التهاب الكبد الوبائي الألفي (الصفيرة)، الاسهال، الكوليرا، الجرب والطفح الجلدي، جميع هذه الأوبئة منتشرة في منطقة عرسال في البقاع الشمالي بصورة خطيرة. حالة طوارئ في المنطقة تخوفاً من انتشار العدوى بين الأهالي بعد تفشيها في ١٦٤ مخيماً للاجئين. وحدها عرسال تدفع ثمن تقاعس المنظمات الدولية والوزارات المعنية بعد تراجع نسبة المساعدات عموماً وقرار “اليونيسف” تقليص كمية المياه التي تزود بها المخيمات إلى ما دون النصف يومياً، وعدد مرات سحب المياه المبتذلة من الحفر التي لا ترقى أساساً إلى مستوى حفر صرف صحي سليمة، ما تسبب في تسرب مياه المجارير والصرف الصحي إلى سطح الأرض وبين الخيم وبدأت عوارض الأوبئة تظهر على اللاجئين، فمن يتحمل المسؤولية؟
لجنة البيئة النيابية كانت عقدت جلسة في مجلس النواب، برئاسة النائب غياث يزبك وحضور الأعضاء، وتباحثوا في خطورة الوضع الكارثي في عرسال، وأكدوا ضرورة ايجاد حل سريع في البلدة التي تعتبر من أكثر المناطق التي عانت من النزوح السوري، مشيرين إلى أن وزارات الطاقة والمياه والصحة والبيئة ورئاسة الحكومة يتحملون المسؤولية ويجب أن يعالجوا الموضوع من خلال رفع الصوت واستدعاء كل المؤسسات الانسانية الدولية للطلب منها معالجة الموضوع على المستوى المادي. وقال يزبك: “اذا شاركت الحكومة في مؤتمر بروكسل فيجب أن تطلق صرخة لحل هذه الأزمة سريعاً”.
نائبة رئيس بلدية عرسال السابقة ريما كرنبي أكدت عبر “لبنان الكبير” أن “المنظمات الدولية التي أهملت هذه المخيمات، ووزير الصحة، ووزير البيئة هم المعنيون ويتحملون المسؤولية، وسمعنا عن المليار يورو كمساعدة للبنان، ألا تستحق عرسال التي تضم أكبر عدد من اللاجئين السوريين أن تتم مساعدتها والوقوف إلى جانب أهلها في هذه المحنة وتخصيصها بمبلغ لإنشاء شبكة صرف صحي جديدة تجعلنا نتفادى المشكلات الخطيرة التي تحصل؟”.
وأوضحت أن “هناك شحاً في المياه وعدم التزام بالنظافة الشخصية داخل المخيمات السورية ما أدى إلى إنتشار وباء الصفيرة وأمراض جلدية، وهناك خطر كبير من انتقال العدوى إلى خارج المخيمات بسبب الاختلاط في المدارس تحديداً، ولا وجود لأي تدابير أو قرارات من الوزارات والمنظمات المعنية والمسؤولين لاقفال المخيمات وحصر الحالات داخلها، والمشكلة عند الأخوة السوريين أنهم يرسلون أولادهم إلى المدارس على الرغم من التحذيرات في حال ظهور عوارض معينة عليهم، وهكذا تنتقل العدوى بصورة أسرع”.
وأشارت الى أن “الوباء منتشر داخل كل المخيمات في عرسال والتي يتجاوز عددها الـ ١٦٠”، داعية الأمم المتحده المسؤولة عن كل المخيمات السورية في لبنان الى “إعادة النظر في التعامل مع اللاجئين، لأن الأداء سيء، وأصبح هناك تلوث في مياه الشفة، وعرسال بحاجة إلى شبكة صرف صحي جديدة بصورة ضرورية وعاجلة، ومعمل صرف صحي، وفي هذه الحالة سيتم إطلاق مبادرة من أهالي عرسال أنهم سيتكفلون بتزويد اللاجئين بالمياه مجاناً”.
الأعداد كبيرة ولا يمكن أن نتخطاها، انتشار العدوى سريع ونحاول مع وزارات الصحة والجمعيات في المنطقة من “أطباء بلا حدود” و”مركز الايمان الاسلامي” متابعة أكبر عدد من المرضى، بحسب المسؤولة عن إدارة الكوارث في عرسال هناء عز الدين، التي قالت لـ”لبنان الكبير”: “هناك أمراض تنفسية، وكوليرا، وانتشار للصفيرة والجرب، وأمراض جلدية مختلفة لم نرَها من قبل، والأعداد بالمئات، وتتراوح الحالات بين خفيفة إلى متوسطة، لذلك ضبط الوضع ضرورة وواجب قبل أن تخرج عرسال عن السيطرة”.
ولفتت عز الدين الى أن “وزارة الصحة كشفت منذ يومين على المخيمات، والمرضى يتلقون العلاج بصورة جيدة من الوزارة، ولكن المشكلة الأساسية هي في مياه الصرف الصحي التى تطفو على الأرض وبين الخيم وتسبب تلوثاً خطيراً وانتشار الأوبئة، في هذه المنطقة التي يبلغ عدد أهلها ٤٠ ألفاً وأعداد اللاجئين داخلها ٨٠ ألفاً”، مؤكدة “نحن بحاجة ماسة الى دعم من المنظمات ووزارة الصحة ليكونوا على الأرض معنا والتعامل بجدّية مع هذه الكارثة، وإيجاد حلول جذرية والعمل بها فوراً”.