العيد عجقة وناس… بغصة وحزن

حسين زياد منصور

اتفق المسلمون، السنة والشيعة على أن يكون يوم الأربعاء، أول أيام عيد الفطر السعيد، إذاً فالعطلة الرسمية في العيد، الأربعاء والخميس، الا أن الدولة أبت الا أن تزيد العطلة حتى صباح الاثنين 15 نيسان، فامتدت مظاهر العيد من الأربعاء 10 نيسان حتى مساء السبت 13 نيسان ذكرى الحرب الاهلية، أما اليوم الأحد فيعتبر راحة للاستعداد للعودة الى أجواء العمل والدراسة، والحياة الطبيعية.

بالعودة الى أجواء العيد، لا يمكن فصل ما يجري في غزة والجنوب اللبناني عن بقية المناطق اللبنانية، وهذا أمر طبيعي، خصوصاً وأن عائلات كثيرة، سنة وشيعة ودروز ومسيحيون، لم تتمكن من التوجه الى قراها المدمرة في الجنوب ككل سنة لتمضية الأعياد، بسبب الدمار الذي لحق بها نتيجة العدوان الاسرائيلي.

وبين صيدا وإقليم الخروب، شاهدنا بعض مظاهر الفرح والعيد، وتحديداً بالنسبة الى الأطفال. صباحاً، وبعد صلاة العيد، كانت شوارع الاقليم شبه خالية من الناس، منهم من تلهى بالزيارة العائلية، والبعض اختار الجلوس في المنزل لأخذ قسط من الراحة، والبعض الآخر سلك طريقه نحو “شم الهوا”.

توجهنا الى صيدا، على الرغم من كل شيء، الأزمات الوحروب والتهجير، الا أن الارادة التي يتمتع بها اللبنانيون دائماً تغلب، “عجقة دواليب” في الطرق والأوتوسترادات، وهو ما يشعر المرء بالسعادة والأمان، أي أن الناس لا تزال تملك الأمل وتسعى الى الترفيه و”تغيير الجو” الذي تعيشه.

صحيح أن لا موطئ قدم في أي من المطاعم، أو المقاهي، لكن جميع من تحدثنا إليهم، وسألناهم عن العيد، كانت إجاباتهم متقاربة، وتصب في المغزى نفسه. ويقول أحدهم لموقع “لبنان الكبير”: “صحيح أننا خرجنا للشعور بالعيد، ولكن أي عيد؟ أصبح مثل بقية الأيام، والفرق العطلة، لا عيد في ظل الأزمات التي نعيشها، والحرب الاسرائيلية على لبنان”.

ويؤكد آخر أن “لا عيد في ظل الحرب الدائرة، ولكن نريد إسعاد أطفالنا وأبنائنا، ولا ذنب لهم. نخرج لتمضية الوقت مع العائلة واستغلال هذه الفرصة فقط، كأنه يوم عطلة، لنسعد أبناءنا، لكن عموماً لا عيد في ظل التهجير والقتل والخوف الذي يحصل في الجنوب”.

وتتمنى سيدة في أحد المطاعم، أن يعم الخير والسلام على لبنان بمناسبة الأعياد، وتقول: “صحيح أننا لم نتمكن من عيش مظاهر العيد كلها، من شراء ثياب والذهاب الى أماكن ليلعب أطفالنا ويتسلوا، الا أننا وفق مقدرتنا حاولنا تلبية مطالبهم، الغداء في مطعم جيد، وشراء لعبة لكل ولد. الاحتفال بالعيد لم يعد من أساسياتنا، الا أن إسعاد صغارنا هو هدفنا”.

وعلى الرغم من كل محاولات زرع الفرح والبهجة، واستعادة مظاهر العيد من “لمة” الأسرة، الى الزينة، والخروج والترفيه في المنتزهات والحدائق والشواطئ، الا أن العيد لم يكتمل بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية والحرب الاسرائيلية. وتجدر الاشارة أيضاً الى أن نسبة كبيرة من اللبنانيين، لم تتمكن أصلاً من تأمين متطلبات العيد ومستلزماته، لكنها أصرت على محاولات خلق أجواء الفرح والسعادة في العيد.

شارك المقال