الأفران نحو الإقفال… والتنّور لا يفي بالغرض

آية المصري
آية المصري

عادت طوابير الذل من جديد وشملت قطاعات لم تكن في الحسبان، فإلى جانب طوابير المحروقات بدأنا نشهد طوابير أمام الأفران خاصة بعد رفع الدعم عنها، وأصبح التوزيع بين المواطنين محدداً، من دون أن ننسى أن عدداً كبيراً من الأفران أعلنت عدم قدرتها على تحمل المزيد من الأعباء وفضلت الإقفال حتى إشعار آخر.

أمام كل هذه الانهيارات ما زال الشعب يبحث عن الحل؟ وما هو البديل عن الخبز في حال انقطاعه من الأسواق؟ وهل سيعود اللبنانيون إلى أيام الأجداد وخبز التنور؟

الحلاني: لن يحُلّ التنور مكان الأفران

حسب علي الحلاني، صاحب “تنّور” الحلاني، فلا قدرة للتنّور أن يحُل مكان الأفران وذلك للعديد من الأسباب، الأول كمية الإنتاج التي يقوم بها التنور ضئيلة جداً مقارنة بالأفران، والثاني انعدام المواد الأولية للتنور شيئاً فشيئاً، اما عن الحطب فلم يعد متوافراً كثيراً في الأسواق وسعره تغيّر ليفوق المليوني ليرة.

وقال الحلاني: “أنا من التجار الذين يملكون 3 فروع ولدي ما يقارب 40 موظفاً وعاملاً، لكنني أفكر بالإغلاق القسري في هذه الفترة، بسبب قلة المواد الأولية وأزمة المحروقات المحتكرة لدى جهات معنية وبات سعر تنكة المازوت (20 ليتراً) لا يقل عن 400 الف ليرة. أما عن الطحين فسعره تجاوز المئة ألف، ومن الواضح انه من الممكن أن نعود للعصر الحجري، فاليوم أول رغيف خبز تم إنجازه عند الساعة العاشرة والنصف صباحاً، وجرت العادة أن ننهي ثلاثة أكياس الساعة الخامسة صباحاً، لكن مع أزمة الكهرباء والمازوت أصبحنا بانتظار رحمة الله وبركاته”.

وأشار الحلاني إلى أن “الأزمة أصبحت أكبر لأن حياتنا كلها متعلقة بالمازوت، فهو إكسير الحياة وليس الأوكسيجين، وبواسطته ننجز كل شيء ونبيع كل الكميات المتواجدة لدينا”.

وختم: “خبز التنور هو خبز يدوي وكل ساعة ننجز 30 ربطة على عكس الأفران الآلية التي تُنجز في الدقيقة الواحدة ما يقارب 40 ربطة خبز، لذلك من الصعب الاعتماد واللجوء إلى التنور لأنه لا يفي بالغرض”.

الأفران: لقمة الفقير لم تعد متواجدة

صاحب أحد الافران يقول “الوضع مأسوي ولا يمكننا البقاء على الوتيرة عينها، اليوم قادرون على تأمين كمية محدودة من الخبز، غدا سنكون عاجزين عن تأمين هذه الكمية ما سيجبرنا على الإغلاق حتى إشعار آخر، ناهيك عن أننا توقفنا منذ 6 أيام عن تزويد المحلات التجارية بالخبز، الوضع لا يُحتمل فالخبز هو لقمة الفقير ولم يعد متوافراً لا للفقير ولا للغني”.

ربطة التنور تجاوزت الـ8 آلاف

وبالنسبة لنور “لا كلام  يعبّر عن الوضع المأسوي المهيمن، فالذل أصبح متواجداً في كل مكان، في محطات الوقود، في الصيدليات، داخل المستشفيات، في الأفران… ربطة الخبز العادي تجاوزت الـ4 آلاف ليرة، وربطة التنور أصبح سعرها 8 آلاف ليرة”.

اما جاد فيعتبر أن “العودة إلى ايام زمان من سابع المستحيلات، فالخير لم يعد متواجداً في هذا البلد بسبب فساد وسرقات حكامه، ربطة الخبز العادي بالكاد نتحمل سعرها فكيف سنتحمل كلفة التنور، يعني كيف ما برمتا مش زابطة، هلا بالريجيم”.

وأشارت سعاد الى ان سعر خبز التنور مرتفع ولا يمكنها الحصول عليه، ويبقى خبز الأفران أفضل، فكلفته أقل من التنور ويشبع أفراد الأسرة بشكل أسرع، وفي حال عدم ارتفاع سعر الطحين ستتمكن من إعداد الخبز بنفسها لأنه الحل الأنسب لديها في ظل هذه الظروف”.

إذاً بات من الصعب الحصول على أدنى مقومات الحياة، فالخبز الذي يُعدّ لقمة الفقير لم يعد متواجداً في الأسواق ومن الواضح أن الأزمة ستستمر في التفاقم وسنصل الى مرحلة ستتساوى كل الطبقات الاجتماعية مع بعضها لأن المواد الأولية للعيش لم تعد متوافرة للجميع.

شارك المقال