مهمة صعبة لرادولوفيتش مع منتخب لبنان

رياض عيتاني

يساعد المدير الفني المونتينغري ميودراغ رادولوفيتش في مهمته القديمة – الجديدة مع منتخب لبنان خلفيته ومعرفته بشؤون كرة القدم اللبنانية وشجونها، إذ سبق له أن شغل هذا الموقع في فترة سابقة. ولكن ذلك لا يعني أن طريقه ستكون مفروشة بالورود إذ يعاني المنتخب مشكلات فنية عميقة تجلت في تعادليه الأخيرين مع فلسطين (0 – 0) وبنغلاديش (1 – 1)، ضمن التصفيات الآسيوية – المونديالية.

وسبق لرادولوفيتش أن أشرف على منتخب لبنان لأربع سنوات بين عامي 2015 و2019 وحقق معه نتائج جيدة، لكنه يدرك كما الاتحاد اللبناني أن النتائج الايجابية لا تتحقق بين ليلة وضحاها، بل تأتي نتيجة جهد متراكم لسنوات عدة. وأشار رادولوفيتش الى ذلك في المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد الاعلان عن تسلمه مهمته، إذ وضع سقفاً زمنياً لحصد نتيجة زرعه مع المنتخب، وتحديداً في شهر حزيران من السنة المقبلة “حيث تنتظرنا مباراتين مهمتين مع فلسطين وبنغلادش في التصفيات الآسيوية المزدوجة”. وقال: “مع وصولنا الى ما يقارب السنة على بداية مشروعنا سيكون بمقدورنا الكلام عن استمرارية العمل الذي يفرز المستوى والنتائج”.

وشدّد على أن المواهب موجودة في كرة القدم اللبنانية، لكنها بحاجة الى برنامج عملٍ محدّد لكي تقدّم الأفضل “والأكيد أن الفترة قصيرة للوصول الى توليفة مثالية، لكن مع الوقت أستطيع القول انه يمكننا تقديم منتخب قوي قادر على الفوز على أيٍّ كان، والدليل يمكن استذكار تلك السلسلة من المباريات التي لم نتعرّض خلالها لأي هزيمة، وهو انجاز خطّه اللاعبون اللبنانيون”.

وكشف “رادو” أنه واظب على متابعة منتخب لبنان خلال الفترة السابقة، وسجّل ملاحظات عدة خلال المباراة الودية التي واجه فيها منتخب بلاده أخيراً.

وسيكون اللقاء الأول لرادولوفيتش مع لاعبيه من خلال المعسكر الذي سينظّمه في الشمال من 19 الى 28 الحالي، حيث سيخوض منتخبنا تمارين يومية تحت اشرافه على ملعب رشيد كرامي البلدي في طرابلس.

وكان رادولوفيتش الخيار الأول للاتحاد اللبناني عند افتراقه مع الصربي الكسندر إيليتش، لكن عدم انتهاء عقده مع منتخب مونتينغرو أوقف المفاوضات التي تجدّدت إثر نهاية مشواره مع الأخير، فكان الاتفاق الذي سيجدّد من خلاله ارتباطه بمنتخب لبنان الذي عاش احدى أفضل الفترات في تاريخه تحت قيادة “رادو”، والذي قاده في 37 مباراة، حقق خلالها 13 انتصاراً ومثلها تعادلات مقابل 11 هزيمة، ومسجلاً 42 هدفاً مقابل 32 دخلت مرماه.

كما حافظ المنتخب على نظافة شباكه في 17 مباراة تحت قيادة رادولوفيتش، وهو الرقم الأفضل في تاريخ المدربين الذين أشرفوا على منتخبنا الذي عرف نقلةً فنية نوعية كبيرة على مختلف المستويات بعد استلام المونتينغري له حيث كان في المركز 144 على لائحة تصنيف الاتحاد الدولي “الفيفا”، ليصل في أيلول 2018 الى المركز 77 عالمياً، وهو الأفضل في تاريخه، وذلك بعدما حافظ على سجله خالياً من الهزائم في 16 مباراة متتالية خلال الفترة الممتدة من 29 آذار 2016 وحتى 9 أيلول 2018.

وتحت قيادة رادولوفيتش تأهل المنتخب للمرة الأولى الى كأس آسيا من بوابة التصفيات، ليحقق فوزاً تاريخياً كان الأول له في النهائيات وجاء على حساب كوريا الشمالية (4 -1)، وذلك بعدما كان المدرب خلف استقدام العديد من اللاعبين المغتربين الذين سجّلوا بداياتهم الدولية معه، أمثال الاخوين أليكس وفيليكس ملكي، وعمر شعبان “بوغيل”، اضافةً الى مجموعةٍ من المحليين الذين حجزوا أماكنهم في التشكيلة حتى اليوم، على غرار الحارس مصطفى مطر، حسين زين ونصار نصار.

وستكون التجربة الأولى للمدرب العائد عندما يواجه المنتخب السعودي في مباراةٍ دولية وديّة تقام في 4 كانون الثاني المقبل في العاصمة القطرية الدوحة، ضمن المعسكر الاعدادي الأخير لمنتخبنا قبل مشاركته في نهائيات كأس آسيا التي ستنطلق في 12 من الشهر عينه وسيلعب لبنان المباراة الافتتاحية مع منتخب قطر المضيف وحامل اللقب، وذلك ضمن المجموعة الأولى التي تضمّه الى الصين وطاجيكستان.

شارك المقال