرجان رياضي أيضاً، سينطلق الأسبوع المقبل، يبدأ بوقفة تضامنية أمام تمثال حسن كامل الصباح، إستنكاراً للمجازر التي تحصل، وسيتخلله مباريات لكرة السلّة، والكرة الطائرة، وعروض كاراتيه، بمشاركة فرق من القرى المجاورة مثل حبوش، دوير، يحمر، شقيف وغيرها.

وأكد رئيس الجمعية التنظيمية لتجار النبطية محمد جابر، لموقع “لبنان الكبير”، أن الخطوة هدفها تشجيعي أيضاً لعدم إستسلام الناس للخوف، لافتاً إلى أن الفعاليات جرى تنسيقها مع القوى الأمنية من أجل تنظيم حركة السير والإنارة وغيرها.

كما جرى إطلاق أكبر فانوس في لبنان، خلال الأيام الأولى من المهرجان، بالاضافة إلى مدفع الإفطار والزينة. أمّا الناس فهم متفاعلون مع النشاطات التي تقام، لأنهم بحاجة إلى الشعور بالفرح.

وشدد جابر على ثباتهم كجمعية على الرغم من الوضع الأمني والظروف الاستثنائية.

بين الموت والحياة، يتنقل الصحافي إبراهيم ضاوي، في تغطياته التي جمعت الضدين، وقال لموقع “لبنان الكبير”: “ان المحنة وحّدت كل الأطراف في النبطية، من بلديات، أحزاب، ومواقع إلكترونية، وأنتجت فعاليات ناجحة وجميلة بشهادة الجميع”.

مدينة النبطية التي تعرّضت لمجزرة راح ضحيتها 10 أفراد، في شباط الماضي، تطلق أكبر مهرجان ترفيهي على صعيد الجنوب، في تحدٍ واضح وصريح لإرادة العدو.

شارك المقال