حشرة “السونة” تهدد محاصيل القمح… “الزراعة” مسؤولة وغائبة

راما الجراح

وكأنّ المزارعين اللبنانيين لا تكفيهم معاناتهم من إهمال الدولة للقطاع الزراعي وخصوصاً زراعة القمح وارتفاع الكلفة، والتأخر في دفع المستحقات لهم عن الموسم السابق، حتى تهدد مواسمهم حشرة “السونة” التي تأتي في فصل الربيع مع بداية تكوّن القمح، وتنذرهم بخسارة كبيرة بسبب عدم رش وزارة الزراعة المبيدات لمكافحة الحشرات الضارة.

تتصف “السونة” بجسمها المنبسط والعريض، مقدمته بشكل مثلث مقطوع القمة، ويتراوح طولها بين ١٢ و١٤مليمتراً. يختلف لونها بين القشي والبني الداكن مع برقشات مميزة. أجزاء فمها ثابتة ماصة، وتطلق من غدد خاصة مركبات ذات رائحة كريهة تستخدمها وسيلة دفاعية. وتعتبر من أهم حشرات القمح الاقتصادية وتسبب خسائر كبيرة لمحصول القمح في حال تجاوزت العتبة الاقتصادية لمكافحتها، وتتسبب تغذية الحشرة على العصارة الموجودة في ساق النبات عند العقد في إصفرارها وموتها، وكذلك تمتص العصارة من الأوراق والسنابل ما يؤدي الى انكماش الحبوب ونقصان وزنها. كما تؤدي الاصابة الشديدة إلى تكسر السيقان قبل الحصاد، وأحياناً إلى ترك مساحات واسعة مزروعة بالقمح من دون حصاد. وتؤدي آفة “السونة” إلى تدني إنتاج القمح بصورة كبيرة، وتخفض من نسبة إنبات البذور، وتقلل من جودة الحبوب والطحين. فإذا بلغت نسبة الحبوب المتضررة ١٠٪ فقط يصبح الطحين الناتج عنها غير قابل للاستخدام.

وإزاء تخوف المزارعين من هذه الحشرة التي تتكاثر بسرعة هائلة ما لم تسارع وزارة الزراعة الى مكافحتها، ناشد رئيس تجمع المزارعين والفلاحين ابراهيم الترشيشي الوزارة القيام بالاجراءات اللازمة للمكافحة لأنها بدأت بغزو حقول القمح بصورة كبيرة ومخيفة. وأكد عبر “لبنان الكبير” أنها “تخرج إلى محاصيل القمح مع ارتفاع درجات الحرارة ويجب على وزارة الزراعة الاسراع في اجراء المناقصة اللازمة للبدء برش المبيدات فوراً قبل أن تلحق أضراراً كبيرة بمحاصيل القمح، خصوصاً أن عدم رش المزروعات العام الماضي أدى إلى تكاثرها بصورة مخيفة وتلف نسبة كبيرة من المحاصيل”.

لا شك في أن هذه الحشرة مضرة للقمح، وتأتي على المحاصيل عندما ينبت الحب، وتبدأ بأكل السنبلة وبالتالي لا ينبت قمح، بحسب المهندس الزراعي وصاحب مؤسسة “الشامل للتنمية الزراعية” شامل جراح، الذي أوضح عبر “لبنان الكبير” أن “المبيدات التي يمكن استعمالها لمكافحتها هيDelta- methrin وAlpha super methrin، وتتراوح أسعارها بين ١٠ إلى ٢٠ دولاراً، ويستعمل حوالي ليتر ونصف الليتر للهكتار أي ١٠ دونمات قمح”، مشيراً الى أن “هناك مكافحة فردية للحشرة من أصحاب المحاصيل ويتم شراء هذه المبيدات في ظل إهمال وزارة الزراعة في رش المحاصيل ما أدى إلى تكاثرها، وتزداد الأعداد بسبب تقلبات الطقس”.

أما المهندسة الزراعية باسكال قاصوف فوصفت حشرة “السونة” بأنها “خطيرة، ويمكنها تدمير محصول بأكمله في حال عدم مكافحتها بالطريقة المطلوبة، ويمكنها أن تتلف الاخضر واليابس”. وقالت: “للأسف وزارة الزراعة هي المسؤول الأول عن تكاثرها بسبب اهمالها لرش المبيدات العام الماضي حتى تكاثرت بأعداد كبيرة”.

وعن الأضرار التي تتسبب بها للمزارع، لفتت قاصوف في حديثها عبر “لبنان الكبير” الى أن “المزارع يتضرر بصورة كبيرة من هذه الحشرة بحيث يمكنها تناول حبة القمح أو نصفها، وبالتالي لا يستطيع تسويقها في السوق ولا بيعها، لذلك يجب اتخاذ كل التدابير الوقائية لمكافحتها، فهي تهدد مواسم القمح التي تعتاش عليها نسبة كبيرة من المزارعين خصوصاً في البقاع والشمال”.

شارك المقال