حملة مجهولة المصدر للإساءة للمرأة اللبنانية

راما الجراح

تصدّر هاشتاغ “تزوجني بدون مهر” موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” في لبنان وفي عدد من الدول العربية كالأردن ومصر وسوريا خلال الأيام الثلاثة الماضية. وتضاربت المعلومات حول ما إذا كان مصدر هذه الحملة هو لبنان أم لا، وأكد عدد من الناشطين أن هدف هذه الحملة هو الإساءة إلى اللبنانيات وبالأخص أن الصورة المستخدمة في الحملة تعود إلى لبنانيات شاركن في الانتفاضة على الوضع الاقتصادي بعد 17 تشرين وليس كما قال الخبر “المُفبرك” أنها تعود لتظاهرة تطالب بالزواج من دون مهر!

الناحية الدينية

حتى لو تبين لعدد من المواقع أن مصدر هذه الحملة من خارج لبنان، لكنها لاقت رواجاً واسعاً بين الفتيات والشباب في مواقع التواصل الإجتماعي وفتحت جدلاً بين مؤيد ومعارض لفكرة الزواج مع التخلي عن المهر الذي يُعتبر في الدين الإسلامي أساساً يحفظ حق المرأة.

وفي هذا الصدد، يقول الشيخ خالد عبد الفتاح لـ”لبنان الكبير” إن “المهر لم يكن يوما عائقاً أمام الزواج في لبنان، لأنه هو مُؤخر وليس مقدماً بمعنى “كأن لا اعتبار له”، والمشكلة ليست كما تصفه هذه الحملة بأنه في المهر، إنما في ما يُصاحب الزواج من تكاليف مادية مُرهقة تطالب بها المرأة غالباً، كتجهيزات البيت الكمالية لا الأساسية، وحفلة العرس الفخمة وغيرها مما يرهق كاهل العريس اللبناني وبالأخص في هذه الأوضاع التي لا يقوى عليها أساساً”.

ويشير إلى أنه “بدلاً من حملة تزوجني بلا مهر، أقول “تزوجني بلا تشدد” على الديكورات الفخمة والصرعات والعادات والتقاليد المُكلفة، أما المهر فلم يكن عقبة أبدا أمام زواج اللبنانيات ولا في أي زمن، ويجوز شرعاً أن تتنازل المرأة في الدين الإسلامي عن مهرها بعد أن يرافق العقد، وقال العلماء إن الشفاء يحصل بأن تتنازل المرأة عن مهرٍ وأن يأكل منه الرجل لأن الله في القرآن الكريم قال “كلوه هنيئا مريئا”، إذا لا إعتبار للمهر في لبنان”.

الناحية الاجتماعية

لم يكن ينقص اللبناني إلا أزمة جديدة تدخل حياته وتسلب تفكيره محاولاً إيجاد حل منطقي لها، لكن أين المنطق في كل ما يحصل في لبنان؟ وهل فعلاً لبنان يعاني من أزمة ارتفاع في نسبة العزوبية أو كما يسميها البعض “العنوسة” ولهذا السبب أُطلقت هذه الحملة؟

تقول المرشدة الاجتماعية هانية كنيعو إن “هذه الحملة ليست من مصدر لبناني، وهي مسيئة بشكل كبير للمرأة اللبنانية لأنها تعكس صورة سيئة عن المرأة بأن همنا الأول والأخير هو المهر وهذا غير صحيح بتاتاً، وهذه الحملة شُنت على المرأة اللبنانية ولم يعلم بها اللبنانيون إلا من طريق الصدفة وكأنها مقصودة، وأؤكد أن المرأة اللبنانية لديها ما تشغل نفسها فيه من علمها وعملها ونشاطها ما يغنيها عن التفكير في مسألة الزواج بمهر أو من دونه”.

وتضيف: “الأزمة الاقتصادية أثّرت بشكل كبير في مسألة الزواج في لبنان، وأصبح الشباب اللبناني يواجه عوائق كثيرة مثلاً لسحب قرض من البنك لتسيير أموره وهذه الأزمة تؤخر الزواج لكن هذا لا يعني أن تصل الأمور إلى أن تتنازل المرأة عن حقوقها التي شرّعها لها الله فقط كي تتزوج”.

وتتابع كنيعو بغضب: “وصلت الأمور بهم إلى القول إن اللبنانيات يتزوجن مجاناً، كم تحمل هذه الجملة كمية من الاستهزاء والاستخفاف بالفتاة اللبنانية، وكأنه “فتحوها دعارة” عالسوشيل ميديا، وهذا استغلال كبير للمرأة اللبنانية وكأنها سلعة بين أيديهم، ويجب أن لا يخفى عن الجميع أن اللبنانية عندما تنوي الزواج تكون مستعدة لهذه الخطوة من كل الجوانب وليست بحاجة إلى مهر حتى يكتمل زواجها”.

أطلقوا هذه الحملة اليوم لأن “جسمنا لبّيس”، فالأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها لبنان والشعب اللبناني يمكنها أن توحي بجديّة حملة كهذه. تبّاً لحكامنا الذين أوصلونا إلى مرحلة المساس بسُمعتنا واستغلالنا بسبب أوضاعنا الصعبة…

شارك المقال