ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر وفاة الطفل “ر.ش.ك.” ابن حيّ الدّنكور- بلدة العيرونية التي تقع ضمن قضاء زغرتا، بحيث لم يكن إعلان وفاته من مستشفى طرابلس الحكوميّ في القبة، خبراً عاديّاً، بل فاجعة صادمة، فبعد الحديث عن وفاته بسبب سقوطه من شرفة المنزل، لفتت معلومات صحافية إلى تعرّضه لعملية اغتصاب دفعت الجاني إلى رميه من الشرفة للتخلّص من هذه الجريمة وما قد يُرافقها من شكوك واتهامات في حال بقي الطفل على قيد الحياة.
وفق معطيات “لبنان الكبير” فإنّ الطفل مكتوم القيد، (والذي لا يتجاوز عمره السنة وسبعة أشهر)، كان وصل إلى المستشفى في حال حرجة وتوفي في اليوم التالي، وكشف عليه طبيبان شرعيّان، وأصدرا تقريرين تحدّثا عن وجود شبهات بتعرّضه إلى عملية اغتصاب.
وفي وقتٍ تتكتّم فيه المصادر الطبّية، خصوصاً تلك المرتبطة بالطبّ الشرعي، عن البوح بأيّة معلومة مرتبطة بهذه القضية أو نشرها، (على الرّغم من التسريبات التي تلفت إلى حصول عملية الاغتصاب فعلياً حتّى اللحظة)، تشير المعطيات الأمنية لـ “لبنان الكبير” إلى بدء التحقيقات حول هذه الحادثة التي وصفت بالكارثية لأنّها تمسّ فئة الأطفال تحديداً، ما دفع بالأجهزة الأمنية إلى توقيف ثلاثة أشخاص هم: والدة الطفل، والده وعمّه، بحيث تدور الشبهات حول ارتباط أحدهم بالجريمة أو تكتّمه عليها، فيما تلفت معطيات أخرى إلى تورط والد الطفل بهذه الحادثة، لكن لا معطيات رسمية تنفي هذه المعلومات أو تُؤكدها. الا أن أصحاب هذه المعطيات يشددون على أهمّية تطبيق العدالة في هذا الملف وأنْ “تُترك لتأخذ مجراها”، فيما يوضح مصدر متابع لـ “لبنان الكبير” أنّ “الشبهات ترتبط بعائلته فقط، بسبب وقوع هذه الحادثة في المنزل حسب التوقّعات والتحقيقات الأوّلية التي قد تُثبت جريمة الاغتصاب الواقعة، لكنّها في إطار التحقيق في صحّة حدوث جريمة رميه من الشرفة”.
إلى ذلك، حاول “لبنان الكبير” معرفة تفاصيل الحادثة من أبناء المنطقة الذين كانوا نفوا نفياً قاطعاً حصولها، ويقول أحد المخاتير في المنطقة لـ “لبنان الكبير”: “إنّ ما حدث لا يتعدّى كونه جريمة قضاء وقدراً تكمن في سقوط الطفل من الشرفة بعيداً عن الشبهات الأمنية”. فيما يُؤكّد أحد أقارب الوالدة أنّ “العائلة تسكن في المبنى نفسه، أيّ الوالدة والوالد مع العم الذي يقطن في الطبقة الأعلى، وسهر الوالدان عنده، فتسلّل الطفل فجراً من منزل والديْه إلى السطح ما أدّى إلى سقوطه ووفاته”، وهو السيناريو الذي تنفيه مصادر أمنية، وتلفت إلى رغبة بعض أفراد العائلة في حماية المجرمين والتّستر عليهم كي لا يتمّ كشفهم، فأطلق هذه السيناريوهات علناً كي يُصدّقها “البسطاء” من أبناء بلدته ومحيطه فقط لا غير. ويقول: “سمعنا من أحدهم أن لا تحقيق أجري مع الأم والأب، وهذا غير صحيح، فهذه جريمة وستُؤكّد التحقيقات صحّة حصول الاغتصاب وهوّية المغتصب بعد إجراء الفحوص اللازمة والمعروفة في هذه الظروف”.
ناشط قريب من البلدّة، يُؤكّد لـ “لبنان الكبير” أنّ العائلة التي تنتمي إلى العرب، وربما إلى “النور” حسب قول أبناء المنطقة، صُدمت من الخبر، لكنّها فوجئت بعدم تسليمها الجثة من المستشفى، ما أثار غضب بعض أفرادها الذي لجأ إلى إجراء اتصالات عدّة لمعرفة سبب “الاحتجاز” على حدّ قوله، “مع العلم أنّ ما يحدث مع الطفل حالياً لا يُعدّ احتجازاً، بل احتفاظ بالجثة لصالح التحقيقات”.
ويأمل الكثير من الشماليين في وصول المعنيين إلى الحقيقة التي لا يُمكن إخفاء أهمّية كشفها للرأي العام، خصوصاً بعد قضية وفاة الطفلة لين طالب والغصّة التي رافقت هذا الملف الذي لم تُكشف معالمه قضائياً، ولم تُنصفه العدالة حتّى اللحظة، كما بعد رصد الحكم القضائي الذي صدر شمالاً منذ أيّام، ووصل إلى “فرض عقوبة الأشغال الشاقّة لمدّة 68 عاماً، على المتهم ن.ر لإقدامه على مجامعة أطفاله الثلاثة، البالغين من العمر، 9 و11 و12 عاماً، وارتكابه الأفعال المنافية للحشمة بهم، لمرّات عدّة، وعلى امتداد سنة من الزمن، بعدما تركتهم والدتهم معه، للعمل والمبيت في مكان آخر، مبرّراً أفعاله الجرمية بخلافه مع زوجته، ورغبته في الانتقام منها”، ما يُشير إلى حجم المعاناة التي يُواجهها الأطفال محلّياً، “وما خفي كان أعظم”.