بين إلغاء المواد الاختيارية وتقليص المناهج… “التربية” تتخبط

راما الجراح

على بعد نحو ثلاثة أشهر من موعد الامتحانات الرسمية، لا معطيات حاسمة بشأن آلية إجرائها. وبعد اعتمادها على مدى سنتين في الامتحانات الرسمية، هناك توجه جدّي في وزارة التربية إلى إلغاء المواد الاختيارية والاعتماد على إجراء إمتحانات في كل المواد كما يلزم، الأمر الذي يمكن أن يشكل صدمة كبيرة لدى الطلاب الموعودين بتسهيلات في الامتحانات أسوة بزملائهم في السنتين الاخيرتين في ظل ظروف الحرب وحالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد.

بعد إلغاء شهادة البريفيه، وتحديد إمتحان موحد للطلاب داخل مدارسهم، أكدت مصادر خاصة من وزارة التربية عبر “لبنان الكبير” أن “فصلاً ثالثاً سيضاف الى المنهج الدراسي، وسيخضع الطلاب لامتحان موحد بأسئلة موحدة في مدارسهم، تحت إشراف الهيئة التعليمية، وسيكون التصحيح والنتائج داخل المدارس، أما معدل النجاح للطلاب في الفصل الأول والثاني فهو ٣٢.٥ وفي الفصل الثالث ٣٥”.

وفق معلومات “لبنان الكبير” لا إلغاء للمواد الاختيارية في الامتحانات الرسمية، وسيجري الطلاب إمتحانات في كل المواد كما من قبل، وتبين أن هذه التجربة كانت تسهل على الطلاب اجتياز الامتحان بأسهل طرق ممكنة، وكانت استثنائية بسب الاضطرابات التي عاشتها المدارس الرسمية، وعدم تعلم الطلاب إلا ربع المناهج، أما هذه السنة فلم تحصل أي مشكلات في المدارس، بمعنى أن لا ضرر من إجراء إمتحانات في كل المواد، وتبقى الأمور مرتبطة بالأوضاع الأمنية حتى تاريخ اجراء الامتحانات، عندها يتخذ القرار النهائي.

أما في ما يتعلق بطلاب المناطق الجنوبية الذين أقفلت مدارسهم منذ مطلع العام الدراسي بسبب تداعيات الحرب الاسرائيلية على غزة، فأوضحت مصادر وزارة التربية لـ “لبنان الكبير” أن “وضعهم يدرس بصورة دقيقة من خلال تقويم ما تعلموه في هذه الفترة، وعليه يتم تحديد إما إعتماد إمتحان خاص لطلاب المدارس التي أقفلت بقرار من وزارة التربية من دون تخفيض في المناهج، أو الذهاب إلى خيار المواد الاختيارية بصورة استثنائية لهم، لكن لم يحسم القرار بعد لدراسته من جميع الجوانب كي لا نسمع اعتراضاً من مدارس أخرى على المواد الاختيارية وغيرها”.

من وجهة نظر أساتذة المدارس، رأى مدير “المدرسة الأهلية” مروان البرازي، أن “إلغاء المواد الاختيارية ليس قراراً صائباً، لأن مناهجنا الدراسية مكثفة بشكل يفوق قدرة الطالب، لذلك تعمل وزارة التربية على إعداد مناهج جديدة من خلال إعادة تقويمها منذ حوالي ثلاث سنوات، ونحن نقوم بتدريس المناهج من دون تسهيلات أو إحتمالات للمواد الاختيارية، وجاهزون لامتحان البريفيه الموحد”.

أما الأستاذ محمد عامر من “مدرسة الرواد” فاعتبر أن “خيار المواد الاختيارية من الأساس ليس صحيحاً، وعلى الطالب إجراء إمتحانات في كل المواد ليكون مؤهلاً للمراحل المقبلة، وحتى الامتحان الموحد لطلاب البريفيه هو ظلم بحقهم لأنه لن يلبي المستويات العالية والمنخفضة ولن يكون مناسباً لكل المدارس، ويمكن أن نشهد مستويات عالية جداً في مدارس لم نرها من قبل، لذلك برأيي ترك خيار التقويم للمدارس سيكون الأفضل”.

شارك المقال