“سوق بنت جبيل” يشتاق أجواءه الرمضانية!

فاطمة البسام

“العيد ببنت جبيل”، عبارة نسخها سكان البلدة وتداولوها في ما بينهم على مواقع التواصل، في دعوة عفوية لعودة النازحين إلى بيوتهم على الرغم من الحرب.

أكثر من نصف سكان بنت جبيل الذين نزحوا إلى القرى المجاورة التي تعد آمنة إلى حد ما، اشتاقوا إلى مدينتهم خصوصاً في هذا الوقت من السنة، عندما ترتدي شوارع الحارات القديمة والسوق الزينة الرمضانية.

تشتهر بنت جبيل، بسوق بنت جبيل وسوق الخميس الذي يقصده الأهالي من مختلف القرى الجنوبية، التي تكتظ بعد منتصف الشهر المبارك، وتبقي المحال التجارية أبوابها مفتوحة إلى بعد منتصف الليل.

أمّا المشهد اليوم فهو مختلف كلياً، لأن كل العوائل قد نزحت، وأبو حسين الذي كان يحضّر حلوى “المرشوشة” لم يعد موجوداً اليوم في الساحة، ولن يتذّوق السكان حلوى “التطلي” المصنوعة من السكر والطحينة، أو أي من الحلويات القديمة التي تعد فقط في هذه المدينة.

وغابت الزينة عن “البركة” والجامع الكبير، للمرّة الأولى بسبب الاشتباكات المندلعة منذ أشهر.

ابراهيم بزّي، قال لموقع “لبنان الكبير”: “لن أترك البلدة”، وقام بمشاركة المنشور “العيد ببنت جبيل”، الذي لاقى رواجاً واسعاً بين مؤيد ومعارض، مشيراً إلى أنه اعتاد الوضع إلى حدّ لم يعد يؤثر فيه.

وفي مقارنة بين اليوم والعام السابق من شهر رمضان، قال بزّي: “قلّة فرق”، إلاّ أنه يحاول جاهداً أن يعيش حياة شبه طبيعية، فهو يقصد الجامع الكبير للصلاة، وجلسة الشاي التي تليها، بالاضافة إلى فرن الحطب.

بعض الأهالي بدأ يعود إلى البلدة، لأن الحرب طالت ولا يستطيع الابتعاد عن بيته أكثر، بحسب بزّي، الذي اعتبر أن هذه الحركة فيها الكثير من التفاؤل. فالدعوة هي من أجل التأقلم مع الأوضاع كي تعود الحياة إلى طبيعتها.

وأكّد رئيس بلدية بنت جبيل، عفيف بزّي، لموقع “لبنان الكبير”، أن كل أهالي القرى يتمنون العودة إلى ديارهم اليوم قبل الغد، لكن بشرط عدم تعريض حياتهم للخطر، لافتاً إلى أن الأجواء الرمضانية في البلدة كانت مميزة جداً وهي غير موجودة اليوم وكأن الأهالي قد تشردوا.

وتمنى بزّي حصول هدنة قريبة من أجل وقف إطلاق النار وعودة الحياة إلى سابق عهدها قبل أيام العيد.

شارك المقال