القطاع السياحي في الجنوب “صامد” والشغل “ماشي”

نور فياض
نور فياض

من يَسمع جملة “قصف يستهدف المناطق الجنوبية” يعتبر أن الوضع متأزم وأن المحال في الجنوب مقفلة والجميع في منزله لا يخرج الا للضرورة القصوى. ربما في بداية الأحداث الأمنية في الجنوب كان المرء يصدق ذلك، لكن مع مرور سبعة أشهر على الحرب، تعوّد الجنوبي ما يحدث من غارات، وقصف، واغتيالات وحتى جدار الصوت، وكلها لم تمنعه من ممارسة حياته الطبيعية، فمن كان يسهر في صور أو بيروت استمر في عادته فيما المطاعم لا تزال تستقبل زوارها.

الحرب بين لبنان واسرائيل، أضعفت السياحة لدى الجهتين فخسائر العدو بالمليارات والسياحة معدومة باعتراف وسائله الاعلامية، اما في لبنان فلا يمكن انكار أن السياحة تأثرت بالحرب ولو بنسبة قليلة، فما نشاهده على مواقع التواصل الاجتماعي من حفلات “مفولة” يثبت أن السياحة بخير وتحديداً الداخلية، وهنا لا نتحدث فقط عن المناطق الآمنة، ففي صور والنبطية الحفلات لا تزال قائمة.

في رمضان وعيدي الفطر والفصح لم تخلُ صور من زوارها، فكما هو معروف انها المدينة الأكثر استقطاباً للنازحين نسبة الى قربها من المناطق التي تتعرض للقصف.

يقول نائب رئيس بلدية صور صلاح صبراوي عبر موقع “لبنان الكبير”: “أخذنا الرخصة للخيم البحرية وبدأنا بالتحضيرات اللازمة كالجرف وغيرها، وستكون هناك ٤٧ خيمة تفتح نهار الاثنين (امس) وهي طبعاً ستحسّن القطاع السياحي في صور، ونأمل أن يكون صيفنا واعداً وخصوصاً أن أهالي المناطق الحدودية موجودون في مدينة صور.”

اما على صعيد السياحة الداخلية، فيلفت صبراوي الى أن “الأعياد نشطت الحركة السياحية والاقتصادية وكانت نسبتها جيدة على الرغم من الأوضاع الأمنية، وتم افتتاح مطعم جديد فخم وهو مطعم الجواد على أطراف مدينة صور وكانت نسبة الاقبال أكثر من ممتازة. كذلك المطاعم الموجودة على طول جادة الرئيس نبيه بري لا تخلو من الزوار في كل الأوقات، على عكس الأوتيلات والمنازل السياحية فهي فارغة، اذ ان السياح واللبنانيين الذين يسكنون بعيداً عن صور، يعتقدون أن القصف يطاولها لأن الاعلام يكتب بجانب المنطقة المستهدفة كلمة صور، ولكن المقصود بها القضاء وليس المدينة”، مؤكداً أن “الحركة طبيعية جداً في صور والاقبال على الشقق كبير لكنه محصور بالمهجرين”.

ويوضح صاحب مطعم “لا بلايا” علي عواضة عبر موقع “لبنان الكبير” أن “الحركة السياحية تتفاوت بين أيام العيد والأيام العادية لكن ليس بنسبة كبيرة، وعادة في نهاية نيسان وأول أيار تكون الحركة خفيفة نسبة الى الأشهر المتبقية من السنة، لكن على الرغم من الأوضاع الأمنية الا أن الحركة جيدة من سكان المنطقة والنازحين”، مؤكداً أن “الأجانب موجودون دائماً ولو بعدد قليل وسكان صيدا وصور لا يقصدون صور بالوتيرة نفسها التي كانت في السابق.”

ويشير عواضة الى أن “من الأسباب التي تؤثر على الحركة السياحية الاستهدافات التي تطال المدينة، مثل استهداف الحوش اذ تقلّصت الحركة السياحية ليوم واحد فقط وبعده عادت الحياة الى طبيعتها”، قائلاً: “عندما يحصل أي حدث أمني مثلاً كسقوط صاروخ على أطراف الناقورة، يبدأ الناس بتصويره كأنهم يشاهدون فيلماً. نحن نشجع السياحة في صور وطبعاً لكانت أفضل لولا الحرب لكن على الرغم من ذلك الشغل ماشي والحركة جيدة”.

تعتبر السياحة من أهم القطاعات في لبنان التي تحسّن الدورة الاقتصادية وكانت الدولة تعوّل عليه خصوصاً بعد الأزمة التي حلّت بلبنان، ولم تتوقف في عزها الحركة السياحية. واليوم بعد أشهر من الحرب صحيح أن البعض تجنب المجيء الى لبنان، لكن البعض الآخر ولا سيما المغتربون لم يأبه للأحداث الأمنية وأتى ليعيّد مع أهله. لذا، يمكن القول ان القطاع السياحي صامد ولم ولن يستسلم لأي أزمة تعصف بلبنان. ويبقى الأمل بأن يكون الصيف واعداً شرط ألا تتوسع الحرب.

شارك المقال