مليارات الخير في البقاع: مبادرات للنجاة بانتظار المعجزة

راما الجراح

الظروف القاسية لم تقف عائقاً أمام الخيّرين، وشهر رمضان، شهر الخير والعطاء أبى أن يبخل بكرمه هذا العام، فرغم صعوبة الأوضاع المعيشية، جاء من يلبي حاجة أولويات لا يمكن غض النظر عنها أو تجاهلها، في منطقتي البقاع الغربي والأوسط، إذ تفاجأ الناس بالمبادرات التطوعية الفردية والتي تقوم بها جمعيات متعددة الاتجاهات والتي تصدرت المشهد في غالبية القرى، مؤكدة أن الوقوف إلى جانب بعضنا البعض واجبٌ وليس مِنّة من أحد.

١٥٠٠ حصة غذائية من فاعل خير

“ما يزيد عن ١٥٠٠ حصة غذائية تم توزيعها في عدد من بلدات البقاع الغربي وراشيا تضمنت الحصة الواحدة مواد غذائية بحوالي مليون ليرة لبنانية.

” فاعل خير” نتحفظ عن ذكر اسمه بناءً لطلبه قام بهذه المبادرة الفردية، خدمةً لأهله وأحبابه في منطقته، بالتعاون مع ثلة من شباب المنطقة، وعلم موقع “لبنان الكبير” أن هذه المبادرة الكبيرة كان يشرف عليها رئيس بلدية كامد اللوز الأسبق علي صفية “لإدارة الأمور كما يجب”.

 وفي حديث لنا مع صاحب المبادرة يقول: “قمتُ بهذه المبادرة لأنني من الناس ومصابنا واحد في هذه الظروف الأليمة التي نمر بها”، مشيراً إلى أنه “تم توزيع الحصص بشكل متفاوت بين البلدات بحسب الاكتظاظ السكاني، وكان المعيار الوضع الاجتماعي والاقتصادي لكل بلدة، حيث كانت الحصة الأكبر للمتعففين، الأرامل، الحالات الاجتماعية ذات الدخل المحدود، والذين يعانون من أمراض مزمنة ويتكبدون مصاريف عالية”.

ويفيد أنه” تم أيضاً توزيع بعض المساعدات النقدية على بعض العائلات الذين لديهم أوضاع خاصة وبونات من المازوت للتدفئة”.

الانطلاق نحو التوزيع
الانطلاق نحو التوزيع

جمعية” نحن حدكم”

الظروف الحالية التي نمر بها والجائحة التي اجتاحت البشرية فرضت على  الناس مساعدة بعضها البعض، يقول الشيخ وليد اللويس وهو عضو في اللجان المشرفة على أعمال الخير: “شهد البقاع عامة وبرالياس خاصة حالة ممتازة وحركة طيبة في المبادرات الإنسانية والمدنية والأهلية التي تسعى إلى التخفيف عن كاهل الناس في ظل هذه الظروف الصعبة”.

ويضيف: “من هذه المبادرات مبادرة جمعية “نحن حدكم”، وهي مبادرة للعام  الثاني على التوالي، فبعدما استطاعت جمع مبلغ ٣٠٠ مليون ليرة لبنانية العام الماضي وتم توزيعها على ١٥٠٠ عائلة بمعدل ٢٠٠ ألف ليرة لبنانية للعائلة الواحدة، هذا العام استطاعت الجمعية نفسها جمع مبلغ مليار و ٣٠٠ مليون ليرة لبنانية ويتوقع أن يتم توزيعها على حوالي ٢٥٠٠ عائلة”، مشيراً إلى أن “الحاجة أصبحت ماسة أكثر وارتفعت نسبة البطالة أيضاً والغلاء المعيشي”، موضحاً أن حصة العائلة الواحدة ستكون ٥٠٠ الف ليرة لبنانية وأيضاً المساعدة عبارة عن مبلغ مالي وليس مساعدات عينية”.

مبادرة “كرتونة رمضان”

ويقول اللويس: “هناك مبادرة نادي النهضة تحت اسم “كرتونة رمضان” وحتى الآن يوجد حوالي ٥٠٠ كرتونة سيتم توزيعها على ٥٠٠ عائلة”، مشيراً إلى أن  “نادي النهضة أعاد إطلاق المبادرة مرة ثانية لتوسيع دائرة الناس المستفيدة منها مع إضافة سلة خضار للكرتونة واللحوم والدجاج”.

