“خلط أوراق” في بطولة السلة… ومصير الحاج على “كف عفريت”

رياض عيتاني

تتواصل الاثارة في بطولة لبنان لكرة السلة، جولة بعد جولة، مؤكدة اختلافها عن سابقاتها من البطولات، لناحية اتساع رقعة التنافس وتضييق الفوارق بين أندية المقدمة “الغنية” مادياً، وبالتالي “فنياً” بامتلاكها اللاعبين المحليين المميزين، وبين الأندية التي تحاول فرض وجودها بين الكبار، فكان قانون الأجنبي الثالث على أرض الملعب في صالحها كونها لا تملك أكثر من لاعب واحد من لائحة النخبة، فارتفع منسوب المفاجآت، التي بدأت من الجولة الأولى وصولاً الى السادسة، التي شهدت “تمرّداً” من فريق الانترانيك على بطل “الدوحة الدولية و”العرب” فريق بيروت الذي فاز في النهاية بفارق نقطة واحدة 93-92.

واذا كان الحكمة عانى في الجولة الخامسة أمام ميروبا قبل فوزه بفارق سلة، فإنه تعلّم الدرس جيداً وفاز بسهولة في افتتاح الجولة السادسة على NSA 77-59، قبل توجهه الى العراق لمواجهة النفط في بطولة “وصل”، التي ذهب اليها النادي الرياضي لمواجهة الوحدة السوري الخميس، بعد أن تعلم الدرس أيضاً من سقوطه في الجولة السادسة أمام هومنتمن 98-97 وفاز على هوبس 87-76 في افتتاح الجولة الىسابعة الاثنين، لكن من دون أن يقدّم هيبة المارد الأصفر الذي أحرز اللقب العام الماضي، وكل ذلك محوره اللاعبون الأجانب، وعلى ما يبدو فإن التغيير بات وشيكاً في الفريق الأصفر.

معضلة الحاج

من جهة ثانية، قدّم الاتحاد اللبناني عرضاً جديداً للمدرب جاد الحاج لمواصلة مسيرته على رأس الجهاز الفني لمنتخب لبنان، خلال الاجتماع الذي جرى بين عضو الاتحاد مارون جبرايل والمدرب الذي يُشرف حالياً على تدريب فريق الحكمة، بعد أن كان مدرباً لفريق دينامو طوال الفترة السابقة التي حقق فيها نجاحات لافتة مع المنتخب.

الحاج كان ذكر في لقاء إعلامي أنه سيعتبر نفسه مستقيلاً اذا لم يتأهل المنتخب الى الأولمبياد مباشرة من خلال منافسات كأس العالم، لكن الاتحاد اللبناني للعبة، لم يرغب في أن تنتهي المسيرة الناجحة للحاج عند هذا الحد، فكان الاجتماع الرسمي الأول به بعد كأس العالم وتقديم العرض وانتظار الجواب في الأيام القليلة المقبلة.

نجاح لافت للمدرب الشاب

عند استلام المدرب جاد الحاج مهمة قيادة الجهاز الفني لمنتخب لبنان خلفاً للمدرب جو مجاعص، كان الهدف الرئيس هو التأهل الى كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخ كرة السلة اللبنانية، وكبر هذا الطموح مع نجاح المدرب الجديد في قيادة المنتخب الى إحراز لقب كأس العرب في البطولة التي أقيمت في دبي في الامارات العربية المتحدة في كانون الثاني من العام الماضي، معلناً عودة كرة السلة اللبنانية الى سابق مجدها.

لم تكن العودة عربية وحسب، فلبنان الذي سبق له الحلول وصيفاً في كأسي آسيا 2001 و2005، كرّر الإنجاز عينه في 2022 على يدي الحاج وتلامذته بعد الوصول الى نهائي البطولة القارية العام الماضي في العاصمة الأندونيسية جاكرتا، لكنه خسر النهائي أمام المنتخب الاسترالي.

أصغر مدرب لبناني في المونديال

الإنجاز الآسيوي امتدّ عالمياً، بعد النجاح في التأهل الى مونديال السلة، وهو الهدف الذي وضع منذ البداية وتحقق، لكن التأهل شيء والمنافسة على أعلى مستوى شيء آخر، خصوصاً، أن القرعة كانت قاسية، حين وضعت منتخب لبنان في المجموعة الثامنة الى جانب منتخبات كندا ولاتفيا وفرنسا، فتلقى هزائم قاسية في المباراتين الأولى والثانية ومنطقية في الثالثة، لتتوجه أقلام الانتقادات الى المدرب الشاب، على الرغم من معرفة الجميع بقوة المنتخبات الثلاثة وهو ما تأكد من خلال حلول المنتخب الكندي في المركز الثالث واللاتفي في المركز الخامس في البطولة العالمية.

جاد الذي يعد أصغر مدرب يقود منتخب لبنان، قال قبل بدء كأس العالم: “ذاهبون الى حرب”، وبالفعل كانت حرباً ولكن غير متكافئة، فعلى الرغم من تقدمّنا عربياً وآسيوياً، الا أن المنافسة على مستوى العالم لا تزال صعبة، فكان الهدف قبل الذهاب الى أندونيسا المضيفة الى جانب الفليبين واليابان، محاولة خطف بطاقة التأهل المباشرة الى أولمبياد باريس، فقاتل رجال جاد الحاج، وحققوا فوزين على ساحل العاج وايران الا أن البطاقة المباشرة ذهبت الى اليابان التي استفادت من أرضها لتحقق ثلاثة انتصارات وتتأهل وحلّ لبنان ثانياً على صعيد تصنيف المنتخبات الآسيوية في البطولة، على اعتبار أن أستراليا ونيوزيلندا محسوبتان على القارة الأوقيانية في التأهل الى الأولمبياد.

شارك المقال