حملة جديدة لدعم الموسم الصيفي… هل يكون واعداً؟

عمر عبدالباقي

لبنان ينتظر دائماً موسم الصيف لاستعادة بريق السياحة وإشاعة الفرح في البلاد. ومن المعروف أن صيف 2024 ليس كما قبله، نظراً الى الحرب التي لا تزال مستعرة على غزة وامتداد تداعياتها الى الجنوب اللبناني. والسؤال هل ما تبقى من القطاع السياحي في لبنان يشجع على عودة المغتربين وزيادة السياح الأجانب لهذا الصيف؟

فعلى سبيل المثال، المهرجانات اللبنانية تبدأ التحضيرات لها عند بداية فصل الصيف من خلال الاعلان عنها، وخصوصاً الكبيرة منها كبعلبك وبيت الدين. وبالنسبة الى مهرجانات بعلبك، لا قرار نهائي بشأن إقامتها، اذ يتوقف كل شيء على الوضع الأمني المتقلب، ولا سيما أن القصف الاسرائيلي لا يوفر بعلبك.

أما في بيت الدين، فبرنامج المهرجانات جاهز لكن قرار اطلاقها أيضاً محل شك ولم يتخذ بعد بسبب ما يجري من أحداث أمنية على الحدود.

حملات سياحية قريبة

تجربة موسم الصيف الماضي شهدت عوامل سياحية فريدة ومميزة، بحيث تميز بصيف بحري ممتاز ومهرجانات بارزة وحفلات ناجحة أحياها فنانون عرب ولبنانيون بارزون، وشهدت حضوراً جماهيرياً كبيراً. ومع اقتراب فصل الصيف لهذا العام، يطرح السؤال حول ما سيحمله هذا الموسم، وما هي خطط وزارة السياحة لاستقباله بتفاصيله وبرامجه المختلفة؟

مصدر مطلع من وزارة السياحة، أشار لموقع “لبنان الكبير” الى أن حملة جديدة لدعم الموسم الصيفي ستطلق قريباً وتتضمن سلسلة من الاعلانات التشويقية التي ستواكبها وسائل الاعلام. ومن المتوقع أن تتميز هذه الحملة بتفاصيلها الجديدة والمختلفة عن حملة “أهلا بهل الطلة” التي نفذت سابقاً.

وبالنسبة الى المغتربين، رأى المصدر أن الوضع قد يكون مختلفاً هذا العام، وعلى الرغم من أن الأعداد المتوقعة للمغتربين قد لا تكون كما في السنوات السابقة، نظراً الى الظروف الاقليمية غير المستقرة وخصوصاً ما يحدث في المناطق الجنوبية، فإن الوزارة لا تزال ملتزمة بالعمل الجاد والتحضيرات المستمرة لضمان توفير موسم صيفي ناجح.

وفي إطار الاستعدادات المتعلقة بالمهرجانات، أكد المصدر أن هناك جهوداً مكثفة لتنظيم مؤتمرات صحافية ستشهد حضور وزير السياحة، بحيث سيتم الاعلان عن جميع المهرجانات المقررة واللجان المنظمة لها، لافتاً إلى أن أحد المهرجانات الرئيسية سيعلن عنه بتاريخ 17 الجاري في قرية دوما، وستقام احتفالية خاصة بهذه المناسبة، نظراً الى تتويج دوما كواحدة من أفضل القرى السياحية في العالم عام 2023. ومن المتوقع أن يكون لهذه الاحتفالية طابع استثنائي، بحيث سيحضرها لأول مرة الأمين العام للأمم المتحدة للسياحة برفقة وفد مرافق له لمدة ثلاثة أيام.

السياحة لثلاث جنسيات فقط

وفقاً للمؤشرات المتاحة، أوضح نقيب أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود لموقع “لبنان الكبير” أن هناك طلباً متزايداً على حجوزات الطيران هذا الصيف، وتتوقع البيانات أن يزداد عدد الزوار، بحيث سيشهد شهر حزيران ارتفاعاً كبيراً في الحجوزات.

ومع ذلك، يبقى الوضع مرتبطاً بالتطورات الاقليمية، ولا سيما في قطاع غزة والمناطق الجنوبية. وأكد عبود أن الاعلان عن هدنة مستدامة في غزة سيسهم في تعزيز الثقة وجذب عدد أكبر من الزوار، ما يعزز فرصة الاستمتاع بموسم صيفي ممتاز على غرار العام الماضي.

أضاف عبود: “من المعروف أن قطاع السياحة في لبنان تعرض لتحديات خلال السنوات الخمس الماضية، بحيث تقتصر الزيارات بصورة أساسية على بعض الجنسيات العربية مثل الأردنيين والمصريين والعراقيين، في حين فقدنا السوق الخليجية لأسباب سياسية. وكانت السوق الأوروبية نشطة للغاية، وحجوزات الفنادق محجوزة حتى منتصف عام 2024. ومع ذلك، بعد السابع من أكتوبر(تشرين الأول)، ألغيت جميع الحجوزات الأوروبية وأصبحت الحجوزات في هذا السوق بالكامل معدومة”.

شارك المقال