شباب تحب الخير

ويضيف أيضاً هناك “جمعية شباب تحب الخير” وأطلقت مبادرة هذا العام لمساعدة العائلات المتعففة ولديها عدة أبواب: موضوع الكرتونة الغذائية، مساعدة “بحرك غاز” في شهر رمضان، ودفع فواتير الكهرباء للعائلات الفقيرة”.

لِــ “بلدتي”

“من المرج إلى المرج” الحملة التي أطلقتها جمعية لِـ “بلدتي” وحصدت الكثير من التبرعات من أهل الخير في البلدة نفسها مقيمين ومغتربين.

ويقول المسؤول في الجمعية خالد السيد لــ” لبنان الكبير”: “ما إن أعلنّا عن حملتنا حتى بدأت تنهمر علينا التبرعات من كل حدبٍ وصوب ووصلنا إلى ما لم يكن متوقعاً”، ويضيف: “استطعنا أن نكفل أكثر من ٥٠ عائلة في البلدة طيلة الشهر من خلال تأمين حصة غذائية تحتوي على (خضار، حبوب، زيت، معلبات) بالإضافة إلى بونات غذائية لشراء (اللحم والدجاج والغاز).

ويتابع: “كما أننا قمنا بنشاط توزيع أكثر من ٢٥٠٠ إمساكية رمضانية على أهل البلدة”، مشيراً إلى أنه “في ظل جائحة كورونا وبفضل الخيّرين استطعنا تأمين ١٢ مكنة أوكسجين للمرضى من فئة الـ ٥ ليتر”.

وعن الحالة الصحية الصعبة والارتفاع بأعداد الإصابات والوفيات بكورونا يقول: “قمنا وبالتعاون مع البلدية ومساندة الخيرين إنشاء مغسل لغسيل ضحايا كورونا، ونجحنا في تدريب عدد من الشباب والشابات على ذلك، هذه المسألة التي ساهمت باستمرار المشروع إلى يومنا هذا مع تأمين كل الحاجيات من اللباس الخاص والمستلزمات الوقائية”.

مونة أساسية
مونة أساسية

رابطة شباب سعدنايل

يقول رئيس الرابطة عمر الحلبي لــ”لبنان الكبير” إن”الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد أثرت بشكل مباشر وكبير على حملة إفطار صائم التي أطلقناها للعام التاسع على التوالي”.

ويوضح: “اعتادت الرابطة تقديم ما يفوق الــ٢٠٠٠ وجبة إفطار يومياً في شهر رمضان من كل عام، ولكن بسبب الظروف الصعبة التي وصلت إليها البلاد نُخرج هذا العام يومياً من ١٥٠ إلى ٢٠٠ وجبة كحد أقصى”، الوجبة الواحدة تكفي لــ٥ أشخاص ومكونة من (أرز مع لحم، صفيحة بعلبكية، صحن فتوش، تمر، وربطة خبز)، يبدأ بتجهيزها قلة من الشباب المتطوعين منذ الساعة ١٢ ظهراً وتنطلق سيارات توزيع وجبات الطعام عند الساعة ٦ عصراً”.

ويؤكد الحلبي: “مهما قست الظروف سنبقى في استمرارية في العمل الخيري ولو وصلت بنا الأمور لتوزيع وجبة واحدة يومياً”.

مبادرات متنوعة

الخير لا ينتهي في نفوس أهل البقاع، ومهما طال الحديث عن مبادراتهم الخيرية لا ينتهي، فمن لجنة الزكاة في بلدة المرج، إلى حملة “تكافل للكل كفاية للكل”، إلى جمعية “التعاون والعمل في القرعون”، إلى جمعية “الروحاء الخيرية” في خربة روحا، وجمعية “أهلك وناسك”، وغيرها من الجمعيات، حيث يجري تقديم مبالغ مالية للعائلات المتعففة بالإضافة إلى تأمين حصص غذائية وتأمين أدوية لحالات الكورونا، بالإضافة إلى حالات الأمراض المستعصية مع بداية ظاهرة انقطاع الدواء من الصيدليات، بالإضافة إلى العديد من مبادرات “إفطار صائم”.

عندما نرى هذه الجهود الكبيرة والمبادرات اللافتة من اللبنانيين إلى اللبنانيين، نُدرك أننا ما زلنا بخير رغم الأمل الضئيل بالنجاة من غرق السفينة الذي يمكن أن يكون قريباً… بانتظار معجزة!.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً