الأنصار يضيع بوصلة الانتصارات… وبداية متعثرة للجوهري

رياض عيتاني

لنادي الأنصار حكايات طويلة مع البطولات والألقاب، وصولات وجولات في الملاعب العربية والآسيوية، فقد عرف هذا النادي البيروتي عزه وألقه مع المدير الفني الراحل عدنان الشرقي ما بين الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وغابت الكؤوس عن خزائنه لفترة طويلة وهو الآن يعاني من “الشح” في الألقاب والتذبذب في المستوى الكروي.

وأكد التعادل الصعب مع الراسينغ 2 – 2 معاناة الأنصار الفنية المتواصلة منذ بداية الدوري الحالي، علماً أن الفريق الأخضر خاض أمام الراسينغ المباراة الأولى بقيادة مدربه الجديد يوسف الجوهري، بعد رحيل المدرب المغربي ادريس امرابط.

وفي هذا الموسم بدأ فريق الأنصار بخطوة ناقصة في الدوري، وعلى الرغم من الاهتمام الذي يوليه الرئيس الحالي نبيل بدر للفريق إلا أن ثغرة ما تم اختراقها بطريقة غير متوازنة، فعلى الصعيد الفني استغني عن وجوه كثيرة فسرها البعض بأن لا مبرر لها أو استغرب طريقة حدوثها، كما تم التعاقد مع لاعبين محليين وأجانب قبل أن يتم تعيين المدير الفني المغربي امرابط الذي من المفترض أن تكون هذه الأمور من صلاحياته ويتحمل تبعاتها فجاء السقوط الفني في أرض الملعب وبدا الانسجام غير واضح بين القاعدة والقيادة، أضف إلى ذلك غياب الجمهور بسبب الحرمان الاتحادي.

ما الفارق بين أنصار عدنان الشرقي وأنصار اليوم؟

في الماضي كان رئيس النادي سليم دياب الذي يعتبره البعض الرئيس التاريخي للنادي يولي الثقة العمياء لمديره الفني عدنان الشرقي الذي يعرف كيف يضبط اللاعبين بشدته من جهة وكيف يتودد إليهم ويجعلهم يحبونه من جهة ثانية، فكان يمسك العصا من النصف جامعاً بين اللين والقوة، وكانت العلاقة متماسكة بين الادارة والجهاز الفني واللاعبين بل كان ولاء اللاعب مطلقاً لقميص النادي وشعاره.

وفي عهد الرئيس الحالي نبيل بدر الذي يمكن القول بأنه الممول الوحيد ولا يبخل إطلاقاً من الناحية المالية، تذبذب وضع الفريق ما بين سنة وأخرى، وهذا يعود إلى عدم الاستقرار على جهاز فني موحد وتغيير دوري في اللاعبين ما يجعل الفريق في حالة لاانسجام ولااستقرار.

ويسعى الزعيم الى خطف اللقب والوصول إلى اللقب الـ15 في تاريخ النادي العريق، وتعزيز رقمه القياسي في الدوري اللبناني، لكنه بدا بعيداً عن شخصية الفريق القادر على المنافسة. وأظهرت عروضه قلة حيلته تكتيكياً. وغاب التجانس بين خطوطه على الرغم من الأسماء اللامعة التي تضمها صفوفه. وخسر الأنصار الكثير من النقاط لغياب روح المجموعة، مع أنه يمتلك أكثر من نجم قادر على صناعة الفارق، إلى جانب هبوط مستوى لاعبيه الأجانب، وعدم قدرة اللاعبين أصحاب الخبرة في الفريق على إيجاد الحلول المناسبة لرفع المستوى وتحسين نوعية الأداء.

والمستغرب هو غياب الأسماء الكبيرة عن مستواها. وعلى مستوى التكتيك الهجومي هناك إنعدام تفاهم بين أخطر ثنائي في الدوري (حسن معتوق والحاج مالك) ومن خلفهما نادر مطر. وهذا الأمر يعكس الصعوبة الأنصارية كمنظومة فريق، علماً أن الأنصار لديه شباناً من الممكن أن يقدموا أنفسهم بصورة جيدة أمثال حمزة الحسين ومحمد حبوس ويوسف الحاج.

شارك المقال