في اليوم العالمي لتدقيق المعلومات… كيف نمنع توسع الأخبار المضللة؟

راما الجراح

التحقق من المعلومات ليس ظاهرة حديثة باعتبار أننا نتحدث عن ممارسة إعلامية ضرورية، غير أنّ الأدوات والمواقع الالكترونية هي التي جعلت من عملية التحقق اليوم أسهل، وهناك اليوم جهود تبذل وبعض التجارب الرائدة سواء من المؤسسات الاعلامية أو المجتمع المدني لمحاربة الأخبار الزائفة والمضللة. وإن تبنى بعض المؤسسات الاعلامية فكرة التحقق من المعلومات كممارسة صحافية فإن البعض الآخر قرر خلق ركن خاصّ بذلك.

العالم اتخذ يوم الثاني من نيسان من كل عام يوماً عالمياً لتدقيق المعلومات، واحتفلت الشبكة الدولية لتدقيق الحقائق بهذا اليوم للمرة الأولى في العام ٢٠١٦، لتسليط الضوء على العمل المهم الذي يقوم به مدققو الحقائق في جميع أنحاء العالم. ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تحوّل معظم وسائل الإعلام إلى العالم الرقمي، بات من السهل تداول الصور والفيديوات والأخبار، وإشاعة ما هو كاذب ومفبرك وزائف، لذلك يجب التوعية حول مخاطر تداول أخبار كاذبة كي لا نقع في فخها.

يوضح الصحافي المتخصص في التأكد من صحة المعلومات محمود غزيل في حديثه عبر “لبنان الكبير” أن “عملية التحقق من المعلومات تستمر في أخذ حيز أكبر من الاهتمام في الأوساط كافة، ولم تعد منغلقة على المجال الإعلامي فقط. فالمعلومات هي أساس كل الأعمال اليومية التي نقوم بها أو نمر من خلالها، هي التي تحرك أسواق المال، وتساهم في تطور العلم، وتحدد قضايانا، ومن هنا التأكيد أن صحة البيانات المستخدمة والمعلومات هي أمر أساسي خصوصاً في عصر بتنا نشهد فيه على تطور أدوات الذكاء الاصطناعي وانتشارها، وما تعنيه من جهة انتاج مواد غير واقعة، إما معدل عليها أو مختلقة بالكامل، وضرورة أن تكون هناك أدوات أو أدلة تشير إلى أن تلك البيانات غير حقيقية وقد تم التعديل عليها، ولو بدرجات متفاوتة في الخطورة”.

مع استمرار تسارع عملية نشر المعلومات حول العالم باستخدام منصات التواصل والمنصات الرقمية المختلفة، فإن الحاجة الى فصل الحقيقة عن الخيال والتخيلات تصبح ضرورة، لذلك، بحسب غزيل فان “التدقيق في المعلومات هو بكل بساطة بوابة لمنع توسع المعلومات المضللة والمغلوطة، خصوصاً مع قدرة الذكاء الاصطناعي التوليدي على إنشاء مقالات إخبارية كاذبة، أو مواد بصرية مفبركة، لأن عدم وضع حد أو على الأقل توضيح هذه المواد المعدلة أمام الجمهور يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة، ليس من خلال انتشار الأكاذيب وحسب، بل حتى فقدان الثقة بالوسائل الاعلامية المهنية والتلاعب بالرأي العام أو العملية السياسية”.

وعن كيفية إجراء عمليات تدقيق المعلومات، يؤكد غزيل أنه “أمر بسيط للغاية، بعيداً عن الخزعبلات التقنية التي لن تكون مفهومة لغالبية الناس، فعملية التحقق من المعلومات تبدأ بالدرجة الأولى بدفع الناس الى امتلاك حس الشك، وتدريب الناس على كيفية تقويم مصداقية الأخبار بناء على السياق كما الأدلة، وبالتالي منح الناس القدرة على اتخاذ قرارات تقاوم عملية التأثير عليهم بالمعلومات الكاذبة، وفتح المجال للمبادرات المختصة بالتدقيق من المعلومات أو من الصحافيين المختصين بتوضيح ما يتم تداوله”.

من الأمثلة الحقيقية مؤخراً والتي وقعت نسبة كبيرة من رواد التواصل الاجتماعي في فخها؛ الكلام المتناقل عن أن الامارات، تحديداً إمارة الشارقة قررت تغيير بعض عبارات الأذان، ليتبين أن الخبر غير صحيح، وكذلك إنتشار صورة لأميرة ويلز كيت مع أولادها تبين أنها مفبركة ما جعل الناس تشكك في كل صورة منشورة سابقاً عبر القصر الملكي.

شارك المقال