استراتيجية جديدة متكاملة للرياضة السعودية

رياض عيتاني

تركزت أنظار العالم خلال الأشهر الأخيرة، على المملكة العربية السعودية، ولم يكن النفط هذه المرة محور الاهتمام، بل انصبّ حول استثماراتها في الرياضة، وكيفية تطورها بوتيرة متسارعة خلال 7 سنوات منذ الاعلان عن “رؤية 2030”.

المتابع للاستثمارات الرياضية السعودية، يلاحظ أمرين أساسيين: الأول يتمثل في نطاقات الاستثمارات المتنوعة، والتي تمتد من الرياضات القتالية، إلى رياضة إبرام الصفقات ورجال الأعمال أي الغولف. والأمر الثاني اللافت يتمثل في طبيعة هذه الاستثمارات وتدرّجها، إذ بدأت عملياً على شكل فعاليات لجذب النجوم العالميين إلى المملكة، لتتطور بعدها إلى تنفيذ صفقات بمليارات الدولارات، حوّلت السعودية إلى لاعب دولي بالاستثمار الرياضي.

نقطة البداية

انطلقت كرة ثلج الاستثمارات السعودية في الرياضة رسمياً عام 2016، كإحدى مبادرات “رؤية 2030” التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وتستهدف بصورة أساسية تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط.

بعد عامين من هذا التاريخ، تمّ إطلاق برنامج “جودة الحياة”، وتدعيمه بتمويل مخصص لتحويل المملكة إلى وجهة عالمية للفعاليات. وكانت الباكورة استضافة بطولة العالم في الملاكمة للوزن الثقيل بين أنتوني جوشوا وآندي رويز جونيور.

عقب هذا الحدث، كرّت سبحة الفعاليات في السعودية، وأصبحت وتيرتها أكثر شمولية. وكان أبرزها تأسيس جائزة السعودية الكبرى لـ”فورمولا 1” التي انطلقت للمرة الأولى في 2021. 

التنس… فرصة جديدة للاستثمار

بعيداً عن السيارات، وضعت السعودية عينها على رياضة التنس. ففي 2019، أعلنت تأسيس بطولة الدرعية للتنس، وضمّت أسماء عالمية على غرار الروسي دانييل ميدفيديف الذي حاز على اللقب حينها.

في حزيران الماضي، كشف رئيس اتحاد اللاعبين المحترفين أندريا جاودينسي لصحيفة “فاينانشيال تايمز”، وجود مناقشات “مثمرة” مع “صندوق الاستثمارات العامة” في ما يتعلق بضخ الأموال، وهو ما يمكنه أن يدفع عجلة التقدم في مجالات مثل الاعلام والبيانات والتكنولوجيا الخاصة بلعبة التنس.

الكريكيت

الكريكيت أيضاً من ضمن الرياضات التي يمكن أن تشهد دخولاً سعودياً إليها، إذ توجه المملكة أنظارها نحو اللعبة التي تُعتبر ثاني أكثر لعبة شعبية في العالم بعد كرة القدم. وسبق لرئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للكريكيت الأمير سعود بن مشعل آل سعود أن لمّح إلى هذا الاهتمام، من خلال قوله إنه يريد تحويل البلاد إلى “وجهة عالمية” لهذه اللعبة.

طفرة كرة القدم

الانجاز الاستثماري السعودي رياضياً، تمثل في صورة أساسية باللعبة الأكثر شعبية في العالم، أي كرة القدم.

عملت المملكة خلال العامين الماضيين على إحداث قفزة نوعية في الدوري السعودي، فجذبت عشرات الأسماء العالمية على غرار كريستيانو رونالدو، نيمار، ساديو ماني وكريم بنزيما. وكان أحد أنديتها قريباً من ضم النجم المصري محمد صلاح مقابل مبلغ تجاوز الـ 200 مليون دولار، وفق تقارير عدّة، لكن نادي ليفربول رفض العرض.

كما حاول أحد أندية المملكة جذب الأرجنتيني ليونيل ميسي بحزمة رواتب ضخمة، لكنه اختار الانضمام إلى “إنتر ميامي” في الولايات المتحدة بدلاً من ذلك.

شارك المقال