متحورات جديدة متوقعة… والقطاع الصحي تعترضه صعوبات

تالا الحريري

ما زال فيروس كورونا مستمراً في تسجيله للاصابات والوفيات، ويوماً بعد يوم تزداد الحالات الحرجة في ظل حدّة العوارض. والذي بات معروفاً أنّ ارتفاع الاصابات ورصد أول ثلاث حالات “دلتا”، كان بسبب الوافدين، حتّى صُنّف لبنان بين الدول العربية العشر الاولى من حيث ارتفاع عدّاد إصابات كورونا محتلاً المرتبة الرابعة. ورفعت حكومات الاتحاد الأوروبي لبنان وخمس دول أخرى من قائمة السفر الآمن، وهو ما يعني أن الزائرين القادمين من تلك الدول من المرجح أن يواجهوا قيوداً أكثر صرامة مثل إجراءات الفحص والحجر الصحي.

وقد ظهرت متحورات عدة جديدة في دول العالم مثل متحور C.1.2 في جنوب أفريقيا، ومتحور آخر في بريطانيا، وحذّر العلماء من أنّه يقتل واحداً من كل ثلاثة أشخاص يصابون به، إلى متحور “مو” الذي رصد في كولومبيا للمرة الأولى في كانون الثاني الماضي والذي تم تصنيفه “تحت المراقبة”.

ومن المتوقع أن يشهد لبنان دخول متحورات جديدة في ظل استقبال الوافدين من كل الدول. ويفيد رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي موقع “لبنان الكبير” بأنّ “أي متحور جديد يظهر في أي دولة متوقع له أن ينتشر في جميع أنحاء العالم لأن العالم صغير، وحركة الناس كثيفة. وفي ظل مواجهة دلتا، سيكون لبنان أمام اختبار صعب مع دخول أي متحور جديد خصوصاً اذا كان أخطر لأنّ القطاع الصحي في وضع لا يُحسد عليه”.

أمّا بالنسبة إلى آخر المستجدات، فقد أشارت منذ أيام دراسة إسرائيلية إلى أنّ فيروس كورونا يسبّب تراكماً في الكوليسترول وتالياً يؤدي الى التهاب الخلايا، وأنّ دواء “فينوفيبرات” (Fenofibrate) لخفض الكولسترول، يمكن أن يحدّ من إصابات كورونا الشديدة ويخفف بشكل فعال من الاضرار التي لحقت بخلايا الرئة، كما يوقف فيروس “سارس-كوف-2”.

وفي السياق، يقول عراجي: “ظهرت دراسات عديدة حتى الآن، ولكن لا يمكننا الاعتماد على دراسة واحدة، عادةً يجب إثبات ذلك من خلال أبحاث عديدة. علمياً، لم يُتخذ بعد أي إجراء بخصوص الموضوع. هناك عدّة أدوية تخفّف من حدّة كورونا نستخدمها منذ الموجة الاولى”.

وقد أعلنت وزارة الصحة، في بيان، عن إطلاق “باص التلقيح والفحص لكوفيد-19، وذلك لتشجيع ومساعدة المقيمين في البلدات والمناطق اللبنانية ذات نسب التلقيح المنخفضة والاصابات المرتفعة”. واشارت الى ان هذا الباص “يقدم خدمة التلقيح وفحص كوفيد-19، وفق جداول محددة سيعلن عنها لاحقا”.

ويتفق عراجي مع الوزارة ويقول: “هناك الآلاف من الأشخاص الذين لم يذهبوا بعد الى مراكز التلقيح، وبالتالي يمكننا مساعدتهم وتحفيزهم بهذه الطريقة على تلقي اللقاح، ربّما عندما يدخل الباص في الأحياء والشوارع تتشجّع الناس”.

وفي شأن القرار الاوروبي برفع اسم لبنان من قائمة الاتحاد للسفر الآمن، يجيب عراجي: “بالطبع السياحة يمكن ان تتأثر بهذا القرار، لكن عادةً هذا التصنيف يتغيّر خلال أسبوع أو اثنين بحسب الاصابات والوفيات التي تُسجّل ووفق المنحى الايجابي. نحن من فترة دخلنا في المرحلة الخضراء (المرحلة الآمنة) وهذه من اهم المراحل لكن بسبب دلتا تراجعنا، على الناس أن تلتزم بالاجراءات الوقائية”.

جرعة ثالثة

عالمياً، يعود الحديث الى ضرورة التلقيح بجرعة ثالثة، بخاصة بعد تراجع فعالية اللقاحات بوجود المتحور “دلتا”، إذ أعلن مسؤول في وزارة الصحة الفرنسية ان “فرنسا تأمل في إعطاء جرعة ثالثة من اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد-19 لنحو 81 مليون شخص بحلول مطلع الـ2022”. بينما أعلنت إمارة أبوظبي عن وجوب تلقي الأفراد الحاصلين على لقاح سينوفارم الصيني جرعة ثالثة معزّزة حتى تبقى حالهم خضراء في تطبيق “الحصن” الحكومي.

ويختم عراجي في هذا الاطار، “أصبح هناك توصية بالجرعة الثالثة، حيث أقرّت الـFDA إعطاء الجرعة للفئة العمرية 60 فما فوق. سيطبّق هذا الموضوع في لبنان اذا قطعنا شوطاً جيّداً بنسب التلقيح التي ما زالت تقارب الـ30%، أي إنّ النسبة ما زالت متدنية. بينما في أميركا سيبدأ في 20 أيلول اعطاء الجرعة الثالثة للجميع لأنهم قطعوا الـ8 أشهر من تلقي الجرعتين”.

شارك المقال