لمن خانته الذاكرة

رياض عيتاني

على الرغم من ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه بعد انتهاء الحرب العبثية، لم يغفل الرئيس الشهيد رفيق الحريري قطاع الرياضة فمنحه جل اهتمامه لأنه كان مدركاً أن الرياضة والشباب هما الأساس والمدماك لبناء المستقبل.

من هنا جاء اهتمام الرئيس الشهيد بهذا القطاع ليؤكد أنه صاحب النهضة في لبنان على المستويات كافة، وأن الرياضة التي اهتم بها لا تقل أهمية عن سائر القطاعات، لأنه كان يعلم مسبقاً أن هذا القطاع الشبابي المهم يحتاج إلى سياسة مستقرة، كما كان على يقين بأن رياضتنا لا يمكن أن تواكب العصر وتتطور إلا عبر بناء المنشآت والصروح الرياضية المتطورة بوصفها جزءاً مهماً من مشروع الاحتراف الشامل.

وانطلاقاً من هذه الرؤية، أنجزت الأيادي البيض للرئيس الشهيد البنية التحتية الرياضية ومنها منشآت كان لبنان يحلم بها لسنوات طوال، لكنها اليوم ويا للأسف متروكة بفعل فاعل للصدأ والغبار نتيجة الإهمال وغياب الصيانة والاهتمام والرعاية، وهو أمر برسم رافعي شعار “التركة الثقيلة” التي نفخ بها “مسؤولو الأمر الواقع” عقول اللبنانيين في هذه الأيام، لكن من دون أن ينجحوا في تغييب الحقيقة الراسخة الحاضرة من خلال إنجازات الرئيس الشهيد.

لن ننسى أن الرئيس الشهيد حقق حلم تحويل المديرية العامة للشباب والرياضة إلى وزارة وإن كان البعض حوّلها إلى منبر سياسي ينتفع منه بدلاً من الاهتمام بالرياضيين والشباب.

لن ننسى أن الرئيس الشهيد حقق حلماً راود مخيلة الرياضيين المخلصين أعواماً عدة بعد الحرب العبثية، وهو إعادة بناء “المدينة الرياضية” بعدما كاد البعض يفقد الأمل في تحقيق هذا الحلم.

لن ننسى أن يد الرئيس الشهيد البيضاء عمّرت أيضاً صروحاً أخرى لا تقل شأناً مثل ملعبي طرابلس وصيدا الدوليين وأعادت تأهيل ملعب بيروت البلدي في ورشة أثمرت ثروة للرياضة والرياضيين في هذا البلد.

لن ننسى أيضاً أن الرئيس الشهيد مكّن لبنان أيضاً من استضافة العديد من المهرجانات الرياضية على أرضه، فكانت استضافة دورة الألعاب الرياضية العربية عام 1997 وإحدى جولات بطولة العالم للزوارق السريعة في العام عينه، وكأس آسيا لكرة القدم عام 2000، بالاضافة إلى إنجازات تحققت بعد استشهاده كدورة الألعاب الفرنكوفونية السادسة، التي عمل رحمه الله على انتزاع استضافتها في لبنان، وذلك في مؤتمر الدول الفرنكوفونية الذي استضافه لبنان عام 2002.

لن ننسى أن الرئيس الشهيد دعم أيضاً الأندية والاتحادات الرياضية من دون أي اعتبارات سياسية أو طائفية أو مذهبية، ومن دون أن يسأل عن الانتماء السياسي للرياضيين الذين يستحقون الدعم ومن أي دين كانوا… هذا غيض من فيض، لكن يبقى العزاء، بل الأمل بحامل الأمانة الرئيس سعد الحريري الذي يجسد طموح الشباب بما يختزنه من علم ودراية بواقع هذا القطاع، وهو القريب من الشباب والعارف بهمومهم وهواجسهم.

شارك المقال