هل تصمد مستشفيات الجنوب في وجه الحرب؟

فاطمة البسام

كشفت الاعتداءات الاسرائيلية الأخيرة أن القطاع الطبي على قائمة إستهدافاتها، من الإبادة التي نفذها العدو على مستشفى الشفاء في قطاع غزّة، الى العدوان المتكرر على المراكز الصحية وسيارات الاسعاف في جنوب لبنان.

وبعد ستة أشهر على الحرب، أطلقت المستشفيات الواقعة في الخطوط الأمامية نداء الاستغاثة مثل مستشفى ميس الجبل، مرجعيون وبنت جبيل، بسبب نقص التجهيزات وصعوبة وصول المواد الطبية، بالاضافة إلى الشح في مادة المازوت والكادر الطبي الذي نزح بمعظمه نحو المناطق الآمنة.

مستشفى ميس الجبل خرج عن الخدمة بعد أيام من تعرضه الى اعتداء مباشر، في حين استبعد رئيس لجنة الصحّة النيابية النائب بلال عبد الله، في تصريح، إمكان صمود المستشفيات في الجنوب إذا ما وقعت الحرب الشاملة لا سيما على صعيد الدعم والميزانيات والمستلزمات. وبالتالي سيكون الاعتماد الأكبر على المستشفيات البعيدة عن خط الجبهة الأمامية، لافتاً الى أن خطة الطوارئ تدقق في كل الاصابات وتغطيها وزارة الصحة بصورة كاملة منذ بداية حرب الجنوب.

وقال عبد الله: “اليوم بعد إقرار الموازنة باتت لدينا إمكانات مالية مقبولة لمتابعة هذه المهمة”. وأشار الى أن خطة الطوارئ تعتمد على المساعدات الخارجية، لافتاً الى أن “مجلسي النواب والوزراء ولجنتي الصحة والمال والموازنة نجحوا في تأمين موازنة جيدة ومقبولة لوزارة الصحة مع فصل أموال الاستشفاء عن أموال أدوية السرطان”.

ورأى عبد الله في حديث لموقع “لبنان الكبير”، أن “تجربة غزّة بيّنت للعالم أن الجيش الاسرائيلي لا يقيم وزناً للمعايير الانسانية والدولية في إستهدافاته التي شملت المرافق الطبية كافة ووضعتها من ضمن بنك الأهداف”.

أضاف: “في الحرب عادة لا يعوّل على المستشفيات القريبة من أرض المعركة، بل يتحوّل الضغط إلى مستشفيات الإخلاء التي تحتاج أيضاً إلى لوجيستيات وخطّة طوارئ من أجل تشغيلها، وعندما نتحدّث عن الصمود، يجب أن تكون لدينا خطة متكاملة تشمل الطاقم الطبي، وعملية إستيراد الأدوية والمعدات الطبية، وكيفية إيصالها إلى المراكز”.

وأوضح عبد الله أن موضوع المحروقات تم تنسيقه مع وزارة الصحة، كي لا توقف المستشفيات عملها في الوقت الحالي، على الرغم من وجود نقص في طاقمها الطبي.

أما مدير مستشفى مرجعيون الحكومي الدكتور مؤنس كلاكش فأكد لموقع “لبنان الكبير”، أن الوضع لا يزال تحت السيطرة، من ناحية جاهزية الكادر الطبي وتوافر المعدات المطلوبة، فالمستشفى يستقبل الجرحى والمرضى العاديين في الوقت نفسه، كما أن كل الأقسام لا تزال “شغّالة”، مثل قسم غسيل الكلى، وحدة القلب، والعناية.

إلاّ أن لا أحد يستطيع التنبؤ بالقادم، وكيف سيكون شكل الحرب ومدى ضراوتها، لكي نتحدث عن إمكان الصمود، إلاّ أننا في الوقت الحالي نعمل وفق خطة الطوارئ، بحسب كلاكش، الذي لفت إلى مدى الخطورة على حياة الطاقم الطبي في التنقّل من المستشفى واليه، خصوصاً أن العدو لا يفرّق بين أهداف، وعلى الرغم من ذلك، فالطاقم ملتزم بواجبه الانساني من أجل إنقاذ حياة المرضى والمصابين.

وما يزيد من تنقلات موظفي المستشفى هو إضطرارهم للذهاب إلى أماكن شراء اللوازم الطبية بأنفسهم، لأن الشركات لم تعد توصل الطلبيات إلى أماكن النزاع.

وكان المدير الاقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط فابريتسيو كاربوني، حذّر قبل فترة من أن تصعيد القتال على الحدود الجنوبية للبنان سيفاقم معاناة المستشفيات التي تعاني بالفعل من نقص النقود في البلد الذي يمر بأزمة مالية.

شارك المقال