خيبة لبعض منتخبات عرب افريقيا… وتألق آسيوي

رياض عيتاني

تفاوتت نتائج المنتخبات العربية في مسابقتي كأس آسيا وبطولة افريقيا اللتين تقامان حالياً في قطر وساحل العاج. وفي البداية، لا بد من التأكيد أن الخسارة والخروج من بطولة أو دورة أو مسابقة معيّنة، هو أمر عادي ومنطقي ومتوقّع أن يحصل، لأن هذه هي كرة القدم وأي رياضة أخرى، لكن أن يفشل منتخبٌ مثل الجزائر، بطل نسخة 2019، في الفوز على منتخبات كان يتوقّع أن تكون جسر عبور له في المجموعة الرابعة ضمن كأس إفريقيا، فهذه مصيبة وفضيحة.

هذا ليس تنقيصاً من أنغولا وبوركينا فاسو وموريتانيا، إلا أن التاريخ والأسماء الموجودة في تشكيلة المدير الفني “السابق” للمنتخب جمال بلماضي، تؤكّد علو كعب “محاربي الصحراء” وتفوّقهم على باقي المنافسين.

احتل منتخب الجزائر المركز الرابع في المجموعة برصيد نقطتين فقط، من تعادلين مع بوركينا فاسو وأنغولا، وخسارة أمام موريتانيا، الذي قدم أداءً رائعاً وفاز على منافسه بهدف نظيف.

وبعد أقل من 24 ساعة، أعلن رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم وليد صادي رحيل المدرب جمال بلماضي عن المنتخب الأول عقب الخروج المفاجئ، الثاني توالياً، من الدور الأول لكأس إفريقيا.

ابن الـ47 عاماً، الذي قاد المنتخب الجزائري إلى النجمة الثانية عام 2019، واجه تراجعاً حاداً بخروجه مرتين متتاليتين من العرس القاري ومن دون أي انتصار!

ويبدو أن الاتحاد الجزائري بدأ التفكير في مرحلة جديدة للمنتخب، بعدما وعد رئيسه “عشّاق المنتخب الوطني ومحبيه أن ما حدث هو بداية لتغيير جذري بل ثورة حقيقية على مستوى المنتخب الوطني الجزائري من أجل تهيئة بيئة مثالية للعمل والبناء على هذا التعثّر من أجل استعادة مكانتنا قارياً ودولياً”.

واعتبر الاعلامي والمعلق الرياضي الجزائري حفيظ دراجي أن منتخب الجزائر لم يستحق التأهل إلى الدور ثمن النهائي لكأس إفريقيا.

وأكد دراجي أن هناك العديد من اللاعبين انتهت مهمّتهم مع “محاربي الصحراء”، أبطال إفريقيا عام 2019، مضيفاً: “حان الوقت لعهد جديد وجيل جديد ونفس جديد مع مدرب جديد”.

تونس صفعة

إلى المجموعة الخامسة، تلقى منتخب تونس صفعة قوية أثارت غضباً كبيراً من الجماهير، ليُعلن سريعاً المدير الفني جلال القادري انتهاء مشواره مع المنتخب.

وقدّم القادري استقالته من تدريب “نسور قرطاج”، معلناً أنه يتحمل مسؤولية الخروج المبكر من كأس إفريقيا.

أضاف: “عقدي يتضمن أنّ أصل الى نصف النهائي وهو ما لم يتحقق بطبيعة الحال. هدفنا كان واضحاً من بداية البطولة أن نصل إلى نصف النهائي، كنا قادرين على تحقيق نتيجة أفضل من هذه”.

وودّع منتخب تونس كأس إفريقيا من الدور الأول للمرة الأولى منذ العام 2013، بعدما احتل المركز الأخير في المجموعة برصيد نقطتين من تعادلين مع مالي وجنوب إفريقيا وخسارة أمام ناميبيا.

وتُرفع القبعة لمنتخب موريتانيا الذي كتب التاريخ بتأهله إلى دور الـ16 للمرة الأولى في أول مشاركة قارية له، فيما لا يمكن الحديث كثيراً عن المنتخب المغربي، الذي “بيّضها” كعادته في الفترة الأخيرة.

لبنان وعمان يفشلان آسيوياً

لنسافر معاً من ساحل العاج إلى قطر، حيث كان لبنان أول منتخب عربي يودّع كأس آسيا، بعدما احتل المركز الأخير في المجموعة الأولى برصيد نقطة واحدة فقط حصدها من تعادله مع الصين وخسارتين أمام قطر وطاجيكستان.

وإذا حصل المنطق بعد خروج الجزائر وتونس، إلا أن الأمر كان مختلفاً في لبنان، بحيث لم يصدر أي قرار حتى الآن من الاتحاد اللبناني لكرة القدم بشأن مصير المدير الفني ميودراغ رادولوفيتش، وسط انتقادات لاذعة من الجماهير والخبراء في مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان منتخب عمان يحتاج إلى فوز من أجل التأهل إلى الدور الثاني، لكنه سقط في فخ التعادل مع قيرغيزستان 1-1، ليكون المنتخب العربي الثاني الذي يودّع من الدور الأول.

لن ندخل كثيراً في أجواء المنتخبات العربية الأخرى في كأس آسيا، لأن 8 منتخبات من أصل 10 بلغت دور الـ16، وهو رقم لافت، خصوصاً أن بعضها تغلّب أو تعادل مع منتخبات مرشّحة لإحراز اللقب.

وتأهل إلى الدور ثمن النهائي كل من قطر، سوريا، الامارات، فلسطين، العراق، الأردن، السعودية والبحرين.

أسباب عدّة وراء الخيبات العربية، أبرزها أن بعض المنتخبات المنافسة تطوّرت تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، بعدما صبّت تركيزها على الفئات العمرية واهتمت بها، لتحصد حالياً ما زرعته، في الوقت الذي تراجع مستوى منتخبات في ظل غياب الخطة المستقبلية وعدم الاهتمام بالفئات العمرية والاعتماد على تشكيلة ثابتة فقط.

شارك المقال