أربع سنوات كانت كفيلة بتغيير المشهد الاقتصادي اللبناني، وقدرة اللبنانيين وامكاناتهم لتجهيزات العيد المعروفة من شراء ثياب جديدة وضيافة الحلوى والزينة. تحولت الأساسيات إلى ضروريات، والكماليات لم تعد محسوبة، حتى حلول العيد أصبح يشكل مصدر قلق للعائلات بسبب قدرتهم المادية المحدودة.
تبدلت العادات عند أكثر من ٦٠ بالمئة من اللبنانيين، ولم يعد شراء الثياب ضرورة إلا للأطفال في حال توافرت القدرة، وأصبحوا يعتمدون على تبرعات الجمعيات والحملات. وتقول أم سليمان: “منذ ٣ سنوات يصلنا مبلغ ٢٠ دولاراً لكل طفل من أطفالنا من الجمعيات نستطيع من خلالها جبر خواطرهم، ولكن للأسف هذا العيد لم يصلنا أي شيء وفي الوقت نفسه راتب زوجي لا يتعدى الـ ٢٠٠ دولار ولدينا ٣ أولاد تتراوح أعمارهم بين ٧ و١٢ سنة ولن نستطيع شراء ملابس لهم”.
“الحالة بالكحالة” بحسب طريف. أ، الذي يشير عبر “لبنان الكبير” الى “أننا خرجنا للتسوق من أجل شراء ثياب لأطفالنا وتراوحت الأسعار للطقم كاملاً بين ٣٠ و٤٥ دولاراً، فاشترينا ثياباً للأصغر سناً ولم نتمكن من شرائها لولدينا المراهقين بعمر ١٥ و١٧ سنة اذستتعدى تكلفة الثياب لكل واحد منهما الـ ١٠٠ دولار”.
لا تخلو المحال من العروض واستغلال فرصة الأعياد، وهناك اقبال كثيف على عدد منها يضع حسوماً بين ٥٠ و٧٠٪ على طول طريق الشام الدولية من المصنع إلى تعنايل، وعلى طريق تعلبايا- سعدنايل وسوق زحلة الشعبي، غالبيتها محال “Outlet” أو ما يعرف بـ “البالة” الأوروبية باب أول وبأسعار أرخص بكثير من البضائع الموجودة في المحال الأخرى والمستوردة من تركيا وايطاليا.
أما بالنسبة الى الحلوى، فالشوكولا يبدأ سعره من ١٠ دولارات للكيلو، والنوعية الجيدة بـ ٢٠ دولاراً، بحسب صاحب محل للحلويات في البقاع. وبالنسبة الى الاقبال يقول: “لم نشعر منذ بداية الأزمة بتراجع في إقبال الناس على الحلوى على الرغم من الارتفاع المستمر للأسعار ولا سيما بين عيد الفطر وعيد الأضحى بسبب ارتفاع أسعار المواد الأولية والألبان، الناس تريد أن تشعر بالعيد ولو بضيافة الحلوى إذا أمكن”.
إيمان. ج، تؤكد وهي تشتري حلوى العيد من أحد المحال في البقاع “قد نستغني عن أي شيء الا عن الكعك وحلوى العيد حتى لو بكميات قليلة”.