لم يحظَ فريق المناظرات اللبناني بأي اهتمام اعلامي ولا تقدير من وزارة التربية والتعليم العالي على الانجاز غير المسبوق الذي حققه بعدما استطاع فريق جامعة العلوم والآداب اللبنانية (USAL) المؤلف من الطالبات روان حرشي، هبة دهيني، ورؤى شرف الدين الفوز بالمركز الثاني ضمن البطولة الدولية السابعة لمناظرات الجامعات باللغة العربية لعام ٢٠٢٤ في قطر، والتي يُنظّمها مركز “سمارت” بالشراكة مع “مجتمع نقاش” و”مناظرة حوار”، وبالتعاون مع “مركز مناظرات قطر” وبمشاركة ٦٠٠ متناظر ومحكّم من ٥٠ دولة، بينما تصدّرت “جامعة النجاح الوطنية” من فلسطين البطولة.
أحرز الفريق اللبناني اللقب للمرة الأولى بعد منافسة محتدمة ورفع اسم لبنان المُنهك اقتصادياً وسياسياً والمشتعل جنوبياً عالياً، وحازت الطالبة روان حرشي على المرتبة الثالثة كأفضل متحدثة في البطولة، والمرتبة العاشرة كانت للطالبة هبة دهيني، ولم يستقبل الفريق في مطار رفيق الحريري الدولي عند عودته سوى أهل الطالبات وبعض الزملاء.
واستغربت إحدى المتناظرات في حديثها عبر “لبنان الكبير” التعتيم الاعلامي على هذا الإنجاز وكأن شيئاً لم يحصل، خصوصاً أن لبنان بحاجة إلى جرعة أمل في ظل الأجواء المتوترة جنوباً والصعبة على كل اللبنانيين، متمنية على الدولة اللبنانية الاهتمام أكثر بدور الشباب الذي يسعى الى التغيير ويحمل اسم بلده في كثير من المؤتمرات والمباريات الدولية.
وعن التجربة، قالت المديرة التنفيذية لـ “سمارت” رندى يسير، عبر “لبنان الكبير”: “في مطلع هذا العام نظمت مباراة المناظرة الوطنية لأول مرة في لبنان، وشاركت فيها ١٦ جامعة وأكثر من ٣٢ فرقة، تأهلت منها ٤ جامعات على رأسها الجامعة اللبنانية طلاب كلية الحقوق، وبعدها الجامعة اللبنانية للعلوم والآداب، والجامعة الأميركية في بيروت، ثم سافرت الى قطر للمشاركة في المباريات، واستطاعت متناظرات فريق جامعة العلوم والآداب اللبنانية أن يحصدن المركز الثاني في البطولة الدولية السابعة لمناظرات الجامعات ورفع اسم لبنان عالياً”.
الهدف من التدريب على المناظرات بحسب يسير يرتبط بفئة عمرية من الشباب بين عمر ١٨ و٢١ سنة، وبحسب القانون اللبناني كل شاب تحت ٢١ سنة لا يحق له المشاركة في الحياة السياسية، لذلك يعتبر دمج الشباب في مناقشة السياسات العامة والقوانين وقضايا تعنى بحياتهم اليومية خطوة أساسية في اتجاه إشراكهم في الحياة السياسية واتخاذ القرار والتأثير على أصحاب القرار بالقوانين والتشريعات، مشيرة إلى أن “أهمية المناظرات تكمن في تقبل الآخر الذي لديه رأي وسبب يستند فيه اليه، وفي حال وجود مساحة للنقاش بين الطرفين بالامكان قبول الطرف الآخر حتى لو كان مختلفاً بين مؤيد ومعارض، ما يؤهل الشباب في حال مناقشة أي قضية وطنية بناء الرأي على حجج وأمثله وأدلة وبراهين”.
وأكدت أن “المتناظرين المؤيدين أو المعارضين لأي مقولة ليسوا أصحاب الرأي الشخصي لهذا الموقف، بل يعبرون من خلال البحث العلمي وتقديم الأدلة العلمية عن آراء من يوالون هذه المقولة أو يعارضونها”.
وعن برنامج المناظرات في لبنان، أوضحت يسير لـ “لبنان الكبير” أنه “منذ ١٢ سنة بدأنا ببرنامج المناظرات في لبنان وبتدريب الشابات والشباب على مبدأها وكيف تقام من خلال برامج تدريبية مكثفة، وأطلقنا برنامج وجهة نظر للتدريب على فن المناظرات حول مبنى البرلمان البريطاني ومبنى السياسات العامة ضم عدة جامعات لبنانية من ضمنها الجامعة الأميركية في بيروت (AUB)، الجامعة الأميركية اللبنانية (LAU)، الجامعة اللبنانية بمختلف الكليات وغيرها من الجامعات واستطعنا تأهيل مجموعة من الشباب للمشاركة في مباريات دولية في تونس”.
وأضافت: “استُكمل البرنامج حتى أصبح برنامجاً معتمداً في أكثر من ١٢ جامعة في لبنان، وأسسنا داخلها نوادي للمناظرات ما يساعد الشباب على تدريب بعضهم البعض من خلال المشاركة في مباريات بين بعضهم ويجعلهم أكثر قدرة على التأهل لاحقاً على المستوى الدولي”.