fbpx

النزوح إلى طرابلس: تضامن مشوب بالحذر!

إسراء ديب
إسراء ديب
تابعنا على الواتساب

يُوحي بعض المراقبين الشماليين بأنّ النزوح الجنوبيّ والبقاعيّ إلى طرابلس والشمال لن يكون بمنأى عن بعض عمليات الاستفزاز أو النعرات المثيرة للفتن لا سيما السياسيّة منها بين الجهتيْن المتناقضتيْن لا في مبدأ محاربة العدو الواحد، بل بمبدأ سياسيّ مختلف يُتيح لأيّ جهة دينية أو سياسية اللعب على وتره الحساس في زمن الحرب.

ولا يخفى على أحد “حساسية” طرابلس التي شهدت حروباً واضطهاداً تاريخياً ازدادت وطأتهما خلال السنوات القليلة الماضية مع تدهور الوضع في البلاد عموماً، لكنّ هذه المدينة التي اعتادت إيواء النازحين السوريين في أزمتهم من دون مقابل بعد الحرب التي فتكت بسوريا وأهلها، لا يُستغرب اليوم استقبالها أبناء الوطن في محنتهم “القسرية”، في وقتٍ يُؤكّد فيه المراقبون أنّ احتضان أبناء طرابلس للنازحين يُعدّ خطوة وطنية مهمّة ومفصلية نظراً الى ارتباط أهل المدينة بالقضية الفلسطينية وإيمانهم بأنّ محاربة العدو الاسرائيليّ جهاد ونصر، لكن لا يُمكن إغفال حادثتيْن وقعتا في اليوم عينه أثناء استقبال النازحين، (ويُمكن عبر الحادثتيْن التحذير من المرحلة المقبلة في حال استمرار فوضى الحرب)، إحداها في جبل محسن وثانيها في منطقة القبّة.

ومن جبل محسن، حيث ألقيت قنبلة منذ ساعات وقيل إنّها استهدفت النّائب حيدر ناصر، فيما اتهم بعض الجهات المجلس الإسلامي العلوي بارتكاب هذا الفعل لعرقلة افتتاح ناصر لمدرسة القبّة الثانية لإيواء النّازحين فيها، ينفي مصدر من جبل محسن عبر “لبنان الكبير” هذه الأقاويل، معتبراً أنّ موضوع القنبلة لا علاقة له بالنازحين أو بالمجلس. ويقول: “في ظلّ مداهمة أمنية على تجار أو مروّجي المخدّرات في جبل محسن وتحديداً بالقرب من مدرسة أبي فراس الحمداني حيث كان يوجد النّائب، ألقى التاجر قنبلة على القوى الأمنية وصودف مرور النّائب حينها، ومن المعروف أساساً أنّ التاجر حين يُداهم أمنياً، سيقوم تلقائياً إمّا بإشهار سلاحه أو رمي قنبلة”.

وعن المجلس العلويّ، يُرحّب مدير مكتب رئيس المجلس الشيخ أحمد عاصي عبر “لبنان الكبير” بالنازحين الجنوبيين، مؤكّداً ألّا خضة أمنية أو اجتماعية رافقت عملية استقبال المواطنين من الجنوب في الجبل الذي “أمّن حتّى اللحظة 66 شقة لهم ويُحاول مساعدتهم”، موضحاً أنّ بيانات المجلس الصادرة، تلفت إلى حقيقة التحرّكات التي يُجريها هذا الصرح لاستقبال النازحين بأحسن صورة، “ومنذ اللحظة الأولى، طلب رئيس المجلس الشيخ علي قدّور عقد اجتماع ضروريّ وفعّلنا خلية أزمة تضمّ رؤساء اللجان التي تعمل بتكليف من الرئيس، ومهمّتها الإشراف على أوضاع أهلنا النازحين، وتأمين المستلزمات اللوجيستية كافة لهم عبر فتح المدراس بالترتيب في جبل محسن، وجمع تبرّعات من جهات وفعاليات مختلفة، وتمّ اعتماد مدرسة بعل محسن الرسمية وتكميلية القبة الثانية الرسمية المختلطة كمركزيّ إيواء تحت إشراف المجلس الاسلامي العلوي مباشرة، وما زلنا نعمل على تأمين مدرسة جديدة”.

وإلى القبّة، حيث انتشر مقطع مصوّر يُؤكّد اعتراض بعض الشبان سيارة أحد النازحين، تحمل صوراً وشعارات لـ “حزب الله” كما رُصد سلاح حربيّ فيها، فقال أحدهم له: “يلي بدّه يحط صور نصر الله يضل عنده بالضاحية”، يُؤكّد مصدر من المنطقة لـ “لبنان الكبير” أنّ “الشبان لم يعتدوا على صاحب السيارة ولم يستفزّهم وجود النازحين، بل الشعارات التي حملتها السيارة والقلق الذي انتابهم حين رأوا صورة الأمين العام للحزب الذي يُدرك القاصي والداني موقف المدينة منه”، مشيراً الى أنّ “القوى الأمنية لم تُلقِ القبض على أحد بسبب رفض أهالي المنطقة، لكن لا بدّ من وضع حدّ للشعارات أو للاستعراض الحزبيّ”.

متابع قانونيّ لهذه الحادثة، يُشير لـ “لبنان الكبير” إلى أنّ الأسلحة الحربية التي تحدّث عنها الاعلام كانت عبارة عن “مسدس”، ويقول: “من واجبنا استقبال أبناء الوطن، ويجب أنْ نتجنّب الفتنة ونقيّدها لأنّ النازح كان مسالماً، لكنّه أخطأ حين استفزّ الطرابلسيين الذين يشعرون بجرح عميق بسبب الحزب مباشرة، وفي حال طالت الأزمة، لن نكون أمام فتنة إلّا إذا قام البعض بجرّ الفئتيْن إليها، كما كان مستفزاً وضع بعض أبناء القبّة لافتة في المقابل كُتب عليها: “أهلاً وسهلاً بكم في مدينة السيّدة عائشة عليها السلام ابنة خليفة الرسول أبو بكر الصديق، زوجة رسول الله وأحبّ نسائه)، إذْ ليس من ثقافتنا الاستفزاز والشعارات في غير وقتها بل ثقافتنا إكرام الضيف وهذا طابع معظم الطرابلسيين”.

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال