بعد بطولة آسيا… عين باسيل على الأولمبياد

رياض عيتاني

لا تكل الرامية راي باسيل ولا تمل من تحقيق البطولات والألقاب التي تشرف لبنان في المحافل الخارجية، وآخرها تأهلها أمس الى دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي ستقام في العاصمة الفرنسية باريس عام 2024 بعدما أحرزت الميدالية الذهبية في بطولة آسيا للرماية من الحفرة الأولمبية (فئة التراب) التي أقيمت في كوريا الجنوبية.

ونجحت باسيل في الحلول بالمركز الأول في أرفع مسابقة قارية ضامنة المشاركة في الأولمبياد المقبل وهي مشاركتها الرابعة على التوالي في الأولمبياد بعد لندن (2012) وريو دي جينيرو (2016) وطوكيو (2020).

وستسعى باسيل، المولودة عام 1988، الى تحقيق ميدالية لبنان (آخر ميدالية أحرزها لبنان كانت عام 1980 في أولمبياد موسكو بواسطة لاعب المصارعة الراحل حسن بشارة) التي طال انتظارها في الأولمبياد المقبل.

 طموح بلا حدود

تعتبر الرماية غريزة بالنسبة إلى راي التي بدأت مسيرتها بفكرة شجعها والدها عليها ودفعتها إلى اكتشاف موهبتها في استخدام السلاح والرماية وتصبح رامية متمرسة.

وفي هذا السياق، قالت باسيل: “مستعينةً بشغفي كسلاح وثقتي بنفسي كرصاصة، أشق طريقي كل يوم في بيئة كانت مخصصة منذ زمن غير بعيد للرجال فحسب، أما اليوم فبإمكاني أن أقول بكل فخر إنّ نجاحي وصوتي قد شجّعا بلداناً عربية أخرى على السماح للنساء بالمشاركة في هذه الرياضة والتنافس فيها”.

وفي السيرة الشخصية لباسيل عشرات الألقاب المحلية والعربية والقارية والدولية منذ دخولها عالم الرماية قبل نحو عقدين وكانت في سن الـ15 من عمرها.

وعن الصفات التي يجب أن تتوافر في أي رامٍ، تقول باسيل: “يجب أن تكون لديك الموهبة إضافة الى الرغبة، وأن تصل إلى المستوى العالمي فهذا أمر صعب إن لم تمتلك هذه المؤهلات، خصوصاً أنها تحتاج الى تدريبٍ يومي وبصورة دائمة، أي لا يمكنك ترك يوم أو يومين من دون القيام بتمرينات”.

وتحدثت راي عن الدعم المالي، وكلفة هذه الرياضة: “يومياً لديك ثمن الصحون (الأهداف التي يتم التصويب عليها) وكذلك الخرطوش، كما أن هناك الدعم المعنوي من الأشخاص الذين يقفون إلى جانبك”.

ولدى سؤالنا لها عن الأمور التي تنقص لبنان على مستوى الرماية لتحقيق إنجازات أكبر، أجابت: “في البلدان الأخرى تُصرف على هذه الرياضة أموال طائلة، وقيمة الميدالية الذهبية في بعض البلدان تقارب الـ100 ألف دولار أميركي وربما أكثر، فالرماة في العديد من الدول مجهزون طوال العام ولديهم الادارة والدعم المالي، بينما في لبنان فإن الميزانية محدودة للغاية، وأنا دائماً أقول إن الرياضة عموماً في بلدنا يجب أن تحظى بميزانية واهتمام أكبر، لأنها المتنفس الوحيد في ظل الأوضاع الحالية، خصوصاً أن تحقيق إنجاز في الخارج يعتبر أمراً مهماً لرفع اسم الوطن ووضعه على الخريطة الرياضية”.

وتضيف راي في هذا الصدد: “من المفترض أن تكون لدى وزارة الشباب والرياضة إمكانات ودعم مالي أكبر، وبالتالي ستكون قادرة على تمويل الاتحادات، لكن في حال كانت قدرتها محدودة فهي لن تتمكن من تغطية جميع الرياضات بالشكل الكافي، مع العلم أنها تحاول التوفيق بين الاتحادات كافة مع بعض الاختلافات في بعض الوقت، لكنني أؤمن بضرورة إيلاء أهمية أكبر للألعاب الفردية التي من شأنها تحقيق إنجازات. وعلى الرغم من كل الظروف أحاول عدم اليأس. هو أمرٌ صعب أن يكون لديك عمل ثم عليك الذهاب الى التدرب وبعدها خوض المنافسات، تحتاج إلى مجهودٍ كبير وتضحية، ربما لو لم يكن حلمي تحقيق ميدالية أولمبية لكنت تركت منافسات هذه الرياضة، لكن بداخلي حافز يدفعني الى المتابعة حتى لو واجهت الصعوبات”.

شارك المقال