كهرباء زحلة على حافّة الهاوية!

راما الجراح

القيمة المضافة التي تتميز بها قرى زحلة والبقاع الأوسط بشكل عام ستفقد رونقها قريباً، والحلم الذي يتمناه كل لبناني في منطقته والذي استطاعت كهرباء زحلة تحقيقه لأهاليها قارب على الانتهاء، إذ يبدو أنه حان وقت الاستيقاظ واعتبار أن ما حصل ليس سوى أضغاث أحلام!

شحّ المازوت سيطفئ زحلة

وبتوضيح مفصّل للأزمة يشير رئيس مجلس إدارة كهرباء زحلة أسعد نكد في مؤتمر صحافي عقده بوجود وسائل الإعلام أن “كهرباء زحلة لا تريد قطع التيار ولا تتحمل قطعه لكن المازوت مفقود فأمّنوا هذه المادة وتستمر التغذية، وأنا مستعد لأخسر والتضحية من أجل استمرار الكهرباء”.

ويؤكد المهندس نكد أن “بيان قطع التيار الذي صدر منذ يومين عن شركة كهرباء زحلة كان غصباً عنّا بسبب أزمة المازوت المفقود”، مشيراً إلى أن الشركة هي الوحيدة التي كانت تؤمن تغذية كهربائية على مدار الساعة، وأنها كانت حلمهم جميعاً رافضاً أن يكسروا هذا الحلم، لكن في حال لم يتم تزويدهم بالمازوت سنكون أمام الكارثة الكبرى.

نعمة الكهرباء فُقدت

من جهته، المواطن البقاعي رفع الصوت في وجه أزمة الكهرباء المستجدة، وأصبحنا نرى تحركات مطالبة بحل للأزمة في جميع المناطق البقاعية.

ويقول طوني من زحلة أنه “منذ ٧ سنوات تخلّينا عن موتور الكهرباء في منزلنا بعدما أمنت لنا شركة كهرباء زحلة البديل الذي لطالما كنا نطالب ونحلم به ومنحتنا ميزة عن باقي المناطق اللبنانية وأصبحت فنادقنا مقصداً للسياح الذين يتجولون في أنحاء البقاع بسبب وفرة الكهرباء كما يعتادون عليها في بلدهم”. وأضاف: “نحن نأسف لما آلت إليه الأمور، إذ لا نستطيع اليوم شراء حتى موتور صغير لتوليد الكهرباء في منازلنا بسبب أزمة الدولار… والله لا يوفق اللي كان السبب”!.

الامتياز سينتهي مع نهاية أيلول

وللاستيضاح أكثر عن رؤية البلديات “المحسوبة” على كهرباء زحلة بشأن الأزمة وإمكانية إيجاد حلول جديدة، يقول رئيس بلدية سعدنايل حسين الشوباصي لـ “لبنان الكبير” إن “أي حل لأزمة كهرباء زحلة سيكون موقتاً، وخاصة أنه بعد أقل من شهرين ستنتهي مدة الامتياز الذي جُدد عام ٢٠١٨ لسنتين جديدتين، ولا معلومات حتى الساعة عن أي إجراءات لتجديد الامتياز أو أي حل آخر، وهناك تخوف كبير لدى الناس بالنسبة للانقطاع الكُلي للكهرباء عن القرى البقاعية بعدما اعتاد المواطن على الروتين في ما يخص الكهرباء!”.

حل بديل وقديم

ويرى الشوباصي أننا “سنعود إلى أيام تأمين موتورات للبلدات ضمن تغذية ٦ ساعات كهرباء مقابل ٦ ساعات انقطاع للكهرباء، هذا في حال توفرت بين أيدينا كمية كافية من المازوت لتشغيل الموتورات بشكل متواصل، فكما يعلم الجميع هناك شحّ كبير اليوم في مادة المازوت في السوق وسنضطر كبلديات لشراء ما يمكن من كميات من السوق السوداء لتأمينها للموتورات كبديل عن كهرباء زحلة بعد انتهاء الامتياز أواخر شهر أيلول المقبل”.

فاتورة الكهرباء

بالنسبة لفاتورة الكهرباء فـ”ميزانية الكثير من بلديات المنطقة غير كافية لتحمُّل أعباء تكاليف المازوت للموتورات، وسيضطر الناس لدفعها، ما يعني أن فاتورة الكهرباء ستكون مرتفعة ولو كان الدفع حسب الإنتاج بسبب أزمة المازوت، فالدولة التي لا تستطيع تأمين أوراق A4 للمؤسسات والشركات العامة والخاصة، بالطبع لن تستطيع تأمين خدمات مواطنيها ولا نأمل منها خيراً”.

إمكانات البلديات

وعن قدرة البلديات على تأمين كهرباء يؤكد الشوباصي أن “كل بلدية تملك ميزانية جيدة جداً يجب أن تسعى لتأمين نظام طاقة شمسية لبلدتها، وعلى سبيل المثال بلدية برالياس معروف أنها تملك هذه القدرات بسبب كثرة المحال التجارية وغير التجارية فيها، بالإضافة إلى تواجد عدد كبير من البنوك في أحيائها، إلى جانب الأموال التي تجنيها من مكب النفايات أيضاً. في المقابل، هناك بلديات إمكاناتها محدودة جداً وميزانيتها لا تكفي لتجاوز الأزمة أو محاولة إيجاد بديل على الأرض كبلديتي مجدل عنجر وسعدنايل وغيرهما”.

شارك المقال